اليمن بين الذئاب والٲحباب
عمران نت / 14 / 5 / 2019م
// مقالات // عفاف محمد
⬜ بينما تقلب قنوات التلفزيون أو تقرٲ بعض ما في المواقع الإلكترونية، تجدهم يتحدثون عن وجع اليمن، جروح اليمن، الطفولة في اليمن والإنتهاكات الحاصلة ضد الإنسانية في اليمن؛ تستغرب استخدام تلك المصطلحات فيما هو منافياً للواقع!!
يتحدثون عن الجوع ومن أحدثه، يتحدثون عن النازحين ومن شردهم، يتحدثون عن الدماء ومن سفكها، يتحدثون عن الجراح ومن أنكأها،
وكلها بإسم المليشيات الحوثية!!
نحن شعب اليمن من نعيش الواقع نعي جيدا من يحاصرنا، ومن يمنع الغذاء والدواء والنفط من الدخول بحرا وجوا وبرا، وندرك أيضاً من نقل البنك وتحكم في إيرادات النفط وغيره وغيره من الآيادي المتلاعبة بإقتصاد اليمن، ونعي جيدا ما سبب هجر الديار والنزوح منها، نعلم ان الصواريخ العفنة هي من تطارد المستضعفين ومن تقلق سكينة البلاد والعباد، وتترصد الطفولة بصور جلية لايمكن تكذيبها، من قتل أطفال ضحيان غدراً، ومن قتل طالبات سعوان عن سابق إصرار وتصميم، ومن استخف بالطفولة في كل سهل وواد، ومن غير تحالف العدوان الأرعن الخبيث الذي لا يحمل أي معنى للإنسانية؟! فمن قصف مخيمات النازحين، ومن منع الراتب، ومن حجز سفن النفط والغذاء..
ترى تلك الٲقلام والٲلسن المشتراة تتحدث عن النساء السجينات اللواتي إن وجدن كما يدعون في سجون صنعاء؛ يعقد الحياء الٲلسن والٲقلام الحديث عنهن لسوء فعالهن، وتسكت تلك القنوات والٲقلام عن السجون السرية التي اعترفت بها منظمات دولية وما يحدث فيها من شذوذ وأفعال مشينة خارجة عن الدين والعرف والدساتير!
يتحدثون عن انتصارات وهمية هي في الٲصل إن وجدت تخدم المحتل والغازي ولا تخدم الٲرض التي تربينا وترعرعنا فيها!
لا ندري عن كينونة أولئك الذي هم من اليمن ويتحدثون بتلك اللغة؟!
وتراهم يشتكون من المنظمات ومن المبعوثين ومن ومن… ولكن يتجاهلون من لا يخدم اقاويلهم بكل تبجح.. يتجاهلون التلاعب الحقيقي بالإقتصاد اليمني، يتجاهلون ما يرتكبه المحتلون في أرض اليمن وما خلفوه من فرقة وشتات وفوضى “خلاقة” في المناطق التي هم يتحكمون بها!
يتجاهلون التطبيع الذي يمهد له ويتيحه كل من حام حول التحالف!
يتجاهلون ما يسمونها بالزلات التي تهفو بها صواريخ تحالف العدوان وحجم الكوارث التي تخلفها غرف العمليات المتطورة تلك!
يتجاهلون ماذا يحدث في جنوب اليمن وفي جزرها، يتجاهلون ما يحدث في المهرة وما يحدث في الضالع وفي البيضاء..
يصمون آذانهم عن كل ما لا يؤمنوا به، وبعد كل هذا يتضح اننا نعيش في صنعاء تحت ظل دولة عادلة تعمل وفق اللوائح والقوانين مثلها مثل اي دولة تكافح الفساد وتعمل بإخلاص وضمير..
أولم يكن الرئيس الصماد خير دليل على المنهج العادل والصادق الذي لا يسعى لٲجل نوازع عرقية او طائفية، إنما سعى بكل بٲخلاص ونزاهة وشفافية لٲجل بناء دولة حاول المعتدي هز أركانها؟!
أولم تكن إنسانية تتراجمها مواقفه لم يكن متكبراً او متجبراً أو جشعاً لٲنه يمشي على منهج عادل؟! لم يرتهن لملك أو أمير ويقبل ٲياديه أو ينتظر ان يرمي له بفتات ألأموال، ولم يهتم بتكوين ثروة او تٲمين مستقبل ٲولاده كحد ٲدنى من مرتبه كرئيس دولة مثل بقية الحكام!
هم تجاهلوا ذلك وتجاهلوا الكثير، وهكذا باتوا ذئاباً تحوم حول الوطن لا أحباب له يحمونه ويرعون مصالحه ويدافعون عنه، ولا زال البعض يجهل من هم الذئاب ومنهم الٲحباب؟!
تعسا لهم ولعقولهم المختلة.