هاهُنا النصرُ تجلّى …
عمران نت / 19 / 3 / 2019م
// مقالات // رقية المعافا
مع حلولِ المساء أخذ مذّكراته ليُدوّن عليها آخر الإحصائيات التي أوردها ناطق الجيش اليمنيّ، كان قد عاهد نفسه أن يُدوّن كلّ حادثةٍ تحدث في زمنِ العدوان .. وقبلَ أن يكتب شيء عاد بذاكرتِه إلى أولى دقائق العدوان.
كان قد كتب في مذّكراتِه اليوم اعتدى علينا جارنا لكنّهُ ليس بجار بل شيطان خبيث يتجمّل برداءِ الإسلام .. ولوهلةٍ ظننتُ أنّي لستُ في اليمن بل في غزّة لأن مثل هذه الجرائم لايرتكبها إلا الصهاينة والأمريكان وهل يُعقل أن يكون آل سعود يهوداً …
وبدأ يُقلّب صفحات مذكراته المليئة بالسطورِ والأحداث المكتوبة بدمعِ العين الحزينة والسعيدة، لقد نُسِج كلّ سطر وكلّ كلمة بحبر الدمّ وجُرح القلب،
مجازر العدوان الصغيرة
مجازر العدوان المُفجعة (سوق مستبى، الصالة الكبرى،فجّ عطان، عُرس سنبان، مجلس العزاء للنساء في أرحب، أطفال ضحيان، مجازر صعدة وحجة وذمار والحديدة وصنعاء وكلّ اليمن )
كلّ صفحةٍ كانت تحملُ وجعاً لايعلمهُ العالم لايشعرون به، فالعدوان لم يترك قلباً إلا وقام بطعنه إما حُزناً وكمداً أو قتلاً وقصفاً أو حرقاً وتعذيباً أو حصاراً ومرضاً، نعم هي أربعة أعوام قام فيها العدوان الأمريكي السعوديّ بشنّ ربع مليون غارة ونصف مليون قنبلة وقذيفة … وكأنما أصبحت الحرب الموّجهة ضدّ بلادي حرباً عالميّة ثالثة ستُسجّل في تاريخ الحروب.
سقطت من عينيه دمعة أسى وتنهّد بحرقة قلب وأغمض عيناه مُقلباً صفحات ذاك الدفتر الموجع بسرعة الريح حتى وقف على مشاهدَ أخرى لاتقلّ أسى عن تلك المجازر والجرائم …
وبدأ يقرأ … كان قد تمّ إطلاق مجموعة من الأسرى في عملية تبادل للطرفين .. ومساء هذا اليوم سمعتُ عبر أثيرِ أحد الإذاعات المُناهضة للعدوان مقابلةً معهم انقبض قلبي حينها لهولِ التعذيب الذي أُجريَ بحقهم ، واجتاحتني موجة بردٍ جعلت فرائصي ترتجف لخيالٍ أخذني إلى سجونِ الصهاينة الإسرائيلين واستحضرتني تلك المشاهد الخانقة والأليمة التي كانت تُبثّ في شاشة التلفاز، عندها قلت وتساءلتُ للمرّةِ المليون هل يُعقل أن يكون آلُ سعود يهوداً؟؟؟
ازداد غضبُه حتى بدأت عمليّة شهيقه وزفيره تتسارع ، فكلّ هذه المجازر والمآسِ لم يُؤخذ بثارها بعد، أخذ يُقلّبُ سريعاً كلّ تلك الصفحات الدمويّة والموثقة بخطّ يده لكي لاينسى يوماً قُبح هذا العدوان وبشاعته حتى توقفت يدهُ عند أول سطرٍ في أحدِ صفحاته …
(- في هذا التاريخ تمّ إطلاق أوّل صاروخ بالستيّ إلى الأراضي السعوديّة
– سقوط منطقة الربوعة بالكامل في يدّ الجيش واللجان الشعبية وبث مشاهد وثقها الإعلام الحربي
-توشكا يقضي على تجمّع كبير لقادةِ التحالف في باب المندب
-أبو ظبي تحت مرمى صواريخ الجيش اليمني
-قصر اليمامة يُقصف بصاروخٍ بالستيّ
– سقوط مناطق ومواقع كثيرة في نجران وجيزان
-تدمير مدرعات العدوان السعوديّ الأمريكي وحرقها بالولاّعة .
-الصمّاد: سيكون هذا العام عاما بالستيّاً بامتياز
-اليمن يُصنّع طائرات مسيّرة
انشرح قلبه وعلت ابتسامتهُ ولهج لسانه الحمدلله الحمدلله .
كانت الإنتصارات كثييرة طيلة الأربع الأعوام السابقة ، وكلّ ماحدث أشبه بمعجزة وأصبح اليمن دولة وشعباً محطّ أنظار العالم ..
أجل فمع كلّ جريمةٍ دمويّة ووحشيّة هناك رجالٌ أحرار يأخذون بثأرهم لكن ليس بذاتِ الطريقة التي يستخدمها العدوان عند أي فشلٍ عسكري ..
يسقون بدمائهم تربة وطنهم ويعبّدون الطريق أمام شعبهم ليعيشو حياةً هانئة بعيدة عن توحش آل سعود ومكرهم ..
وبعد أربعة أعوام .. كتب في صفحةٍ سيكتب بعدها صفحات ..
كتب وكلّه فخر واعتزاز بوطنه الذي أذهل العالم
(تساءلتُ مراراً هل يُعقل أن يكون آل سعود يهوداً واتضح لي ماهو أهمّ من هذا السؤال ّ
إن العدوان الذي يُرتكب بحقّنا ماهو إلا أمريكيّ إسرائيلي وينفذه نظام آل سعود، لكنّا وبفضلِ الله انتصرّنا عليهم نعم لقد انتصرنا بصبرنا وتحمّلنا طيلة أربعة أعوام ، إنتصرنا بتحقيق فشلهم وعجزهم في القضاء علينا، إنتصرنا بتراحمنا وتكافلنا الإجتماعي، إنتصرنا بدعمنا وانفاقنا لأبطالنا في الجبهات، إنتصرنا بولائنا لقضيتّنا الأساسيّة -فلسطين- إنتصرنا بوعينا وثقافتنا القرآنية وهاهنا النصرُ تجلّى في اليمن .