ذكرى الشهيد القائد (السيد حسين الحوثي).. نهضةٌ في الوعي وثورة في مواجهة الطغيان
عمران نت / 1 / 4 / 2019م
// مقالات // أسماء الشامي
في زمن بات العالَمُ يرضَخُ للهيمنة الأمريكية وَالمشروع الصهيوني العالمي وَأصبحت معظم شعوب العالم تحمل الهوية وَالثقافة الأمريكية وَأداة طيعة بيد الاستكبار، وَمن هذه الشعوب شعوب عالمنا العربي والإسْلَامي إلا ما ندر.
وأي توجه نهضوي لمواجهة دول الاستكبار يواجَهُ وبكل قوّة وبكافة الطرق والأساليب وعبر التدخل المباشر أَوْ عن طريق أدوات إقليمية أَوْ داخلية مرتبطة بالمشروع الأمريكي.
لأن حقيقةَ المشروع الأمريكي المرتبط بالصهيونية العالمية هو السيطرة على كُلّ مكان في العالم وإفراغ شعوب العالم عن هُويتها وانتمائها واستغلالها لنهب ثرواتها ومقدراتها والتحكّم بمصيرها وفق أَهْدَاف رسمتها السياسة الأمريكية..
ونعلم كيف استطاعت الجمهورية الإسْلَاميّة في إيران أن تتحررَ من الهيمنة الأمريكية والصهيونية بقيادة الإمام الخميني، رضوان الله عليه، وكذلك حزب الله في لبنان، فاجتمع العالم بقيادة العدو الأمريكي والصهيوني وأدواتهم في المنطقة لمحاربة الجُمهورية الإسْلَاميّة بكل الطرق وكافة الإمكانيات وما زالت الحرب مستمرةً حتى الآن..
وباعتبار أننا في اليمن جزءً من هذه الأُمَّـة وننتمي للإسْلَام ونحمل همومَ هذه الأُمَّـة، ولنا مواقفنا في مواجهة الاستكبار، إلا أننا في المراحل الماضية أصابنا الوهنُ والضعفُ وَعدم التحَـرّك الفعلي والعملي لنكون أصحابَ قضية ونعمل من أجل التحرّر من الهيمنة الامبريالية الأمريكية وَالتبعية السعوديّة التي كانت تتدخّلُ في اليمن وكانت مواقفُنا مجرد شعارات ليس إلا.
حتى كان الظهور المبارك والتحَـرُّك المسؤول من الشهيد السيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه، الذي تحمّل المسؤولية وَأدرك خطورة المرحلة وشخّص واقعَ الأُمَّـة الإسْلَاميّة وَتحَـرّك بمشروع ثقافي قُرْآني نهضوي لرفع حالة الوعي المجتمعي وإعادة الشعب لهُويته وَأصالته وَموقعه الحقيقي الذي ينبغي أن يكون فيه..
فكان هذا التحَـرّك وهذا المشروع في نظر أعداء هذه الأُمَّـة هو الأخطرَ لمواجهة المشروع الاستكباري وَالاستعماري في المنطقة، ومنها اليمن، فبادروا ومن اللحظات الاولى لمحاولة إجهاض هذا المشروع والقضاء عليه في المهد؛ باستخدام كافة الطرق، ومنها استخدام النظام والجماعات التكفيرية لتشويه وشيطنة هذا التحَـرّك وهذا المشروع القُرْآني، وَلم تكتفِ بذلك بل شنت عليه الحروب الظالمة وتم تغييب كُلّ الأحداث وتزييف كُلّ الحقائق حتى لا يعرفَ الداخلُ والخارج حقيقة ما يحصل في اليمن، وَبقتلهم للشهيد القائد ظن الأعداء أنهم تمكّنوا من القضاء على المشروع القُرْآني والنهضة التحرّرية الذي أسّس لها الشهيد السيد القائد..
وعندَما فشل الأعداء من القضاء على هذا المشروع القُرْآني وأصبح للمسيرة القُرْآنيّة ونهضتها قاعدةٌ شعبية التفت حول قائد المسيرة السيد عَبدالملك بدر الدين الحوثي الذي قاد هذا المشروع مع المخلصين وبحنكة القائد الواعي المخلص لهذه الأُمَّـة وَشعبه وحكمته استطاع أن يقودَ هذه المسيرة..
وفي ظل المتغيرات أصبحت المسيرة القُرْآنيّة رقما صعبا لا يمكن تجاهله، بداية من الثورة الشعبية وَحتى مواجهة العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، وتحملت المسؤولية الكبرى للتصدي للعدوان والحفاظ على تماسُك الجبهة الداخلية لإفشال كُلّ أَهْدَاف العدوان..
وبالتالي فإن مشروع الشهيد القائد يقومُ على أُسُس ومبادئَ قُرْآنيّةٍ تنسجم مع فطرة الإنْسَان السوي الذي يرفض الظلم وَأن يكون عميلا وتابعا للغرب المستكبر، وَتحرر من جميع القيود الذي فرضها الغرب وَأحيا كُلّ قيم الإسْلَام وأعاد الهُوية الايمانية للشعب اليمني لإرجاعه لأصالته وَانتمائه الحقيقي..
وفكرُ الشهيد السيد القائد واضحُ المعالم في قوله وسلوكه ولا لَبْسَ فيه، حتى مواقفه في قضايا الأُمَّـة المركزية وَدعوته لمواجهة قوى الاستكبار نابعة من إيمان راسخ بثوابت وَأُسُس قُرْآنية إسْلَامية ويعي خطورة أن تبقى الأُمَّـة العربية وَالإسْلَاميّة تحت الوصاية والهيمنة الغربية..
ولا غرابةَ أن نرى دول الاستكبار ومن تحالف معها من أدواتها في المنطقة كالسعوديّة والإمارات وكل شذاذ الآفاق من الدواعش وكل فكر تكفيري وهّابي تحاولُ السيطرة على اليمن واحتلالها وضرب صوت الحق الذي ظهر من اليمن؛ لأن هذا الصوت والمشروع القُرْآني يهدد المصالح الغربية ويفشل مشاريعها في المنطقة ويرفع من حالة الوعي بين الشعوب ويكشف حقيقة المشروع الأمريكي وَأدواته في المنطقة؛ وَلأن هذا المشروع القُرْآني يُظهِرُ حقيقة الإسْلَام المحمدي الأصيل كمشروع واعٍ حركي في مواجهة الظالمين.. مشروع يدعو إلى توحيد وتظافر الجهود لمواجهة الخطر الحقيقي لهذه الأُمَّـة.. مشروع لم يتقوقع تحت مسميات طائفية أَوْ مذهبية، وَإنما يدعو إلى التعايش واحترام الآخر وَتجميع جميع الطاقات لتتحرّر من الاستبداد الداخلي والاستكبار الخارجي.
وفي هذه الذكرى يجبُ علينا أن ندرك عظمة الشهيد السيد القائد، وأن نتحَـرّك وبمسؤولية في استكمال هذا الخط وهذا المشروع؛ لإعادة الأُمَّـة إلى هويتها التي أفرغها الاستكبار والأفكار الشاذة الانبطاحية والتكفيرية التي خلقت حالة التشرذم والانقسام والاقتتال داخل الأُمَّـة العربيّة وَالإسْلَامية.
وَتبقى ذكرى الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي نهضةً في الوعي وثورةً في مواجهة الطغيان..