مشاهد مروعة من مدرسة الراعي بـ #سعوان
عمران نت / 11 /4 / 2019م
قصص حقيقية حدثت في مدرسة الراعي بسعوان للطالبات أثناء قصف العدوان لها
الجريمة لا تنحصر في شظية دخلت في طالبة وقتلتها فقط، بل هناك جرائم أخرى لا تقل بشاعة عن جريمة القتل، وهي الأحداث المروعة التي سأحكيها لكم والتي رافقت مشهد الانفجار وما تلاه.
حدثني المحامي والناشط الحقوقي: عبدالرب علي المرتضى قال:
أرسلت زوجتي إلى مدرسة الراعي لتستطلع الخبر وتشاهد الحدث عن قرب وتلتقي بالمدرسات هناك.
فذهبت والتقت بمديرة المدرسة وشرحت لها بعض جوانب القصة، مشاهد مرعبة، ومما قالت لها:
مدرستنا تتكون من طابقين وعدد طلابها 2100 طالبة، بالإضافة إلى المدرسات والإدارة والحارس وعائلته.
عندما وقع الانفجار الأول كان في الدرج (السُلم) ثلاث طالبات، فسقط الزجاج فوقهن وجرحهن وسقطن في الدرج مغمى عليهن.
خرجت الطالبات من الفصول وعند وصولهن السلم شاهدن الثلاث صريعات والدماء والأنين، فأصبن برعب وتوتر، ودوخه، وأغمي على 8 طالبات وسقطن فوق الثلاث.
سمع الأهالي بالانفجار وهبوا للمدرسة وعند وصولهم السلم التقوا بالطالبات وهن يردن النزول بينما هم يريدون الصعود، فحدث اختناق سبب في جرح بعض الطالبات.
تخيلوا 2100 طالبة يردن النزول من سلم واحد، ومئات البشر يريدون الصعود من نفس السلم فالتقى الفريقان في منتصف الدرج، موقف مأساوي وحزين.
الطالبات يبكين في الأعلى وأهاليهم يبكون في الأسفل فحدث الانفجار الثاني، ثم الثالث، فتساقطت الطالبات من أعلى المدرسة نتيجة ضغط هواء الصاروخ، وأصبح حوش المدرسة بنات ملقيات على العراء.
بعض البنات من الفجيعة سقطت من الأعلى دون استشعار البعد أو خوف من البعد، فسقطن ثلاث وأصيبت إحداهن بكُسر في رجلها.
الآباء يهتفون لبناتهم اقفزي وأنا سألقفكِ ، فيقفزن والآباء يلقفون بناتهم، وبدون شعور.
بعض الطالبات فقدن الذاكرة، فواحدة من البنات بقيت تائهة في جولة آية إلى بعد العشاء لا تدري من هي وأين هي؟ حتى اسمها نسيته، من هول الصدمة وقوة الانفجار أحدث رعبا لديها أنساها ذاكرتها.
معظم الأهالي الآن يشكون لي بأن بناتهم يتبَوّلن لا إراديا وبدون شعور.
وبعض البنات لا زالت تبكي حتى اليوم، ولا تستطيع النوم إلا في حضن أبيها، فلو نامت بعيدة عنها تذكرت الصاروخ وفجيعة المدرسة.
وبعضهم أصبن باصفرار في البشرة، وانتظروا الفشل الكلوي وغيرها من مضاعفات الصاروخ.
إحدى الأمهات من هول ما جرى استشهدت اثنتان من بناتها، فلم تصدق حتى الآن بأن بناتها استشهدن، تأتي يوميا تسأل أين بناتي؟ وهن البنات اللواتي سُجلن بأنهن مجهولات، فأمهن رفضت زيارتهن لتتعرف عليهن، بل لا تريد تصدق بأن بناتها مقتولات.
وكثير من القصص حدثت، وأثناء ما المديرة تشرح، أصيبت زوجتي بالإغماء، فأخذتها للمشفى ولا زالت مريضة حتى الآن.
وكثيرة هي المشاهد المرعبة إذا أردتم تفاصيلها، اذهبوا إلى هناك، والتقوا بالطالبات وأهاليهن واسمعوهم عن قُرب ستشيب رؤوسكم وهم يقصون عليكم مجزرة الهولوكوست التي أحدثها النظام السعودي في بناتنا الطاهرات، وما جرى من أحداث جانبية، انزلوا اسمعوا الطالبات، وهذه مناشدة لكل الحقوقيين والإعلاميين ليشاهدوا ويوثقوا وينقلوا الأخبار للناس.
منقول