أنصار الله مشروع وطني غير قابل للمساومة
عمران نت / 16 / 3 / 2019م
// مقالات// خالد الغراسي
لا يتطلب الأمر دهاء وحنكة سياسية وبعد نظر وقدرة على التحليل ليعرف الجميع من يقف مع استقلال ونهضة اليمن وحرية شعبه، ومن يعمل على إعادة مستعمر الأمس بأبشع حالاته.
التقى رئيس وفدنا الوطني مع وزير خارجية بريطانيا في عُمان كدولة خارج إطار العدوان على اليمن، وهو تصرف لا يصدر إلا عن الأحرار، بينما هرول الزبيدي إلى بريطانيا ليقبض ثمن موقفه الخسيس.
ثم ماذا بعد؟
تابعوا تصريحات بائعي الوطن، أمثال ياسين سعود والزبيدي، وتصريحات وزير خارجية بريطانيا بعد لقائه برئيس وفدنا الوطني.
وهنا يكمن الفرق بين من يحمل مشروع وطن دون مساومة مهما كانت الإغراءات المعروضة (المال والسلطة)، وكل المصالح الضيقة المعروضة على الأنصار مقابل قبولهم بشروط المستعمر التي تستنزف الوطن وتفقده سيادته، ولم تكن تصريحات وزير خارجية بريطانيا إلا دليلاً قاطعاً على عدم استجابة الأنصار لتلك الشروط مهما كانت المكاسب الفئوية التي كانوا سيجنونها لو أنهم قبلوا بالأمر.. بينما سارع نعل الإمارات (الزبيدي) والزومبي (ياسين سعود) إلى إعلان انحطاطهما وعمالتهما واستعدادهما الكامل للانبطاح. وتعي بريطانيا ضآلة حجمهما وتأثيرهما، وعليه تم تحديد العرض والطلب، ولو أن الأنصار قبلوا بشروط بريطانيا لما اضطرت لشراء هلافيت جل ما يمكنهم فعله هو الحيض من أفواههم.
الجدير بالذكر هو الظهور العلني للقوى الدولية الراعية للعدوان على اليمن في مشهد يظهر حقيقة ما حذر منه قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي منذ أول وهلة، ولطالما استمر القائد بتكرار مطالبته للشعب اليمني بأن لا ينخدعوا بالأهداف الوهمية للعدوان، وأن السعودية والإمارات مجرد أدوات لأمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني.
فما الذي يجعل هذه الدول بشكل عام تعقد مؤتمر وارسو تحت مسمى تحالف عربي صهيوني برعاية غربية؟
وما الذي يجعل بريطانيا تقدم مشاريع قرارات إلى الأمم المتحدة مراراً بشأن اليمن وتحرص على إقرارها بالإجماع؟
وما الذي يجعلها تكثف جهودها السياسية بغطاء التوصل إلى حل سلام دائم على حد تعبيرها؟
هل تعتقدون أن ذلك تم في سبيل أي هدف من الأهداف المعلنة؟!
هل يعقل أن هناك من لا يزال لم يدرك أن للعدوان أهدافاً يفترض أنها لم تعد مخفية على الأقل بعد أن صرح بها علناً ودون خجل ياسين والزبيدي؟!
أما عن أي انتقاد موجه من عبيد التحالف الغربي الصهيوني إلى عاهراته فليس أكثر من رسائل مضمونها: نحن هنا، فلماذا لم تستخدمونا بدلاً عن ياسين والزبيدي؟! غير مدركين أن صلاحية استخدامهم قد انتهت، ويحدث ذلك أيضاً عندما يتفاضحون فيما بينهم كلصوص اختلفوا على القسمة، كما حصل بين معياد وزمام في فضيحة مركزي عدن. وأقول هذا لأن أي انتقاد لا يتبعه موقف وتحرك فعلي فلا يعد إلا تمثيلاً مفضوحاً وتسابقاً نحو مزيد من الانحطاط.
عموماً لم يأت التحرك الديبلوماسي للتحالف الغربي إلا بعد فقدانهم الأمل بتحقق أهدافهم عبر استخدام القوة، كما أنهم باتوا يعرفون أقصى ما يمكنهم التوصل إليه عبر ديبلوماسيتهم المباشرة وغير المباشرة وهم الآن في مرحلة تخبط وارتباك لم يسبق وأن أصابهم من قبل، فلا القوة ولا السياسة مكنتهم من أهدافهم، وحتى المناطق التي تمكنوا من السيطرة عليها تشهد سخطاً عارماً أدى إلى تحرك شعبي ناتج عن جرائم وانتهاكات العدو المحتل.
وما يحدث اليوم في عدن والمهرة على أيدي الأبطال سيشكل نقطة التقاء لكل أحرار اليمن الذين سيُفشلون كرت العدوان الأخير المتمثل في زرع الفتن بين أوساط المجتمع، وما حجور إلا بداية لوأدها.