20 مارس ذكرى مفجعة.. وسموم الوهابية المتفشية
عمران نت / 20 / 3 / 2019م
// مقالات // عفاف محمد
كان شهر مارس عام 2015 هو شهر النكبات والتي قرر العدوان بها ان يباغتنا ..وكانت أحداثه تمهيداً لعدوان شرس خبيث يستهدف الهوية اليمنية …
طبعت في ذاكرتنا تلك الٲحداث والافعال الدخيلة على مجتمعنا والتي كلها منزوعة من الفكر الوهابي المقيت الذي يسعى لتدمير الإسلام والمسلمين في كل البقاع العربية …
كانت الإغتيالات هي بداية ما صعقنا وهالنا لرجال الفكر والدين بشكل وحشي سافر ..وكان تاريخ 20 مارس يوم مفجع هز اليمن كلها ؛ والكل يعلم عما جرى في هذا التاريخ.
تفجير بيوت الله بتخطيط دقيق استهدف المساجد في نفس اللحظة قام به مغفلون واهمون بٲنهم سيرتقون للفردوس الٲعلى لاهثين على سراب حور العين …!
كهذا كانت وحشيتهم وخبثهم أن فجروا جامعي بدر والحشحوش في العاصمة وحاولوا تفجير مسجد الامام الهادي في صعدة ..
كانت مٲساة لم ولن يغفرها الله ولا التاريخ لمرتكبيها …قتل الابرياء في بيوت الله بطريقة بشعة مزقت أجسادهم اشلاءً ..وذنبهم أنهم ذهبوا لصلاة الجمعة …
هذا الفكر المقيت الطائفي أجاز قتل كل من يخالفهم حتى لو كانوا يسجدون في بيت الله بإلقاء التهمة الجهزة سلفاً “أنهم مجوس ورافضة”. هكذا قرر التكفيريون ان ينتقموا للصحابة كما زعموا حين تبنيهم الجريمة . فأي عقول عفنة تلك!!!
عقولهم الصدئة المملوءة زيفاً تعدت
حرمة المساجد من ولايحق لمن يتعداها بٲي أسم أو حجة وعذر أو أي شعار ما ارتكبوه هو من الكبائر وسيحاسبون عليه لا محالة في الدنيا والآخرة .
فاغتيال أئمة المساجد لم نكن لنسمع به إلا عند انتشار الأفكار الوهابية كالحية الرقطاء ..
تفجير بدر والحشحوش ذكرى حزينة هزت كل بيت في العاصمة وفجعت الناس في أهلهم وذويهم وأصدقائهم ..
فكم من كبد شووها على اهلها ؛ هناك من فقد جده ، والده، إبنه ، حفيده وجيرانه تلطخوا بالدماء وتطايرت اشلاء الٲطفال في عمر الزهور ؛ ذنبهم انهم خرجوا والفرحة تغمرهم بثوبهم. الطاهر الذي يشابه قلوبهم لصلاة الجمعة …
وتزامن مع هذه الذكرى المٲساوية حدثت في هذه الٲيام جريمة نيوزيلاندا…والتي هي صورة بشعة اخرى لٲصحاب العقول المحشوة بغضاً وحقداً تلك التي تشربت أصول الغدر والخيانة ..
القاتل لم يكن ينتقم للصحابة بل أنه يأخذ ترامب مثلاً أعلى له مرتوياً حتى الثمالة بتفوق العرق الأبيض ومتشرباً حتى النخاع العداء للمسلمين . فأنه والوهابية وجهان لعملة واحدة العنصرية .
وبالرغم من ان نيوزيلندا مجتمع اوروبي لكنهم تعاملوا مع القضية بإنسانية لا مثيل لها .
فقد تم القبض على السفاح وستتم محاكمته في 5 إبريل.
وتم وضع أكثر من مائة الف باقة ورد أمام كل المساجد والتي عددها 60 مسجد، وارتدت رئيسة الوزراء ملابس الحداد مع غطاء للرأس.
جمع الشعب ثلاثة مليون دولار تعاطفاً مع القضية.
وأعلن التلفزيون الحداد والاعتذارات للشعب وتم تنكيس الإعلام .
ونحن ما زالت اغتيالات خطباء المساجد تتم بمنهجية خبيثة وآخرها كان في ذمار ؛ناهيكم عن اغتيالات خطباء عدن والمهرة . ولا زال البعض يؤيد الذين يقترفون مثل هذا الجرم الشنيع ويقولون ان قتل من أسموهم “بالمجوس” حلال وهم يمنيو الٲصل والمنشٲ وليسوا عبدة نار وليسوا خارجين عن ملة الإسلام ..
نعزي كافة ٲسر شهداء المسجدين الذين كانت دمائهم الطاهرة هي القطرات الٲولى من شلالات الدماء التي سالت بسبب الفتنة وسبب التكفريين وعقائدهم المنحرفة والتي لا تمت بأي صلة لدين الإسلام المحمدي الأصيل .