عندما يبكون.. نضحك.
عمران نت / 15 / 5 / 2019م
// مقالات // عفاف محمد
كم اسرفوا في اذيتنا وتمادوا في قتلنا.. كم سفكوا الدماء وكم دمروا
كم اسقطوا الدمع من المأقي..
لم يرحموا طفل او إمرأة اوشيخ
لابأس بعد كل هذا نحن تجلدنا.
نعم.. العالم مفتوح من حولنا ولكنه مغلق تجاه مظلوميتنا..
حاولوا طمسنا أرضا وإنسان وتاريخ وحضارة وهوية.. وأختزلونا في صراع انقلابيين وشرعية فقط لاغير ليسهل عليهم العبور على أجسادنا الممزقة بالجوع والمرض والحصار وليستبيحوا ما تبقى من أنسانيتنا..
يبدو أنهم تلذذوا حلاوة دمائنا المغموسة في الأصالة والقيم والتي أفتقدها البشر في زماننا الجدب هذا.. حيث أصبح التاريخ نفطا والأصالة والقيم أرصدة بنكية..
في اليمن فقط أكتشف العالم أن الموت ينبت حياة برزخية لا تنتهي ويتناسل الموتي حتى في قبورهم.. وتنبت الزهور الأقحوان وشهد العسل فوق الصخور الصماء تتحدى دمارهم للحرث والنسل..
كل شيء في اليمن يسير وفق مشيئة الله وعكس إرادة الأعداء.. فالله موجود في اليمن وبين اليمنيين برحمته وعطفه وعنايته سبحانه
اليوم بعد نسمع عن انفجار ينبع او في الفجيرة او عن عملية استهدفت مصافي النفط في ارمكو.. وعن وزير الطاقة السعودي يعلن إيقاف عمليات ضخ النفط السعودي عبر الأنبوب الإستراتيجي الواصل لميناء ينبع.. كل ذلك يفرحنا..
لأننا بقدر الألم الذي عشناه ندرك كم كانوا قساة علينا وكم نحن بحاجة لأن نراهم في نفس الموقف ..
هم عندما يبكون نحن نضحك ليس لأننا نحمل نفس، خبثهم لأننا لانقتل الاطفال، مثلهم ولا الابرياء بل لأننا نراهم يخسرون الكثير والكثير.. لذلك نحن نضحك.
والقادم اعظم..
لك الحمد يا الله.