هل كانت مجزرة مسجدي نيوزيلندا دفعة على الحساب من نتنياهو ؟؟؟!!!
عمران نت / 24 / 3 / 2019م
// مقالات // عدنان علامه
في اللحظات الأولى لسماعي خبر المجزرة في مسجد النور ومسجد آخر في مدينة كريست تشرش
(CHRISTCHURH)
في نيوزلندا طلبت من زميل عزيز أن يفتش لي عن أي أرتباط للسفاح بالصهيونية لأن هذه المجازر من اختصاصهم وجينة وراثية بدمائهم . وابلغني بأن دافع السفاح هو العنصرية والتعصب ضد المسلمين .
والصورة الموزعة لحركة يد السفاح بعد اعتقاله دفعتني للبحث عن معنى هذه الحركة. فوزعت الصورة على عدة مواقع في التواصل الإجتماعي للإستفسار عنها وكانت أول تفسير من الأخت الزميلة فاديا الحسيني حيث أفادت مأجورة بأنها إشارة عنصرية تؤمن بتفوق العرق الأبيض . وتوالت التفسيرات وترمز إلى WHITE POWER ؛وقد ذكر السفاه بأن ملهمه هو الرئيس الأمريكي ترامب . فتذكرت حركة يد ترامب اليمنى التي يكررها في العديد من خطاباته (الصور مرفقة) .
وفي نهاية شهر شباط الماضي وصف محامي ترامب السابق مايكل كوهين الرئيس الأمريكي بأنه “عنصري” و”مخادع” و “غشاش”. وبما أن الطيور على اشكالها تقع فالتنسيق بين أصحاب نفس العقيدة يكون في أوجه وعلى كافة المستويات .وعنيت بذلك التنسيق الكلي بين الكيان الغاصب وإدارة ترامب . وقد عبر عنه بومبيو بصراحة تامة لا لبس فيها خلال زيارته للكيان الغاصب .
ولفتتني عنصرية بومبيو خلال زيارته إلى لبنان من خلال تعمده عدم إحترام الأصول البروتوكولية فزار أولاً وزيرة الداخلية في اجتماع مغلق لمدة نصف ساعة . كما لفتتني غطرسته وتعجرفه وتكبره خلال المؤتمر الصحفي مع نظيره وزير الخارجية اللبناني بالإضافة إلى تخطيه كل حدود اللياقات والأدب حين استعمل لغة التحريض العلني وبث الفرقةبين أطياف الشعب اللبناني وأرفق ذلك بالتهديد والوعيد وعظائم الأمور .
وقد استحضرتني الذاكرة بومبيو وبنفس الأسلوب في التهديد ومن اروقة أعلى محفل دولي ضد فنزويلا قصدت مجلس الأمن وكان بومبيو يتحدث أمام مجلس الأمن الدولي الذي يضم 15 بلدا عضوا، والذي اجتمع بناء على طلبه بعد أن اعترفت واشنطن وعدد من دول المنطقة بغوايدو رئيسا مؤقتاً لفنزويلا ،وحثت الرئيس الشرعي والدستوري نيكولاس مادورو على التنحي.
وقال بومبيو أمام المجلس “آن الأوان لأن تختار كل دولة جانبا. لا مزيد من التأخير، ولا مزيد من المماطلة. إما أن تقفوا مع قوى الحرية، أو أن تكونوا متواطئين مع مادورو وفوضاه”.
