الحمار والأستعمار
عمران نت / 14 / 5 / 2019م
// مقالات // بلقيس السلطان
يحكى أنه كان هناك حمار يعيش مع زوجته في إحدى المزارع ، كان صاحب المزرعة رجل طيب يحب الحيوانات ويعاملها برفق ولين ؛ كان لا يرهق الحمار في أعمال المزرعة ويقوم بخدمته وجلب العلف والماء إلى الحظيرة كل يوم .
وفي أحد الأيام شعر الحمار بالملل من كونه يجلس ليل نهار يأكل ويعمل أعمالاً خفيفة
فقال لزوجته: ألا تشعرين بالملل مارأيك أن نقوم بإيذاء صاحب المزرعة ونحضر جارنا صاحب المزرعة المجاورة أنه رجل قوي ومزرعته غنية بالأعلاف وسيهتم بنا أكثر من صاحبنا هذا.
قالت زوجته: لكننا لم نر منه إلا كل خير فلماذا نركل هذه النعمة بأرجلنا؟
قال الحمار: صاحب المزرعة المجاورة رجل قوي وسيحمينا ويهتم بنا أكثر .
وفي اليوم التالي استغل الحمار انشغال صاحب المزرعة بنزع الماء من البئر لجلب الماء للحمار وقام برفسه حتى أوقعه في البئر وتخلص منه.
استغل صاحب المزرعة المجاورة ذلك واستولى على المزرعة بكل مافيها حتى الحمار وزوجته.
فرح الحمار بذلك ونهق نهقة كبيرة يرحب بالمالك الجديد .
حل الظلام ولم يجد الحمار وزجته مايأكلا، وما أن حل الصباح حتى فرح الحمار واستعد لوليمة العشب المنتظرة ؛ لكن بدا أمامه ظل رجل وعصا من بعيد ، أقترب الظل شيئاً فشيئاً حتى وصل صاحب الظل ينادي بصوت مرتفع :
هيا قم أيها الحمار الكسول لدينا أعمالاً كثيرة وأنتي كذلك أيتها البغلة الحمقاء انهضي.
ظل الحمار يحرث ويحمل الأثقال على ظهره مع زوجته طيلة النهار دون أكل أوماء ، وما أن حل الظلام رجع الحمار وزوجته إلى الحظيرة ولم يجدا أمامهما إلا القليل من العشب والماء لا يكاد يسد جوعهما.
ظل الحمار وزوجته على هذا الحال حتى خارت قوى الحمار ولم يعد يقوى على العمل وحمل الأثقال .
وفي ذات يوم فتح باب الحظيرة ودخل المزارع المستعمر وأخذ زوجة الحمار يجرها ،نظر صاحب المزرعة إلى الحمار قائلاً : لقد اشتريت حماراً قوياً عوضاً عنك أيها الحمار العجوز وسوف آخذ زوجتك لتكون معه وأنت سوف أبيعك يوم الغد لأنك لم تعد تنفعني وأصبحت ثقيل الحركة وقليل العمل.
نظرت البغلة إلى الحمار وفي نظرتها عبارة تقول (كل ياحمار وأحمد الله قال لا بد من صوت يعلم به الله ).