محطّة رمضان في بلد الإيمان
عمران نت / 7 / 5 / 2019م
// مقالات // سكينة المناري
يبزغ فجر رمضان لينثر على عتبات قلوبنا الظامئة وشرفات أرواحنا التوّاقة للمغفرة والرضا نسماته الإيمانية في ثنايا الوجدان تروي تلك القلوب العطشى بسناء الإيمان وجرع التقوى والمغفرة، فتُغسل النفوس من كل كدر وذنوب وخطايا وتصفّى الأرواح من كل حقد وكراهية .
محطّات عبرناها على قطارات الحياة كانت طرقها مليئة بالمصاعب والعوائق، مليئة بالذنوب والتقصير، حوافها الدنيوية خطيرة الإنزلاق في غياهب البعد عن الله،سارت بنا عجلاتها على عجل وركضت الأيام بسرعة فائقة لتحطّ ساعاتها القلائل في محطة رمضان الإيمانية لنتزود بالوقود الإيماني المحرك والطاقة المعنوية والنفسية التي تجعلنا في خط الثبات والصمود اللامتناهي في وجه عدوان مجرم قتل أحبابنا بغاراته الغادرة إستخدم كل سلاح القتل لتركيعنا وقتلنا لكنه وجد نفسه مهزوما خاسرا.
وكم نحن بحاجة للتزود الإيماني في مرحلة حساسة يبذل فيها الأعداء أقصى الجهد لنبتعد عن خط الإيمان والذي هو السلاح الفتّاك في مواجهتهم وهزيمتهم!!
في محطة رمضان ستجد اليمانيين تشربوا من ثقافة القرآن ونبعها الصحيح ، لامن الثقافة الخاطئة التي جعلت رمضان للإسراف المبتذل في الأكل والشراب،
التي جعلت رمضان موسماً للمسلسلات والنوم والركود والجمود
وتلك الثقافة الوهابية التي جعلت من القرآن كسب حسنات وكفى!
اليس رمضان هو شهر القرآن!
والقرآن ماهو وما يتضمن
هل يتضمن كسب حسنات وكفى!
أم أنه أوامر وتوجيهات للعمل على إعلاء كلمة الله والجهاد ضد الكفار والمنافقين !
أم أنه جهاد وتحرك وعمل يطبق في واقع الحياة !
ستجدهم لن يمتنعوا عن الأكل والشراب فقط
وإنما إمتناع عن حالة التثاقل والبتاطؤ ،إمتناع عن التكاسل والتساهل والتهاون والمسارعة إلى عمل الخير والتحرك في كل الميادين
في محطة رمضان ستجد أهل الإيمان والحكمة أكثر إيماناً ووعياً ينهلون من ملازم هُدى الله معاني عظمة الله والثقة به لمواصلة صمودهم وجهادهم واستبسالهم الأسطوري
ستجدهم رغم ظروف العيش يتقاسمون رغيف الخبز بالتكافل الإجتماعي الذي يعزز من الصمود ومعونة المجاهدين في جبهات الكرامة
ستجد اليمانيين يجري في أوردتهم حب الإمام علي وولايته وذلك الحزن في ذكرى استشهاده يتحوّل أمواجاً غاضبة في مواجهة يزيد العصر”سلمان”وأحفاده من بني أمية، رجال الله يعيدون غزوة بدر في جبهات العزّة يذيقون أعداء الله ورسوله مرّ العلقم ومنون المنايا يعيدون الحق إلى نصابه وتلك يد خيبر تدك الحصون والمواقع وتحرق دبابات الإبرامز “بولاعة”
ستجد القدس حاضرة فوق القلوب رغم المعاناة والحصار هي أُولى قضاياهم والقضية الأكبر التي يشدون الخطى نحوها بمسيرة كبرى عارمة لتحرير الأرض وتحقيق النصر.