فعنصرية ترامب قضت على الديموقراطية وحرية تقرير المصير وبدأ ترامب يتعامل كزعيم مافيا في التعامل مع دول العالم .ولذا تصرف كزعيم مافيا؛ فأختار أحد أفراد عصابته بومبيو وهو ضخم الجثة ليفرض الشروط في لبنان وسابقاً في فنزويلا
وحين نتحدث عن العنصرية الصهيونية ونذكر الكيان الغاصب فإنا نحاكم مباشرة بتهمة معاداة السامية وتتم الإدانة مباشرة. فتعاليمهم المحرفة تعتبر أن كل شخص غير “يهودي” هو بمثابة “غوييم” أي مرتبة دون البشر ؛ وهم يعتقدون بأن الله خلق العباد ليكونوا فقط خدماً وعبيداً لهم . ومن هذا المعتقد فإنهم يطبقون شريعة الغاب وارتكاب المجازر وكيد المكائد عبر التاريخ .وهم يفتخرون بالمكائد عبر مخلصتهم الملكة استير التي أخفت يهوديتها للزواج وكانت ذات جمال أخاذ فأغوت الملك الفارسي لتنتقم من قائد الجند هامان الذي كان على دراية واسعة بمكائد اليهود فاستطاعت بالمكيدة التخلص من هامان وقام اليهود بمجزرة بحق كل شخص يمت بأي صلة لهامان ؛فأقرأوا الرواية في كتابهم وقارنوها مع الرواية التاريخية لتتيقنوا بأن المكائد ،الغدر ، الخيانة ، الإبتزاز وإرتكاب المجازر هي في صلب تعاليمهم حتى اصبحت تلك الصفات جينات وراثية تميزهم عبر التاريخ فراجعوه لتتيقنوا من ذلك .
إنطلقت من هذه الخلفية للبحث عن “الخطيئة” التي ارتكبتها نيوزيلندا بحق الكيان الغاصب “لتستحق” هذا العقاب وليتم إرتكاب أبشع جريمة عنصرية بحق المصلين في مسجد النور والتي هي نسخة طبق الأصل عن مجزرة الحرم الإبراهيمي ما عدا بث المجزرة مباشرة عبر الإنترنت والتي لم تتوفر في ذلك الوقت . ووجدت أمس ضالتي المنشودة فلنراجع سوياً الأحداث التي لم يتم ذكرها او التطرق إليها من قريب أو بعيد بالرغم من تهديد نتنياهو الصريح والواضح لوزير خارجية نيوزيلندا منذ حوالي سنتين وبضعة أشهر تقريباً :-
توترت العلاقات بين الكيان الغاصب ونيوزيلندا في أعقاب التصويت على القرار 2334 في مجلس الأمن ضد الاستيطان في كانون الأول/ ديسمبر من العام 2016 .وكان نتنياهو قد تحدث، قبل التصويت، ببضع ساعات، مع وزير الخارجية النيوزيلندي في حينه، موري مكولي، وطلب منه عدم الدفع باتجاه التصويت على القرار ضد الاستيطان.
وهدد نتنياهو، في حينه، مكولي بشكل لم يسبق له مثيل، وأعلن أنه في حال واصلت نيوزيلندا الدفع باتجاه التصويت في مجلس الأمن، فإن إسرائيل ستعتبر ذلك “إعلان حرب”، بما سيؤدي إلى شرخ في العلاقات.
وبناء عليه كان القرار من الكيان الغاصب يجب ان تدفع نيوزيلندا الثمن غالياً . ونتيجة للتطور الإلكتروني أصبح تجميع المعلومات وتحليلها من وسائل التواصل الإجتماعي في الكيان الغاصب في غاية السهولة ومثل شربة الماء ؛ وبالإضافة إلى إختيار وتجنيد العملاء أيضاً . فإذا حللنا حركة سفر سفاح نيوزيلندا نلاحظ أن الرابط بينها هو مكان إرتكاب المجازر بحق المسلمين كالبوسنة والهرسك وفلسطين المحتلة وما زيارته إلى تركيا وباكستان سوى لدراسة الأهداف المحتملة لتنفيذ مجزرته .
فالسفاح جاهز في عقيدته وبنيته الجسدية ولا يحتاج سوى إلى توجيه بسيط وتدريب على إطلاق النار بوقت قصير جداً . وهذا ما حصل . ولن يتم التعرف نهائياً على دردشاته وتغريداته مع أي شخص في الكيان الغاصب بسبب التفوق التقني لخبراء العدو الصهيوني في العالم السيبراني وقدرته على إزالة كل أثر لأي تواصل إلكتروني مع الكيان الغاصب .وبالتالي لن يجد التحقيق أي أثر للكيان الغاصب في تحليل معلومات الحاسوب الشخصي للسفاح .
فهذه المجزرة هي نتيجة طبيعية للعنصرية التي ينتهجها ترامب والكيان الغاصب وهي بمثابة رسالة واضحة إلى نيوزيلندا ولدول العالم التي تخالف الإرادة السامية لأمريكا والكيان الغاصب .
وإن غدا لناظره قريب