جريمة نيوزيلاندا .. الوهّابية إرهاب يغزو العالم
عمران نت / 16 / 3 / 2019م
// مقالات // سمير أحمد علي
لم تكُنِ المجزرةُ البشعة التي ارتكبها المجرمُ الإرهابي الأسترالي، أمس، بحق المسلمين داخل مسجدَي في نيوزيلاندا، خلال تأديتهم صلاة الجمعة، والتي راح ضحيتها 50 قتيلاً وأكثر من 35 جريحاً بينهم أطفال، سوى جريمة شاهدة على قبح الفكر الوهّابي الذي يعد فقاسة لأولئك المجرمين والمتطرفين والمشدّدين المنضوين في جماعات إرهابية متعددة الأسماء وواحدية الفكر والمذهب، فالعمليات الإرهابية داخل مسجدين بنيوزلندا، أمس هي نفس العمليات التي ارتكبتها نفس الأدوات الداعشية والتكفيرية بحق المصلين الآمنين في مسجدَي الحشحوش وبدر بالعاصمة صنعاء قبيل بدء العدوان على اليمن بأيام قليلة.
التطرفُ والغلوُّ الذي يحمله المتشدّدون والتكفيريون ما كان له أن يأتيَ لولا المدرسة الوهّابية التي جعلت هذا الدين في مرمى الاستهداف الغربي وجعلت من كُــلّ المنتمين له قنبلةً موقوتة وآلةً حادة لا تفكر إلا بقطع الرؤوس وقتل من يخالفها مذهبياً، وأساءت للإسْــلَام أولاً وأخيراً، وكأن هذه الفكر لم يأتِ إلا لخدمة أعداء الدين الإسْــلَامي وزرع الكراهية والحقد في نفوس معتنقي الأديان الأُخْــرَى تجاه الإسْــلَام.
لقد مدار العامين الماضيين توالت التصريحاتُ الأمريكية بشأن ضرورة تنقيح الأحاديث النبوية التي صدّرها الفكر الوهّابي وتدرس في مناهج السعوديّة، بعد أن رأى المسئولون في الإدَارَة الأمريكية أن تلك الأحاديث المفتراة على رسول الرحمة النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ليست سوى أقاويل متطرفة تهدّدُ السلمَ والأمنَ الاجتماعي للعالم وليست نابعةً من الدين الإسْــلَامي الحنيف الذي أرسل نبيه رحمةً للعالمين لقوله جل وعلا: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)، وتعد التصريحاتُ الأمريكية التي قوبلت بصمت سعوديّ مريب اعترافاً ضمنياً بتشويه الفكر الوهّابي المتطرف لصورة الإسْــلَام عبر الآلاف من الأحاديث المزورة والمنسوبة لخير البشرية، وعن طريق السيطرة والاستحواذ بالمال على المنابر والمساجد والجمعيات والمراكز التابعة له في كُــلّ دول العالم.
فمن أباح له مذهبُه أن يقتلَ الأطفالَ والنساء والشيوخ المسنين في اليمن عبر آلة الحرب والموت وأعتى أنواع الأسلحة ليس لذنب سوى أن الشعب اليمني أعلن براءتَه وبصوت مرتفع من اليهود والنصارى ومَن والاهم من الأعراب والمنافقين وجعلوا من شعار “الله أكبر.. الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود.. النصر للإسْــلَام” صرخةً مدويةً تطلقُها حناجرُهم، وجعلوا من موالاة الله ورسوله وآل بيته والمؤمنين طريقاً مستقيماً لا يزيغ عنه إلا هالك.
وأخيراً.. فإنما جرى في نيوزيلاندا من قتل للمصلين داخل مسجدين، أمس، على أيدي مجرمين إرهابيين متطرفين ليس الأول ولن يكون الأخير في ظل هيمنة الفكر الوهّابي على بقية المذاهب الحقيقية القائمة على العدل والمساواة ونهج القُــرْآن وسيرة الحبيب المصطفى وآل بيته الكرام الأخيار، فقد آن الأوان لأن يعرفَ الجميعُ حقيقةَ هذا الفكر المتوحش القائم على قطع الرؤوس وإرهابِ مَن يخالفُه.