هجمات الفجيرة.. فاعل مجهول، ورسائل متباينة لأطراف متعددة
عمران نت / 13 / 5 / 2019م
// تقارير // علي الأهدل
بمعزل عن آراء المحللين والمغردين والمتابعين لتطورات حادثة التفجيرات التي ضربت ناقلات النفط قبالة ميناء الفجيرة الإماراتي، والتي قيدت جميعها العملية ضد مجهول حتى إشعار اخر؛ فإن الحادثة بحد ذاتها مؤشر خطير على دخول منطقة الخليج ومشيخاته وإماراته وممالكه دائرة الخطر والاستهداف المباشر، بعد أن ظلت سنوات طويلة تنعم بالأمن وتحيك أنظمتها المؤامرات على مختلف البلدان والشعوب، بينما المواطن الخليجي غارق في الرفاهية ومتابعة أخبار الدوري الرياضي في الخليج والعالم.
ذهب الكثيرون الى ربط حادثة استهداف ناقلات النفط بملف الأزمة المتصاعدة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية من جهة، والولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في الخليج وتل أبيب من جهة أخرى على خلفية قرار ترامب الأخير بتشديد العقوبات على إيران ومحاولة تصفير مبيعاتها من النفط بعد خروج بلاده من الاتفاق النووي معها. إن مثل هذا الربط وارد بقوة ولكن الفاعل هنا مجهول حتى هذه اللحظة، فكل طرف يحاول استثماره وفقا لما يريد، وهنا تفترق التوقعات وتتعدد التكهنات.
التحدي الإيراني لقرارات ترامب وإدارته بلغ مستويات مرتفعة، ونبرة القادة والمسؤولين الإيرانيين حول الأزمة ارتفعت بشكل متسارع وقياسي، بينما يلاحظ في المقابل انخفاض مستوى النبرة الأمريكية في التصريحات وتراجعها الملحوظ في تهديد إيران إلى طلب البحث عن قنوات جديدة للتفاوض؛ ربما لشعور الولايات المتحدة أن مغامرة المواجهة العسكرية مع إيران ستكون باهظة، ولن تفيد الولايات المتحدة أكثر مما سيفيد إيران.
أمريكا دائما تتحرك وفقا لمصالحها فقط، وإن ظهرت حاليا أنها تلبي الرغبة المزمنة لإسرائيل ودول الخليج في جر الولايات المتحدة إلى صدام مع إيران، واختلاق ذرائع ومبررات لا أساس لها في سبيل تحقيق ذلك. لكن واشنطن ليست غبية إلى درجة التضحية بحلفائها على حساب هيبتها التي يتوقع أن تنهار إذا ما انفجر الوضع عسكريا لأسباب كثيرة ليس أقلها قدرة ايران وحلفائها في محور المقاومة على إيلام واشنطن وحلفائها في أكثر من صعيد. ونقصد بالإيلام استهداف مصالح استراتيجية امريكية كبرى لا تقوى على تحملها في الوقت الراهن، إضافة إلى تل أبيب وعواصم الخليج التي يتوقع أن تحترق وبشكل يفوق توقعات الربح والخسارة من هذه الحرب المفترضة.
لا يستبعد أن تكون إسرائيل وراء حادثة استهداف بوارج النفط لإعطاء المبرر لتواجد دولي أكثر في الخليج وتطويق إيران أكثر، لكن المستبعد جدا هو أن يتحقق حلم إسرائيل من وراء ذلك، كما ليس بعيدا أن تكون رسالة إيرانية عبر وسيط حليف ما بعثتها إيران، وفي طياتها “نحن هنا ويدنا ستبقى الطولى في الخليج العربي – الفارسي (لا يهم )، وأذرعنا موجودة في كل مكان، وهذا ما يفسره الكثيرون من أن الحرب مع إيران ستكون مختلفة جدا عن كل سيناريوهات الحروب في العالم حتى وإن دخلت فيها معادلة الردع النووي.