ما أحوجنا كمسلمين أن نرسخ في أنفسنا الحياء من الله
عمران نت / 24 / 3 / 2019م
//من هدي القرآن الكريم //
وهنا ما أحوجنا كمسلمين أن نرسخ في أنفسنا أولاً الحياء من الله، الحياء من الله لاحظوا يا إخوة ولاحظن يا أخوات مثلاً الإنسان في قيمته المعنوية قد يتحرج من الناس بحسب اعتبارات معينة مثلاً إذا هناك إنسان مهم عندك إنسان تحترمه إنسان تُجله لمقامه لكماله أو لقيمته المعنوية لهُ شأن لهُ اعتبار قد تستحي منه قد تكون أكثر حرجاً من أن يطلع على بعض تصرفاتك السيئة أو تصرفاتك المؤسفة التي تفقدك قيمتك واحترامك واعتبارك قد تستحي من ذلك الشخص أو من جهة معينة أو طرف معين بأهميته وقيمته وكماله ومدى احترامك لهُ كلما كنت تحترمهُ أكثر كل ما استحييت أن يعرف منك على خفاياك أو تصرفاتك السيئة أكثر أيضاً بحسب المخاوف فالإنسان قد يخاف من أن يطلع من يمكن أن يحاسبهُ على ذلك التصرف لأنهُ مثلاً يعرف إن أطلع عاقبهُ ويقدر على أن يعاقبهُ على ذلك فقد يكون هذا دافعاً لهُ إلى أن ينتبه لتصرفه.
نحن بحساب الحياء من ربنا العظيم الله ملك السماوات والأرض بكماله وجلاله وعظمته كمالهُ العظيم إذا أنت قد تستحي من شخصية معينه أنهُ مثلاً شخصية علمية باعتباره عالماً كبيراً أما هذا فهُو الله العليم بكل شيء من لا يمكن أن تدخل في أي مقارنات أو حديث في الحديث عن علمه في علمه المحيط بكل شيء أي علم لدى الآخرين لا يساوي شيء في أي شيء أو في قدرته في ملكه في كل ما يعبر عن الكمال والجلال والعظمة والأهمية والاعتبار المعنوي الله جل شأنه ألا نستحي ألا نخجل منه وهو المطلع والرقيب علينا في كل ما نعمل وفي كل تصرف وفي كل اللحظات وفي كل الأوقات وفي كل الأماكن بحساب نعمه ورعايته هو المنعم علينا في كل النعم من لحظة خلقنا ومن قبل ما يخلقنا، نعمه كانت قائمة في هذا الوجود الذي هيأه لك قبل أن يأتي بك إليه، أنعم عليك حتى قبل الوجود بما هيأ لك في هذا الوجود، وهيا الشيء العظيم وأنعم النعم العظيمة الكبيرة الشاملة، هذا المنعم الكريم الرحيم العظيم الذي وهبك الحياة، الذي كل النعم منه كل ما بك من نعمة وكل ما وصلك في هذا العالم من خير وكل ما يصل إليك في كل لحظة إنما هو منه ولو حتى وصل عبر آخرين إنما هو منه (ومابكم من نعمة فمن الله) ثم هو هو الذي أنت دائما كلما نابتك شدة وكلما طالك كرب، وكلما تعرضت لأخطار وكلما ضغطت عليك ضغوط هذه الحياة ومحنها وأوجاعها هو وحده الذي ترى فيه الملاذ الذي تلوذ به الذي تلتجئ إليه، الذي تضرع إليه (ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون) (وما بكم من نعمة فمن الله)، كل ما أنت متقلب به في هذه الحياة من النعم، من واقعك الشخصي إلى كل ما في هذا الوجود حتى من الشمس، وحتى النجوم والقمر، وحتى من خيرات الأرض، مما في السماوات ومما في الأرض، وحتى ما تنعم به شخصيا، كل الخير الواصل في هذا العالم إليك، وما في جسدك من سمع وبصر ونعم، كل هذا الخير هو منه، (وما بكم من نعمة فمن الله)، ثم كذلك عند المحن عند الآلام، عند الأوجاع، عند التحديات، عند الأخطار عند الهموم، إلى من تلجأ، إليه، يا الله، إذا أنت مرضت وأحسست بالأوجاع التي تهدد حياتك تضرع إليه، إذا ضغطك الفقر والعناء في هذه الحياة تضرع إليه، إذا انتابتك المخاوف والتهديدات تضرع إليه، تلجأ إليه، لماذا تسيء إليه؟ لماذا لا تستحي منه؟ لماذا تتجرأ على معصيته أو التجاهل له؟ قد تفكر بالآخرين، قد تحسب للآخرين ألف حساب، وتحرص على ألا يطلعوا منك على كثير من التصرفات، ومن هم، من هم هؤلاء الذين أنت تتحرج وتنتبه وكيف لا يعرفون، كيف لا يعرف بما عملت أو تصرفت أو أخطأت أو تجاوزت، تبالغ في التحرج منهم وفي التخفي فيما قد تتجاوز به أو تسيء به عنهم ومنهم ثم لا تحسب حساب الله، ثم تستهتر بالله، ثم لا تبالي بالله، وأنت ذلك المخلوق السخيف الذي بالى بالآخرين وحسب حساب الآخرين إلا الله لم تحسب حسابه، ما أسوأك، ما أحقرك، ما أسوأ تنكرك لنعمه لكماله، لعظمته لرعايته، وستأتي إذا انتابتك الأوجاع، وكأنك لم تسئ إليه أبدا، حتى بدون استذكار لما قد أسأت به في الماضي إليه، تأتي وكأنك ذلك الذي لم يسئ قط، فتقول يا الله اعمل لي كذا وافعل لي كذا، يا الله اشفني يا الله ارزقني، يالله أعني، يالله ادفع عني يالله من علي، يالله هب لي، وقد تزعل قد تغضب قد تستاء لأنه لم يعجل لك بالاستجابة وكأنك ذلك الذي لم يسئ قط إلى الله، وليس لأنك ذلك الذي هو قليل الحياء كثير التجاهل لله، كثير الغفلة عن الله، كثير اللامبالاة أو تكاد تكون لا مبالاة بحق الله سبحانه وتعالى، فنحسب حساب الله، هذا الذي يفرضه علينا إيماننا أن نحسب حسابه، حساب الحياء منه، الحياء منه في كماله وعظمته وجلاله والحياء منه كمنعم كريم، كل الخير وصل إلينا منه، وكل ما بنا من نعمة فمنه، وإليه نلجأ وإليه نعود وإليه نضرع عند كل النوائب والشدائد وعند كل الكروب والمحن وفي كل الاحتياجات، احتياجاتك منه، وأحسب حساب هذه المسألة، كل احتياجاتك منه، حياتك بيده موتك بيده، رزقك بيده، مصيرك إليه، هو الذي يكتب لك ويقدر لك ما شاء وأراد في هذه الحياة، أنت تتقلب في هذا الوجود في قبضته وتحت سيطرته وتحت سلطانه، لماذا لا تحسب هذا الحساب؟ كيف تغفل عن هذه المسألة مع كل ما لها من الأهمية والاعتبار، ثم مع ذلك، مع رقابته المباشرة والدائمة التي تنفذ إلى واقعك بكله وإلى خفايا نفسك وإلى داخل صدرك، أرفق إجراءات كثيرة رقابية، رقابة ملائكته أيضا، وهذه من الأشياء التي ينساها الكثير من الناس نسيانا تاما، ويغفلون عنها غفلة عجيبة، ما من إنسان منا في هذه الحياة إلا وقد أوكل الله له ملائكة من ملائكته، يبقون معه على الدوام، ويراقبون كل تصرفاته على الدوام، ليكونوا أيضا هم شهودا عليه، وليوثقون عملية توثيقية لكل تصرفاته لكل أعماله لكل أقواله، كلها موثقة، إجراءات توثيقية، كل إنسان منا محاط، ليس فقط ذلك الذي يظهر أمام الميكرفونات، ليقيم مثلا مؤتمرا صحفيا، فالكل يوثق، هناك عدد كبير من الكاميرات التي تصوره والميكرفونات التي تنقل صوته ليوثقون موقفه الذي سيعلنه أمام العالم، لا، كل إنسان هو في مؤتمر صحفي منعقد على طول، طول حياته،
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
المحاضرة الرمضانية التاسعة (استشعار الرقابة الإلهية)
القاها السيد / عبد الملك بدر الدين الحوثي – رمضان 1438هـ 09-06-2017.