مداميك الدولة اليمنية الحديثة
عمران نت / 27 / 4 / 2019م
// مقلات // زينب الشهاري
إن التاريخ يحكي عن دول نهضت و أصبحت من أوائل الدول المتقدمة و في فترة وجيزة رغم ما واجهته من تحديات إلا ان ذلك لم يزدها إلا عزماً و طاقة للبناء و العمل و دفعها نحو الأمام في مسار التطور و الازدهار كماليزيا و اليابان و كوريا الجنوبية و سنغافورة و غيرها…
حرب كونية أحرقت الأخضر و اليابس و أتت على كل شيء و دمرت البنيان و قتلت الإنسان في أرض اليمن، كان ذلك ليجعل الحياة تتوقف و يدفع بأهلها إلى الإستسلام، غير ان هذا ليس واردٌ بتاتاً في قاموس اليمني، فسنوات من القتل و التدمير قابله شعب اليمن بصمود و مواجهة و صبر و دفاع و إصرار على مواصلة التحدي.
عدوان لم يجن إلا الخزي و لم يحصد إلا الهزائم في معركة يخرج منها اليمنيون و بعد كل مجزرة لقوى التحالف أكثر عزماً على الرد و الثأر و بعد كل سنة أقوى و أصلب، الدولة المدينة التي تحقق العدل و المساواة و الحياة الكريمة ما زال حلما يراود أبناء اليمن الذين عانوا من الفساد و النهب و التسلط طيلة سنوات مضت لنظام لم يسع إلا لإشباع جيوبه فيم كان أبناؤه يتضورون من الجوع و يقاسون الظلم و الحرمان.
مشروع البناء و التنمية رغم المحن معركة تجري جنبا الى جنب مع معركة الدفاع و الحماية، هذا هو المشروع الكبير ليمن المستقبل الواعد الذي أطلقه الرئيس الشهيد صالح الصماد الذي لم يدخر جهداً و استخدم كل وسيلة ليتصدى للعدوان الغاشم و يؤسس ليمن التنمية و هذا ما أدركته أيادي الإجرام فباشرت باغتياله ظنا منها أنها اغتالت مشروعه العظيم، بيد أن هذا المشروع حي في روح كل يمني و في مقدمتهم قيادتنا الرشيدة و ها هي تترجمه على أرض الواقع في رؤية وطنية أُعلن البدء عن تنفيذها مؤخراً، ليعلن اليمن للعالم أجمع أن حجم التآمر و الاستهداف لم ينل من عزيمة اليمني و لم يقتل حلم أبنائه ببناء وطنهم لحاضرهم و مستقبل أحفادهم، و هذا ما يستحقه أبناء اليمن الأوفياء الذين بذلوا التضحيات و قدموا عطاء الدم و تحملوا ألوان الظلم في الماضي على أيدي الفاسدين العابثين و يواجهون اليوم حرباً ضارية على أيدي أسيادهم من خدام الصهيونية العالمية الذين يريدون أن يدمروا اليمن على كل المستويات، و لكن و رغم أنف كل معتد و كل حاقد لن يستطيعوا قتل حلم النهضة و البناء الذي عمده اليمنيون بدماء أعزائهم من الشهداء و على رأسهم الرئيس الشهيد الصماد سلام الله عليه.
فمعاً و تنفيذاً لما تضمنته الرؤية الوطنية من إصلاحات و تطوير في مختلف المجالات “تعليم، اقتصاد، صحة، سياسة، أمن، قضاء، إعلام…. و غيره” ليبعث الأمل و يغيض الأعداء و يتطلب العمل الجاد و المثمر، و إن تجارب الأمم السابقة التي حولت المحنة الى منحة و التحدي الى إنجاز و الحاجة الى اختراع، ليعطي أنجع مثال على أن اليمن قادر رغم كل الصعوبات أن يبني دولته الحديثة و المستقلة فلن يوقفه عدوان و لن يضعفه قتل أو حصار، و من الضرورة العمل على توفير كل ما يمكن لتذليل السبل لتنفيذ الرؤية و يبقى على كل المؤسسات أن تترجم الرؤية وآليتها التنفيذية عبر خططها السنوية و الاستراتيجية مع تحقيق الأولويات التي تتناسب مع الإمكانات المتاحة مع العلم بأنه سيكون هناك تقييم دوري وفقاً لذلك وللمؤشرات العملية والمنهجية التي تحدد سير العمل ونسبة الأداء.
ًاثنا عشر محوراً للتعاطي مع أهم تسعة و ثلاثين تحديا يواجه اليمن وذلك عبر تحقيق مائة و خمسة و سبعين هدفا استراتيجيا على مدى ثلاث مراحل زمنية حتى 2030م و التي ستتحقق بالعزم و الكفاح و الإرادة لتتوج طموحات اليمنيين وأحلامهم نحو مداميك الدولة اليمنية الحديثة.