أمريكا تخرق إتفاقية فيينا للعلاقات الديبلوماسية خرقا فاضحاً
عمران نت / 20 / 3 / 2019م
// مقالات // عدنان علامه
أقدمت أمريكا على خرق خطير جديد للإتفاقيات الدولية . بالأمس القريب خرقت القانون الدولي المتعلق بسيادة الدول بتدخلها المباشر في الشأن الداخلي لفنزويلا ؛ حيث مهدت أمريكا لإنقلاب وأعترفت بزعيم المعارضة غوايدو لحظة إعلان نفسه رئيساً خلافاً لكل القوانين والأعراف الديبلوماسية . وأستمرت بفرض الشروط التعجيزية على الرئيس مادورو المنتخب دستوريا لتنحيته بالقوة وأرفقت ذلك بتهديدات مباشرة بالتدخل العسكري . وشنت أمريكا الأسبوع الماضي هجوما سيبرانياً على محطات توليد الكهرباء في معظم أنحاء فنزويلا . الأمر الذي أدى إلى انقطاع الكهرباء عن العاصمة كراكاس وعدة مناطق أخرى في البلاد كليا ً . واليوم أقدمت أمريكا على خرق فاضح لإتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية حيث سهلت إحتلال بعض المقار الدبلوماسية التابعة لجمهورية فنزويلا البوليفارية . وقد نقلت وكالات الأنباء الخبر التالي :-
قال كارلوس فيكيو مبعوث المعارضة الفنزويلية إلى الولايات المتحدة إن ممثلين عن خوان جوايدو زعيم المعارضة، استولوا على ثلاثة مقرات دبلوماسية فنزويلية في الولايات المتحدة.
وأضاف فيكيو أن المعارضة سيطرت على مبنيين يتبعان لوزارة الدفاع الفنزويلية في واشنطن ومبنى قنصلي في نيويورك، وأن المعارضة تتوقع السيطرة على السفارة في واشنطن “في الأيام القادمة”.
ونقلت قناة ( روسيا اليوم) الإخبارية عن فيكيو قوله إننا “نتخذ تلك الخطوات للحفاظ على الأصول المملوكة للفنزويليين هنا في هذا البلد”، موضحا أن 12 من بين 55 موظفا، قرروا البقاء في الولايات المتحدة ودعم جوايدو، وسيعملون في مبنى الملحق العسكري الذي يقع في ضاحية كالوراما في واشنطن.
وقد اخترت مقدمة الإتفاقية وبعض القوانين التي خرقتها أمريكا ضاربة بعرض الحائط القوانين والإعراف والإتفاقيات الدولية .
إتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية عام 1961 هي اتفاقية دولية تحدد الإجراءات والضوابط الخاصة بالعمل الدبلوماسي بين الدول وتبين الحقوق والواجبات الخاصة بأفراد البعثات الدبلوماسية، كما أتت على تحديد عدة مفاهيم كالحصانة الدبلوماسية وقطع العلاقات.
وفيما يلي بنود الاتفاقية موضوع الخرق :
1- مادة 22
تتمتع مباني البعثة بالحرمة، وليس لممثلي الحكومة المعتمدين لديها الحق في دخول مباني البعثة إلا إذا وافق على ذلك رئيس البعثة.
على الدولة المعتمد لديها التزام خاص باتخاذ كافة الوسائل اللازمة لمنع اقتحام أو الإضرار بمباني البعثة وبصيانة أمن البعثة من الاضطراب أو من الحط من كرامتها.
لا يجوز أن تكون مباني البعثة أو مفروشاتها أو كل ما يوجد فيها من أشياء أو كافة وسائل النقل عرضة للاستيلاء أو التفتيش أو الحجز لأي إجراء تنفيذي.
2- مادة 41
مع عدم المساس بالمزايا والحصانات على الأشخاص الذين يتمتعون بها احترام قوانين ولوائح الدولة المعتمدين لديها، وعليهم كذلك واجب عدم التدخل في الشؤون الداخلية لتلك الدولة.
كل المسائل الرسمية المعهود بحثها لبعثة الدولة المعتمدة مع الدولة المعتمد لديها يجب أن تبحث مع وزارة خارجية الدولة المعتمد لديها عن طريقها أو مع أي وزارة متفق عليها.
لا تستعمل مباني البعثة في أغراض تتنافى مع أعمال تلك البعثة التي ذكرت في هذه الاتفاقية أو مع قواعد القانون الدولي العام أو مع الاتفاقيات الخاصة القائمة بين الدولة المعتمدة والدولة المعتمد لديها .
3- مادة 45
في حالة قطع العلاقات الدبلوماسية بين دولتين، أو إذا ما استدعيت بعثة بصفة نهائية أو بصفة وقتية تلتزم الدولة المعتمد لديها حتى في حالة نزاع مسلح أن تحترم وتحمي مباني البعثة وكذلك منقولاتها ومحفوظاتها.
ب- يجوز للدولة المعتمدة أن تعهد بحراسة مباني بعثتها وما يوجد فيها من منقولات ومحفوظات إلى دولة ثالثة توافق عليها الدولة المعتمد لديها.
جـ- يجوز للدولة المعتمدة أن تعهد بحماية مصالحها ومصالح مواطنيها إلى دولة ثالثة توافق عليها الدولة المعتمد لديها.
وبالتالي فإن أمريكا تخرق القانون وتتدخل مباشرة في الشأن الداخلي الفنزويللي ؛ ووصل بها الأمر إلى السيطرة بواسطة عملائها على المقار الدبلوماسية الفنزويلية والتي من المفترض أن تحميها وعمل على عدم المساس بها وبمحتوياتها . وأما صمت مجلس الأمن والأمم المتحدة فيعتبر تواطؤاً غير مقبول وغير مسبوق .
إن جنون عظمة ترامب وعنصريته تجعلانه يتصرف كزعيم مافيا . وإن عدم أقتناعه بالإشتراكية او بأي نظام سياسي في العالم لا تخوله أو لإدارته أن يتصرفوا بالعقلية الإستعمارية او المافياوية التي ولت منذ زمن بعيد وإلى غير رجعة . ويبدو أن ترامب بحاجة إلى دروس ليتعلم أصول الحرية والديمقراطية وأصول الدفاع من الرئيس مادورو ومن الشعب الفنزويلي ولن يكون ذلك بعيدا ً .
وإن غداً لناظره قريب