مبايعة مليونية لخيار المقاومة والصمود بوجه العدوان الكوني
عمران نت / 29 / 3 / 2019م
// مقالات // عدنان علامه
خرج الشعب الیمني في معظم المحافظات اليمنية ليملأ الساحات وكان المشهد العظيم في ساحة السبعين . حيث توافد اليمنيون ليلاً ليحجزوا مكاناً لهم بين الحشد المليوني . وبالرغم من مرور 4 أعوام من العدوان الكوني والحصار الجائر وتقاعس وتواطؤ المجتمع الأممي والدولي في تأمين المساعدات الإنسانية للأطفال والنساء والشيوخ من المدنيين فقد خرج الشعب اليمني في مشهد أسطوري فاق كل التوقعات وكأنه يوم إحتفال بعيد وطني أو الإحتفال بذكرى مولد خاتم الأنبياء عليه وعلى آله أفضل الصلاة السلام . وبإختصار فقد خرج الشعب اليمني الوفي تلبية لتوجيهات القائد وبكلمة تلخص المشهد فإن هذا النفير والحضور في الساحات ما هو إلا مبايعة واستفتاء على خيار مقاومة العدوان الكوني على اليمن حتى التحرير الكامل للأرض .
خرج الشعب اليمني فرحاً جزلاً بالرغم من المآسي والمعاناة من فقد الأحبة بين شهادة وموت نتيجة فقدان الدواء لمعالجة الأوبئة وغسل الكلى والأمراض الخطيرة المزمنة . لقد عض الشعب اليمني بكل أطيافه بنواجذه على آلامه ليلتحم مع خيار المقاومة لأن يعلم يقيناً بأن صموده يقهر العدو ويذله وهو محق في ذلك . فقد حاول العدوان الكوني خلال 4 سنوات من العدوان المتواصل ان يكسر إرادة الشعب اليمني فارتكب المجازر وقصف المناطق الآهلة بالسكان ودمر البنى التحتية . وقد حاول وبعد أقل من شهر من العدوان حاول فرض الإستسلام على الشعب اليمني وعاود الكرة بعد حوالي السنة وسبعة أشهر . وسأذكر جريمتي الحرب هاتين على سبيل المثال لا الحصر ؛ لأنهما تجسدان ذروة ما انتهك به تحالف العدوان كافة القوانين الدولية والتي ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية . فألقى أم القنابل على جبل عطان بتاريخ 20/04/2016 مما أدى إلى إستشهاد وجرح إكثر من 900 مدني وتدمير أكثر من 700 منزل ومنشأة مدنية وحوالي 200 سيارة. وللتأكيد على صحة الخسائر لا بد من معرفة أن قوة إنفجار المواد التفجيرية من نوع H6 توازي قوة إنفجار 11 طن من ال T.N.T ؛ وهي نفس القنبلة التي استعملتها أمريكا في تورا بورا في افغانستان في وقت سابق . وفقط طائرات النقل العسكرية الاستراتیجیة تستطيع حمل القنبلة التي يبلغ وزنها الإجمالي 9800 كلغ وهذه الطائرات متوفرة لدى الدول الكبرى والكيان الغاصب فقط .
بحثت عن تقرير مستقل يثبت التعاون بين السعودية والكيان الغاصب فوجدت التقرير التالي نقلا عن المؤتمر نت بتاريخ 04/05/2015 :-
أشار الموقع الإسرائيلي (إسرابوندت Israpundit) إلى أن توماس ويكتر، توصل إلى نتيجة بأن السلاح المستخدم في قصف عطان عبارة عن “قنبلة جديدة خارقة للتحصينات.
ويعتقد المحلل الأمريكي (توماس ويكتر) بأن الإسرائيليين أو من أسماهم المحلل بـ(حلفائهم السعوديين) تمكنوا من التوصل إلى بديل مماثل لما يسمى بـ (أم جميع القنابل) الأمريكية MOAB)) وأنهم تمكنوا من تحويل طائرة بوينغ 707 الناقلة إلى منصة مسلحة لإلقاء مثل هذه القنابل، وقد تم تنفيذ الاختبار التجريبي لذلك على قاعدة الصواريخ في اليمن خلال عملية (عاصفة الحزم) السعودية الأخيرة ضد من وصفهم بـ( وكلاء إيران الحوثيين).
