عندما تتحول المعاول إلى بنادق للثأر بالرغم من جارحاتها العميقة الفئة العمالية اليمنية تشارك في صياغة النصر
عمران نت / 1 / 5 / 2019م
// مقالات // حلمي الكمالي
يبدو أن العيد العالمي للعمال عبارة عن محطة ملهمة يعبر فيها العمال عن حسرتهم في ظل معاناة كبيرة يعيشها العمال في معظم البلدان بشكل عام واليمنيين على وجه الخصوص.
ولإستعراض هذا الجانب من المعاناة بما يخص البلد فإنه يتوجب علينا المرور سريعا على أهم أسبابها العلمية، فمعاناة الطبقة العمالية في اليمن هي مشكلة جذرية ارتبطت بالظروف السياسية والإجتماعية الماضية التي صنعتها مراكز القرار الخاضعة بالأساس لقوانين البرجوازية العالمية.
إذ تعد هذه المعاناة جزء من المعادلة الرأسمالية التي تسببت بصناعة أسوء المحطات الأقتصادية في تاريخ البلد.
وشكلت سياسة الإقتصاد اليمني بشكل عام خلال العقود الماضية هي جزء من سياسة السوق الدولية التي فرضتها قوى الرجعية والإستعمار عبر وكلائها من قوى الهيمنة والوصاية للتحكم في العملية الإنتاجية وأعدامها في البلد.
وفي الحقيقة فإن معاناة العمال اليمنيين لا تختلف كثيرا عن معاناة الفئة العمالية في الكثير من الدول سواء الغربية أو الشرقية أو الشرق أوسطية منها، فمعظم عمال هذه البلدان التي غزت مراكز قرارها الرأسمالية يعانون بشكل كبير من سياسة السوق إذا حولت الأخيرة الفئة العمالية إلى جسر عبور لبناء وتشييد أعظم المشاريع دون مقابل حقيقي للجهد بغض النظر عن عدد العمال أو عدد ساعات العمل.
إضافة إلى ذلك فإن سياسة صندوق النقد الدولي هي الأخرى إحدى أهم الأسباب في تفاقم الأزمات المعيشية لدى الدول والشعوب نتيجة قوانينه التي تعمل على تحويل الآلة والعامل إلى ارجوزات مسيرة تعمل خارج مصلحتها وحاجاتها الحقيقية فيبقى الجميع مجرد سلعة فقط.
من المتعارف عليه أن قوانين تنظيم العمل وحقوق العمال في مختلف المجالات المهنية والعلمية وغيرها في اليمن لازالت قوانين رأسمالية بحتة بحيث يتقاضى العامل ” الفتات ” إذا ما تم مقارنة الجهد بالإنتاج.
وعلاوة على توقف وسائل الإنتاج العامة الحكومية بسبب العدوان فإن الفئة العمالية التي تعمل بشكل فردي مع ذوي رؤوس الأموال المتحكمة في السوق تعاني للغاية فلا يوجد قوانين وضوابط تنظم هذه العملية.
وبالرغم أن ثورة 21 أيلول حققت تقدما كبيرا في هذا الجانب عندما ثارت ضد سلطة النفوذ والهيمنة التي غادر سماسرتها عقب إندلاع الثورة إلا أنه لازال هناك الكثير من الأمور التي نأمل من قيادة الثورة اتخاذها تجاه السوق من خلال تنظيم عملية الإنتاج ووضع آليات محددة تضمن حق العمال والمنتسبين في كافة المجالات الخاصة والحكومية إذا أن سياسة الرأسمالية لازالت مهيمنة على السوق.
وبعيدا عن هذا وذاك فقد عمد تحالف العدوان الأمريكي السعودي في اليمن على إستهداف قوت الشعب وتدمير مصادر دخله حتى يحول العامل اليمني إلى متشرد دون مأوى ويبدو أن هذا الإستهداف الممنهج حول الكثير من المغرر بهم إلى مرتزقة مأجورين.
وهذه أيضا إحدى المؤامرات القذرة التي تحاول قوى الرأسمالية تمريرها على الشعوب الحرة للهيمنة على قرارها وسلب قوتها وحريتها.
وبالرغم من كل ما سبق من التحديات والعقبات التي تواجه العمالة اليمنية يثبت العامل اليمني الأصيل وطنيته وجدارته في مياديين مختلفة إذ تحولت المعاول إلى بنادق نارية ، تأخذ بالثأر من لصوص الدم والقوت والدواء وترفع أحلام اليمنيين لبناء مستقبل أفضل خارج قوانين الهيمنة ولوبيات البيت الأبيض.
حيث تشارك مختلف الفئات العمالية اليمنية في صياغة أهم لحظة مصيرية في تاريخ البلد وبمجهود ذاتي عصامي خارج كل النظريات والقوانين التي وضعتها أسس الإشتراكية أو الرأسمالية على حد سواء.
وهذه نظرية متطورة تدونها السواعد اليمنية الحرة والتي سيكتب لها النجاح والخلود بحسب ما تؤكده الوقائع والتجربة
ملتقى الكتاب اليمنيين