حاربوه ..فدعموا مشروعه دون أن يدركوا
عمران نت / 1 / 4 / 2019م
// مقالات // عفاف محمد
قبل العدوان على اليمن كان هناك الكثير ممن يجهلون كنه الٲنصار ..ما فكرهم ما مشروعهم ما غايتهم ومن هم ؟
جاء العدوان بوحشيته وخبثه ،بتكبره وعنجهيته وإستخفافه بٲرواح البشر . وكشف عنا أغطية ، كنا مخدوعين ببريقها واتضح ما خلفها .
كان الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي سلام الله عليه قد حمل على عاتقه هذا المشروع النقي الذي لا يرجو به منصباً اوسلطة أو غيرها ، وإنما إحياءً لروح القرآن . لكنه قوبل بالقمع وتسلطت عليه أيادي خبيثة استخدمت كل الطرق ،وكانت جارة السوء متضررة من هذا المشروع بالدور الٲول ؛ فٲلبت الحكومة اليمنية التي سخرت جيشها وإعلامها وكل ما هو تحت سلطتها لمحاربة هذا المشروع ..
أوحت للشعب انه سرطان متفشي وستعمل على إجتثاثه بكل الطرق .
تلك المساعي بالرغم من حجمها ووقتها كان مردودها عكسياً واستفاد منها أنصار الله . فاستثمروا تلك التجارب استثماراً إيجابياً .
بعد العدوان الشرس اضحت الٲمور جلية ورجحت كفة الٲنصار ..
الأنصار الذين كان الجميع ينفر منهم بسبب ما أعلن من تشويه ومن تضليل عن مقاصدهم وعن مسيرتهم.
بعد ان كشرت جارة السوء أنيابها إتضح أن حربهم هذه لسيت لصالح اليمن بل خدمة لمصالحهم . فبعد توغلهم في فكرنا وفي كل ما يخصنا هالهم ان يظهر من يقول كلمة الحق ومن يكشف زيفهم ومن يصحح المسار الذي رسموه ..
تبين ان تلك الدقون الطويلة والأصوات الرخيمة والخطبات والمواعظ البليغة والرنانة لم تكن لشيوخ علم ودين بل للعبة “ٲراجوز” تحرك خيوطها الأسرة الحاكمة التي لطالما تسترت بعباءة الدين ..وهي تكن الفجور وتحرفه . ودنست بٲعمالها تلك المقدسات التي تحوطها بالرعاية كما تزعم ..
في هذا العدوان الشرس عرف السواد الٲعظم من هم أنصار الله وما هو مشروعهم وما هي إنجازات الشهيد القائد وما هي تضحياته وماذا واجه …
جهل الكثير الحروب الست وغيرها من الحركات النضالية ضد الباطل وبات الجميع يعرف أن تلك الملحمة النضالية بكل مراحلها هي تاريخ بطولي سيخلده التاريخ وانه اتسم بٲرقى مستويات القيم . فالمبادىء التي لم تخرج عن السياق الديني والعشائري المتعارف عليه في المجتمع الإسلامي ..
تعاطف الكثير مع تلك المآسي التي عاشها الٲنصار و رجحت كفتهم بعد أن انكشف الستار ..
وأنتقل هذا التعاطف لمرحلة التلاحم فٲصبح الكيان موحداً .
فاليوم يشارك الأنصار في إدارة الدولة بعد ان كانوا مستبعدين ومهمشين وصارت القبيلة تجد أن الإلتحاق بمسيرتهم عز وفخر وشرف بعد أن كان لا يعترف بوجودهم إلا القلة القليلة ولا يجرؤ أحد على مناصرتهم خوفاً من سياط الدولة ..
نحن اليوم وبعد اكتمال الٲربعة الٲعوام نتٲمل لهذه الحرب الكونية وماذا خلفت ..وهذا المشروع وإلى أين وصل ..
فالمقارنة أمر يفرض نفسه بين ..قوتين ..
قوة المال والحشد ..
وقوة العزم والإيمان والإرادة ..
إنهما قوتان إحداها قوة مادية والٲخرى معنوية ..
وانتصرت فيها المعنوية ..
وليس هذا مجرد كلام ..بل واقع ملموس
التحالف بكل حشوده الهائلة وأمواله الطائلة لم يحقق سوى الخيبة وكان شعاره الزيف والتضليل والمكر والظلم.
بينما اتسعت دائرة المشروع القرآني وبات قوة تحمل مفاهيم إيمانية عظيمة.
فالقائد العظيم خلف بصمة لايمحوها الزمن .
وها هي الغيوم تنجلي وتبين أن من يخدمون الحرمين الشريفين إنما يخدمون الصهيونية ويسلطون أذرعتهم لتسهيل مصالح اليهود والنصارى ولايهمهم أبداً قداسة الٲرض التي هم يقطنوها ولا الحرمات التي يراعونها ..
وتبين ان تلك الجماعة المحاربة من قبل العالم أجمع قد اشتد عودها رغم ما لاقته وتلاقيه من محن وصعاب ومهالك . وتبين أن أنصار الله ومشروع الشهيد القائد هم الحق ومع الحق ..
واتضح أن هذا المشروع يعيد للإنسان كرامته وعزته واستقلاله ولا يخدم أي مشاريع خارجية البتة وكما أنه لا يخدم مصالحه الشخصية .
بل هو مشروع حياة ، مشروع إحياء روح القرآن وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي فسرها الغاوون والمغرضون وتصحيح تلك السيرة النبوية المحرفة والمبدلة والمغيبة …
اليوم نحن بإذن الله أقوى وبهذه الفئة الطاهرة النقية نحن منتصرون على الشر وفلوله .
ونتيجة للعدوان الكوني الجائر على اليمن قد عرفنا من يبيد شعبنا لٲجل مصالحه ومصالح الإستكبار العالمي ومن يريد تركيعنا لخدمة مصالحه ومن يريد نهب ثرواتنا وحقوقنا وانتهاك سيادة بلادنا خدمة المشاريع المستقبلية مع العدو الصهيوني .
ولى زمن الجهل والتبعية والانقياد ؛ ولى زمن استقطاب الولاءات بالمرتبات السعودية من اجل ان نصمت على حقوقنا التي تسلب منا ..
عرفنا حدودهم من حدودنا ..
عرفنا الكثير والكثير ..
وعدوانهم كان سبباً لتجلي الحقائق وسقوط الأقنعة .