ملحمة الضالع وأخواتها: الترجمة الفورية لخطاب قائد الثورة
عمران نت / 22 / 34 / 2019م
// تقارير // فؤاد الجنيد
بتلك الدماء الزكية التي تسفكها آلة العدوان الوحشية كل يوم في زوايا الوطن الحبيب يزداد وهج الحرية في ظلام الوصاية والعبودية، وبدموع الأمهات وانين الأطفال تتوهج شعلة الإنتصارات في ميادين الشرف والكرامة والإباء، وبدماء الشهداء الأحرار سقطت أقنعة وتعرت وجوه، وبان الحقد القبيح على يمن الأرض والإنسان. ومع تدشين العام الخامس انكسرت آمال الغزاة أمام بسالة وثبات المقاتل اليمني الأعزل، وتقهقرت أحلامهم في الحديدة ونهم وصرواح ومريس وقعطبة وحجور وقانية، وخارت قواهم في جيزان ونجران وعسير، وسقطت اكاذيبهم وسرابية ادعاءاتهم التي لم يكن لها موطء قدم سوى في الفضائيات ومواقع التواصل الإجتماعي.
ترجمة خطاب السيد
لم تكن حادثة إسقاط طائرة الإستطلاع بالتزامن مع الذكرى السنوية للشهيد الصماد سوى مدد رباني له تجلياته وبشاراته في مشوار الدفاع عن الحرية والكرامة والسيادة والاستقلال، فهو حدث لا يمكن تجاوزه، فبنفس طراز ونوع تلك الطائرة استشهد الرئيس الشهيد، وفي ذكرى استشهاده اسقطت هذه الطائرة وحطت أرضا على إحدى مزارع الرئيس الشهيد في صعدة، لتبرز إلى الواجهة الترجمة الفورية لخطاب قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله في ذكرى مرور أربعة أعوام من الصمود والثبات في وجه العدوان، حيث حمل خطابه إشارات تحدد معالم العام الخامس، وابرزها وصفه بعام التصنيع والتحديث والتطوير، وعام الهجوم والزحف، وعام الحسم وصناعة الإنتصار.
ذكاء استخباراتي
في ذكاء استخباراتي وعسكري دقيق ومدروس استطاعت حاسة الحدس المدعومة بالإسناد الإلهي لقيادة أبطال الجيش واللجان الشعبية من قراءة أوراق العدو وكشف مخططاته، وتحليل المشهد الحالي وما ستؤول إليه مجريات الأحداث خصوصا بعد التخبط والهيستيريا اللتان اصابت العدوان بعد إخماد فتنة حجور وحرق تلك الورقة التي عول عليها العدوان كثيرا ومني بالخسران، يومها كانت قواتنا في وضعية الدفاع، واستطاعت بتوفيق الله من تحقيق انتصارات متتالية في مختلف الجبهات رغم قصف الطيران وزحف المرتزقة المدجج بأحدث الأسلحة والآليات والمدرعات، ولم يفلح العدوان في كل مناوراته التي أحتاج وقتا طويلا لدراستها والتحضير لها وعاد يجر اذيال الهزيمة والفشل.
ملحمة الضالع الخاطفة
تمكن مجاهدو الجيش واللجان الشعبية من تطهير وتأمين 3 جبهات استراتيجية في الضالع خلال ساعات وجيزة وصفت بالخاطفة، استمرت 96 ساعة وانتهت بتطهير جبهات العود والخشبة وحمك بمساحة تقدر بـ 250 كيلو متر مربع، إلى جانب تحرير أكثر من 100 قرية سكنية وعشرات المواقع التي كان يتمركز فيها المرتزقة في العمليات الواسعة التي نتج عنها مصرع عشرات المرتزقة بينهم قيادات وهناك مجاميع لا تزال محاصرة خلال العمليات النوعية بالإضافة الى إعطاب وتدمير عدد من الآليات التابعة للمرتزقة التي تم تزويدهم بها من قبل دول العدوان خلال العمليات النوعية في جبهات الضالع. القيادة العامة للقوات المسلحة المرتزقة المحاصرين إلى تسليم أنفسهم وأسلحتهم ولهم الأمان بالعودة إلى قراهم ومنازلهم.
تفاصيل العملية
تم انطلاقُ العمليةِ من معسكرِ السورِ الاستراتيجي باتجاه مثلثِ العود، حيث تمت السيطرةُ على المثلثِ وقطعِ خطوطِ إمدادِ العدو من قعطبة والضالع إلى العود، وانطلق أبطالُ الجيشِ واللجانِ الشعبية من مثلث العود باتجاه مواقعِ العدو من 3 مسارات:
– المسارُ الاول من مثلث العود باتجاه سوقِ الخميس واستكمال قطعْ خطوطِ امداداتِ العدو وتم تأمينُ سوقِ الخميس وعشرات المواقع والقرى.
– المسارُ الثاني من مثلثِ العود شرقاً باتجاه نجد سنف والمواقعِ المحيطةِ بها وتم تطهير وتأمين أكثر من ثلاثين موقعا وقريةً ابرزُها جبل العود الاستراتيجي الذي يُطلُ على عددٍ من المناطق كالخشبة والنادرة ومناطق ومواقع عديدة.
– المسارُ الثالث باتجاه الخشبة وتم تطهيرُ وتأمينُ جبل يبار الاستراتيجي وأكثرَ من خمسةٍ وعشرين 25 موقعا وقرية بينها معسكرات.
ترحيب ومساندة
إلى جانب أن هذه العمليات خلفتِ حالةً من الارباكِ والذعر بين صفوف المرتزقة وحالات تبادل اتهاماتٍ بالخيانةِ بين صفوفِ المرتزقة، إلا أنها لاقتِ ترحيبا واسعا من قبلِ المواطنين الشرفاء، ودعم كبير وواضح تمثل في دورَ مشائخَ وأبناءِ وقبائل الضالع بوجهٍ عام والعود بوجهٍ خاصٍ من خلال مواقفهم الداعمة والمساندة لإخوانهم في الجيشِ واللجان الشعبية لتامينِ وتطهير مناطقهم في وقت أكد فيه أبطال الجيش واللجان الشعبية عزمَهم واصرارَهم على تطهيرِ وتامينِ كاملَ أراضي الوطن حتى آخر شبرٍ فيها مهما كانت التحديات والتضحيات.