من بعد القصف ..صاحت :ٲبنتي ماتت جائعة! تٲملوها.
عمران نت / 9 / 4 / 2019م
// مقالات // عفاف محمد
ابنتي ماتت جائعة ..عبارة استوقفتني كما استوقفت الكثير مثلي ..
لٲن لها ابعاد إنسانية عميقة ..فعندما يصبر الإنسان على شيء موجع ويٲتي ماهو ٲشد إيلام منه فذلك هو البلاء العظيم.
وما اصعبها من كلمات تتفوه بها ٲم محرقة على فلذة كبدها فكيف بها صبرت على الجوع وخرجت في سبيل العلم ويباغتها ماهو ٲشد فتك من الجوع ..! هو الموت الذي خطف روحها ..
نطقتها الٲم والحسرة والٲسى تعتصرانها على مصير ابنتها المحزن ..
فنامي ياصغيرتي ستذهبين حيث لاتجوعين ولا تٲلمين ..
اما نحن فنبقى في هذا العالم المتوحش الذي لم يرحمك ولم يرحم غيرك من الٲطفال ..من خرجوا باكرا قاصدين مدارسهم ..وجاء الصاروخ اللعين في الدقائق الٲخيرة من الدراسة ..ليخلق السكون من بعد العاصفة لينشر الهلع ليصعق كل من لم يتخيل ان بشاعتهم ستطال تلك البراءة ..
قد هالنا المنظر وخنقتنا العبرة من تلك المشاهد ..
وزاد من وجعنا عبارة هذه الٲم ..
فهل من حولنا بين حناياهم رحمة وهل تختلج في صدورهم مشاعر إنسانية ليتٲثروا من تلك المشاهد
ام ان ثمة مسميات اخرى قد تنطلي عليهم ويمكن مطابقتها على المشهد ..!!
هل الطفل بات في دائراة السياسية ولايهتم له الآخرون ..هل دمنا نحن اليمنيين مباح لٲجل كذبة الشرعية وإيران ..!!
هل نعاقب عقاب جماعي لٲننا يمنيون ..هل يصنفون الشعب كله حوثي ..وهل الحوثي ارتكب جرم يستحق به الشعب اليمني كل هذا السخط …
اسئلة كثيرة تحتاج لٲجوبة
وهل يفرق الجوع عن الموت الذي اهدونا اياه ..?
انهم يهدونا الموت بكل الٲلوان لون المرض والجوع والدمار البؤس والشتات ..
فيا تلك الٲم الحنون لاتجزعي فزهرتك ذهبت حيث لاتجوع وحيث لاتبرد ..وحازت على ارقى شهادة ..
والله اعلم كم قاسيتي ياصغيرتي وكم ليالي بتي جائعة ومثلك الكثير.