لعبة قرار الفيتو تفضح نوايا الكونجرس الأمريكي.

إن ما تخفية مساحيق السياسة تفضحه تصرفات القيادة، كذا هو الواقع في بلد يتشدق بالسلام والحرية ويسمى أمريكا، وأضحت الحقائق اليوم تتكشف تباعاً وبشكل جلّي وواضح حول حقيقة العدوان الذي يتعرض له اليمن واطرافه واهدافه.

وبعد ان أعلن البيت الأبيض يوم الأربعاء الماضي، أنّ ترامب استخدم “الفيتو” ضد قرار للكونغرس لإنهاء المشاركة الأمريكية شيماء العدوان على اليمن، فان أبرز دلالات وابعاد قرار الكونجرس الأمريكي بإيقاف المشاركة الأمريكية في العدوان على اليمن ومااعقب ذلك قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باستخدام الفيتو ضد قرار الكونجرس يمكن بيانه على النحو التالي:

? ان قرار الكونجرس بإيقاف المشاركة الأمريكية في العدوان على اليمن وقرار ترامب باستخدام الفيتو ليس الا لعبة رخيصة بين الكونجرس وترامب هدفها تخدير الشعوب فقط واظهار أن أمريكا حريصة على السلام وأن هناك انقسام بين اوساط أصحاب القرار الأمريكي حيال ذلك، وأي مسرحية هزلية هذه التي يظهر فيها الكونجرس وكأنه حريص على دماء الشعب اليمني ويحاول ايقاف العدوان إلا أن ترامب اوقف ذلك القرار بالفيتو الرئاسي؟!، ولا غرابة في ذلك طالما وأن أمريكا هي عدوة الشعوب والشيطان الأكبر، الذي يعمل على تدمير الأوطان وسفك دماء الشعوب، وبذلك يأتي تبادل الأدوار بين الكونجرس وترامب فقط من باب تخفيف السخط ضد السياسة الامريكية، لاسيما وأنهم يخافون من سخط الشعوب جدا ويحرصوا أن يظهروا بمظهر الحمل الوديع المحب والمصلح والذي يتمنى الخير لكل العالم.

? ان قرار الكونجرس الأمريكي بوقف مشاركة أمريكا في العدوان على اليمن هو من باب تبادل الأدوار فقط بين صناع القرار الأمريكي في اطار تنفيذ مشروع “حلب البقرة الحلوب”، حيث أن اعضاء الكونجرس الأمريكي كانوا على دراية أن الرئيس الامريكي ترامب سيستخدم قرار حق النقض الرئاسي لقرار بإنهاء مشاركة أمريكا في العدوان على اليمن، ولذا فإن حصول القرار على تصويت الغالبية من النواب الأمريكيين يأتي من منطلق أنهم كانوا مطمئنين لاستخدام ترامب الفيتو ضد قرارهم، وبالتالي لم يكن قرار ترمب مفاجئاً، وانما يأتي كأحد الأساليب الابتزازية في إطار تنفيذ سياسية حلب البقرة الحلوب، حيث أن العملية التي تمت بين الكونجرس والنواب الأمريكيين والرئاسة الأمريكية هي أشبه بالمسرحية من أجل حلب البقرة الحلوب وملء الخزينة الأمريكية وسلب الأموال السعودية والإماراتية، وهذه السياسة باتت مكشوفة للجميع إلا أن الأغبياء في النظام السعودي والاماراتي لا يفهمون جيداً ولا يدركون أن أمريكا تشكل خطر كبير عليهم.

? ان اعلان الرئيس الامريكي ترامب عن استخدام الفيتو ضد قرار وقف الدعم الأمريكي لتحالف العدوان على اليمن هو دليلاً قطعياً أن أمريكا هي صاحبة قرار الحرب وهي رأس حربة في العدوان، فأمريكا دون غيرها هي صاحبة قرار العدوان على اليمن الذي اعُلن من عاصمتها، فالمشروع أمريكي، والسلاح أمريكي، والحماية والتغطية أمريكية، ومن يقود غرف العمليات ضباط امريكيون، حتى مسمى “عاصفة الحزم” هي تسمية أمريكية بالطبع، كما ان استخدام الرئيس الامريكي ترامب الفيتو ضد قرار الكونغرس هو بمثابة اعتراف من السلطات التشريعية الأمريكية بمشاركة واشنطن في قتل الشعب اليمني والداعم الاساسي للتحالف الحرب الذي تشكل برعايتها وبطلب منها، ولذا فإن بقية الدول المشاركة في العدوان ليست إلا أدوات رخيصة لها ومنفذة لرغباتها وأطماعها، فليست السعودية والإمارات سوى ادوات قذرة تنفذ المشروع الامريكي الاسرائيلي في اليمن والمنطقة برمتها، وانزلقت في مستنقع العمالة والله وبيع قضايا الامة وعلى رأسها قضية فلسطين، ولولاء امريكا لما تجرأت السعودية والإمارات على شن هذا العدوان الغاشم لأنها تضل مجرد ادوات ضعيفة وعميلة لا تقوم انظمتها إلا على الحماية الامريكية والإسرائيلية، وذا ما صرح به ترامب على الملاء أكثر من مرة، ويعتبر فيتوا ترامب ضد إيقاف الجرائم بحق الشعب اليمني تتويجاً لكلام سابق قال فيه : ” لولا أمريكا لما صمدت السعودية أسبوعين” و ” لولا أمريكا لما تمكن ملك السعودية من ان يستقل طائرته”.