ويضيف ويكتر قائلاً : إن صح ذلك، فإن هذا التحالف الإسرائيلي السني سيكون لديه الآن خيار عسكري عملي ضد المنشآت النووية الإيرانية، وأن هناك شخصا ما يريد أن يوصل رسالة إلى إيران من خلال ذلك التفجير .
وعلى سبيل جريمة الحرب الأخرى والتي تمثلت بقصف الصالة الكبرى في صنعاء على دفعتين بصواريخ أمريكية موجهة بالليزر بتاريخ 08/10/2017 خلال تقديم واجب العزاء بوفاة والد وزير الداخلية جلال الرويشان . وكان الهدف أيضاً لي ذراع أنصار الله لدفعهم إلى الإذعان والإستسلام .
لقد علمت قيادة أنصار الله بتواطؤ المجتمع الدولي والأممي مع بلاد تحالف العدوان ليضمنوا استمرار دوران عجلات المصانع العسكرية الأمريكية والأوروبية لإنتاج المزيد من الآليات والذخائر . فاحتسبوا شهداءهم عند الله وأنطلقوا بعزم وقوة أكبر لرفد الجبهات وكان الإنتصارات تتوالى في مختلف الجبهات .
ويسجل لوحدة القناصة ،القوة الصاروخية ، الطائرات المسيرة والقوة البحرية إنجازات مميزة خلال سنوات مواجهة العدوان بالرغم من الحصار المطبق .
وللتأكيد على الخيار الإستراتيجي بمواجهة العدوان ؛ وجه ابطال أنصار الله منذ يومين هجوما نوعياً مباغتاً باستهدافهم عدة مواقع إستراتيجية داخل الأراضي السعودية . وفي ذلك رسالة واضحة بأن العام الخامس سيشهد عمليات نوعية تستهدف كافة المواقع العسكرية داخل أراضي دول العدوان بكافة الوسائل لعلهم يرتدعوا . وبالمقابل استهدفت أمس طائرات العدوان الكوني المستشفى الريفي في مديرية كتاف في محافظة صعدة كما شنت اليوم حوالي 20 غارة على مديرتي حرض وميدي الحدوديتين غرب اليمن؛ وكأن لسان حال تحالف العدوان يقول :” بأن لا يمكن المس الدولي بالسعودية نتيجة قصفها لأن مجلس حقوق الإنسان قد برأ السعودية سابقً من كافة جرائم الحرب السابقة . وبذلك يكون المجلس قد أدان الجمعية العامة للأمم كونه مكتب تابع لها وينفذ أوامرها .
إن كشف صحيفة الديلي ميل عن وجود قوات نخبة النخبة البريطانية SBS في صعدة يثبت مشاركة بريطانيا مباشرة في العمليات الخاصة وهناك تقارير تشير إلى مشاركة فرنسا وأمريكا والكيان الغاصب في إدارة العدوان أيضاً . ومع هذا ومن زاوية التحليل العسكري فقد منيت قيادة العدوان الكوني بهزيمة مدوية خلال أربعة أعوام لعدم تحقيق أهدافها ضمن المهلة الزمنية والتي حددتها بعدة أسابيع منذ بدء العدوان . وعمدت إل تغيير إسم حملات العدوان دون تحديد أية مهلة زمنية لتلك المراحل وذلك بسبب الهزائم النكراء التي تكبدوها في مختلف المراحل .
إن النصر هو نتيجة طبيعية ويقينية للجيش واللجان الشعبية والشعب الصامد لأنهم يؤمنون ويطبقون قول الله سبحانه وتعالى : {إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ }(آل عمران-160). فالسنن الآلهية لا تقبل التأويل والتحويل والتبديل وهي ثابتة منذ نشاة الكون وحتى قيام الساعة . وقد لخصها الله سبحانه وتعالى بقوله تعالى :{وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}.
وإن غدا لناظره قريب