أثبت ترامب بأنه عبد ذليل ينفذ الأوامر الصهيونية
عمران نت / 9 / 4 / 2019م
// مقالات // عدنان علامه
إن ترامب هو الرئيس الأمريكي الوحيد الذي تميز بإثارة التوتر في العالم وذلك نتيجة لغطرسته ،عنصريته ،جون عظمته وإيمانه بسياسة الفوضى الخلاقة . ويظن نفسه إمبراطور العالم الحديث ولا ينقصه سوى أن يقول : “أنا ربكم الأعلى”.
فترامب يريد فرض إرادته على العالم وقد اختار إدارة سيئة الصيت لتنفذ إرادته التسلطية ضارباً بعرض الحائط كافة القوانين الدولية والأعراف الديبلوماسية . فعين ترامب على ثروات البلاد كلها وقد أعلن عن طمعه في النفط العراقي والثروات الخليجية وقد صرح علناً عن نواياه بالسيطرة عليها وتستطيعون بسهولة فائقة مراجعة اليوتيوب لتجدوا تصريحاته الموثقة التي تجعلنا نتيقن بأنه يتصرف كزعيم مافيا وليس كرئيس “دولة عظمى” .
وبناءً على شخصية ترامب غير المتزنة وتفكيره العنصري الإستعماري ؛ ضرب بعرض الحائط كافة القوانين المتعلقة بسيادة الدول. فخطط لإنقلاب في فنزويلا واعترف بزعيم الإنقلاب غوايدو لحظة الإعلان عن تعيين نفسه رئيساً مؤقتاً. وبدأ مع أعضاء إدارته بولتون وبومبيو بممارسة الضغوطات والتهديدات لبلد ذات سيادة وكأن فنزويلا اصبحت ولاية من ولايات أمريكا . فمهلاً أيها الرئيس ترامب ؛ فقد تجاوزت مع إدارتك كافة الخطوط الحمراء المتعلقة بسيادة الدول . فقد لا يعجبك نظام الحكم الإشتراكي في فنزويلا وهذا من حقك . ولكن ليس من حقك أن تصادر إرادة الشعب الفنزويلي الذي أختار بحرية نظام حكمه ورئيس جمهوريته . فعليك أن تتعلم أصول الديموقراطية من فنزويلا .
وقد أضاف ترامب أمس الحرس الثوري الإيراني على لائحة المنظمات الإرهابية وطلب من الحلفاء تنفيذ ما يطبقه . فلا أدري من عيَّنَ ترامب ليصنِّف الإرهابيين في العالم. ومن حدد مفهوم الإرهاب المختلف على تعريفه ؟
فإمريكا هي آخر دولة لها الحق الحديث عن الإرهاب. فقد تأسست على الإرهاب والمجازر والإبادة العرقية لعدة عشرات من ملايين الهنود الحمر . وتاريخ أمريكا متلازم مع إرتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في هيروشيما وناغازاكي وكوبا وفيتنام والعراق وسوريا . لذا لا يحق لأي أمريكي بالحديث عن كيفية تطبيق الديمقراطية .
وآمل التدقيق في تصريح نتنياهو بعد تحقيق حلمه حول موضوع إعتبار الحرس الثوري منظمة إرهابية :-
نتنياهو لترامب: “شكرا لأنك استجبت لطلب مهم لي اعتبار الحرس الثوري منظمة إرهابية “.
وهذا ليس الأمر الوحيد الذي ينفذه ترامب إستجابة للأوامر الصهيونية ضارباً بعرض الحائط كافة القوانين الدولية والأممية . ولنستعرض الخروقات الدولية التي نفذها ترامب خدمة للصهاينة والحركة الصهيونية :-
1- إعلان القدس عاصمة للكيان الغاصب ونقل السفارة الأمريكية إليها.
2- إنسحاب ترامب من معاهدة الإتفاق النووي الدولية مع إيران .
3- الإعتراف بسيادة الكيان الغاصب على الجولان المحتل .
وبناء عليه فإن ترامب يضع مصلحة الكيان الغاصب فوق كل إعتبار .
والسؤال الذي يطرح نفسه : لماذا اليوم تحديدا تم تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية ؟
الرد بسيط جدا ،فنظراً لعنصرية ترامب ولإنحيازه الكامل للعدو الصهيوني فإن كل من يساهم في تحرير الأراضي المحتلة بحسب توصيف الأمم المتحدة فهو إرهابي حسب المفهوم الأمريكي .
هذا من جهة ومن جهة أخرى فقد اعترف ترامب خلال الحملة الإنتخابية الرئاسيةبأن “داعش ” والمنظمات الإرهابية هي صناعة أمريكية ؛ وإن فشل المشروع الإرهابي تحت الوصاية والرعاية الأمريكية في لبنان وسوريا والعراق بفضل توجيهات ومساعدة الحرس الثوري وحزب الله الأمر الذي دفع ترامب لإرسال بومبيو مهدداً ومتوعداً لكل من يتعامل مع حزب الله واصفاً الحزب بالمنظمة الإرهابية .
فمهلاً سيد ترامب وجدت من جانبي أن أذكركم بأن القانون يجرم كل من يدعم الإرهابيين بأي شكل من الإشكال ؛ ولائحة دعمكم المباشر للإرهابيين طويلة جداً في العرق وسوريا وطلبكم المباشر من الكيان الغاصب بإجلاء أكثر من 800 عنصر من الخوذ البيضاء لهو دليل أثبات لتورطكم المباشر مع الإرهابيين .
فترامب تصرف ويتصرف وسيتصرف وفقاً للأهواء الصهيونية . وسيحقق أمانيهم لأنها بالنسبة له بمثابة أوامر عليا لا يمكن رفضها كلياً .
فقد اعتمد ترامب بإثارته المشاكل في أكثر من منطقة في العالم سياسة حافة الهاوية تمهيدا للمواجهة مع أيران كأحد مخرجات مؤتمر وارسو حيث تم الإعلان عن جبهة موحدة من الدول الخليجية والكيان الغاصب ضد إيران .ويبدو أن الإحتكاك المحتمل في أي لحظة سيشعل حرباً يصعب تقدير مساحة إنتشارها بعد إعتبار القيادة الإيرانية كافة القوات الأمريكية المسلحة في المنطقة هي قوات إرهابية. وفي المحصلة، قد يستطيع ترامب والكيان الغاصب وبعض دول الخليج أن يشنوا عدواناً مشتركاً على الجمهورية الإسلامية ولكن يقيناً بأن التحكم بمجريات الأمور وكيفية مواجهة العدوان ومساحته لن تكون بيد المعتدين .
وإن غدا لناظره قريب