وكوضوح الشمس في كبد السماء، فإن استخدام ترمب الفيتو ضد قرار وقف الدعم الأمريكي للمعتدين على اليمن يدل على الشراكة الرئيسة والفعلية لأمريكا في العدوان على اليمن ويُدين أمريكا بكل ما لحق باليمن أرضا وانسانا من جرائم ومجازر وحشية وحصار ظالم على مدى أكثر من أربع سنوات، وأنها شريكة في كل الجرائم والمجازر التي ارتُكبت بحق الشعب اليمني وفي كل قطرة دم سفكت ظلماً وعدواناً، فأمريكا تقتل الشعب اليمني، وهي وراء كل المآسي والجرائم والمجازر في اليمن وهي من تفرض الحصار البحري والحظر الجوي على اليمن وتتولى الحرب الاقتصادية وتجويع الناس من اجل اخضاع الشعب اليمني وكسر ارادته والسعي الى احتلال ارضه ونهب ثرواته والسيطرة على الموقع الاستراتيجي لليمن.

? يعد است خدام ترامب الفيتو ضوء أخضر لاستمرار العدوان الظالم والحصار الجائر بحق الشعب اليمني بالرغم من الأوضاع الإنسانية المأساوية التي وصلت اليها اليمن، ويضرب ذلك الفيتو اتفاق السويد عرض الحائط، وهذا ما يؤكد الرفض الأمريكي للسلام الذي كانت ولا تزال تعرقله في كل جولة من جولات الحوار التي عقدت في جنيف والكويت والسويد، وعملت على إفشالها باستمرار.

وفي هذا السياق، رأى الكاتب البريطاني سيمون تيسدال ان استخدام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حق النقض ضد قرار الكونغرس المطالب بإنهاء التدخل العسكري في الحرب السعودية باليمن، يطيل من عمر المأساة الإنسانية فيها، ويكشف استخدام السلطة الرئاسية بشكل تعسفي.

وقال تيسدال في مقالة نشرتها صحيفة “الغارديان” البريطانية إن “غطرسة ترامب الصارخة تهدد الولايات المتحدة نفسها، وهي دليل آخر على أن التوازنات الشهيرة في الدستور الأمريكي لا تعمل، وهذا الرئيس يخرج عن السيطرة بشكل خطير”، مضيفا ان “أسباب ترامب المعلنة لاستخدام حق النقض فيها الكثير من الخداع، إذ يدعي بأنه يحمي الأمريكيين، وينكر مساعدة السعودية مباشرة من خلال نفيه لوجود قوات نظامية أمريكية في اليمن، ولكن بفعله هذا يعرض الكثير من الأمريكيين المقيمين في الخليج للخطر”.

ونقل الكاتب عن رئيس لجنة الإنقاذ الدولية ديفيد ميلبياند قوله إن “حق النقض الذي أصدره ترامب هو “ضوء أخضر لمزيد من الفظائع في اليمن”.

ورأى تيسدال أن قرار ترامب مخالف لقانون سلطات الحرب الصادر في 1973، الذي ينظر في سلطة الرئيس في الدخول في نزاع مسلح دون موافقة الكونغرس، مضيفا : “حتى إن اختلفت التفسيرات فإنها المرة الأولى في التاريخ التي تنتقل فيها سلطة الدخول في حرب من مجلس الشيوخ إلى الرئيس”.

وختاماً,,, يمكن اعتبار فيتو ترامب وكأنه بصيص امل للذين مازالوا يدعون المحايدة لعلهم يرجعون الى صوابهم ويعرفون ان العدوان على اليمن تقوده امريكا ومن ورائها إسرائيل، فلا تقتصر مشاركة أمريكا في العدوان على اليمن بحسب، بل هي صاحبة القرار الاول في قتل الشعوب عامة والشعب اليمني خاصة، فكل المجازر والجرائم الوحشية والحصار على الشعوب عامة والشعب طا خاصة تحمل بصمة أمريكية بامتياز، وأن كل دول العدوان ليسوا سوى مطايا وادوات تابعة لأمريكا والاحداث والوقائع تشهد على هذا، ولذا بات الشعب اليمني يعّي جيداً أن أمريكا هي من تقتله وترتكب المجازر الوحشية بحق نسائه وأطفاله وسيظل يردد ويهتف صارخاً “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل”، ولن يتوقف أبدا مهما ارتكبوا من جرائم ومجازر وحشية، وما يزيد فيتو ترامب الشعب اليمني الا تجلدا وقوة وثبات في تمسكه بالله سبحانه وتعالى ومقارعة الظالمين والمستكبرين، فالشعب اليمني بصموده وصبره قد دخل العام الخامس بتحدي، واصرار على عدم التنازل عن الحرية والاستقلال، وبمفاجئات سترعب الاعداء قريباً.

مقالات ذات صلة