المرأة اليمنية خط أحمر
عمران نت / 15 / 3 / 2019م
// مقالات // سعاد الشامي
تميزت المرأة اليمنية بهويتها الإيمانية وثقافتها العربية وخصوصيتها اليمنية الأصيلة ، فالتزمت حجابها الإسلامي المتكامل وصانت عرضها وشرفها واحترمت كل تقاليد وموروثات شعبها ، وصارت مثلا يحتذى به بالحشمة والعفة في سائر البلدان الأخرى.
ولكن هذا الوضع المشرف والمتميز بالنسبة للمرأة اليمنية ظل مثيرا للقلق ومصدرا للألم بالنسبة لإعدائها من اليهود والنصارى والذين كانوا قد نجحوا في الترويج لسياساتهم التضليلية الموجهة ضد المرأة في الكثير من الدول الإسلامية الأخرى وسلب المرأة مكانتها القدسية التي خصها الله بها، وميزها بها لتكون هي الجوهرة المكنونة المحفوظة في حضن السماء.
إن الأعداء بطبيعتهم ووفقا للسنن الآلهية يسعون إلى الإفساد الديني والأخلاقي والفكري والثقافي .ولم ولن يتوانوا ولو ليوم واحد عن تنفيذ أهدافهم الحقيرة ، لأن الإفساد هو مرتكز خطتهم الإستراتيجية لضمان القضاء على الاسرة باعتبارها نواة المجتمع ؛ وذلك لإبقاء الهيمنة والسيطرة على ثروات وثقافات الشعوب وخاصة الإسلامية والتي يحلمون بردها بعد إيمانها كافرة . واليمن ليست ببعيدة عن أهدافهم بل هي البلدة الطيبة التي تسيل عليها لعابهم وتتوق إلي ثرواتها أنفسهم ، ومحافظة المرأة اليمنية على قيمها ومبادئها الإيمانية هو بالنسبة لهم العائق الفولاذي والحاجز الحديدي أمام مطامعهم لأنهم يفقهون جيدا وهم عباقرة الذكاء ودهاة المكر بأن صلاح المرأة يعني صلاح المجتمع كله ، والمجتمع الصالح لن يرضى بموالاتهم ولا الرضوخ لهم.
وللأسف الشديد وخلال العقود الأخيرة كان المجتمع اليمني وخاصة المرأة عرضة لهذا الاستهداف عبر سياسة التضليل والغزو الفكري والتشجيع على الانحلال وذلك بمحاولة استبدال ثقافة متجذرة عبر العصور بثقافة أخرى مستوردة ودخيلة عليها ، وتم الترويج لها تحت مسميات الموضة والتحرر والرقي والتقدم والإنفتاح , ولكن من حماية الله وبركته بيمن الإيمان أن منّ على الشعب اليمني بنور الثقافة القرانية والتي أعادت للكثير من نساء اليمن بصيرتهن الإيمانية لتضيء لهن دروب الفوز والنجاة وتبين لهن دورهن الريادي في الحياة وترفعهن إلى مكانتهن العظيمة ومنزلتهن السامية.
ويظل الأعداء الذين يقصفون المرأة اليمنية لمدة أربعة أعوام في بيتها وفي سوقها وفي عملها وفي مناسبات أفراحها وعزائها ، هم ذاتهم الحريصون كل الحرص على قصف مبادئها وقيمها وجعل مشاعرها مدمرة كشوراع وطنها ،، يحاصرونها ويحرمونها من اسباب معيشتها ثم يعمدون إلى اذيالهم من العملاء والخونة إلى استغلال وضعها المعيشي الصعب وجرها بدون علمها إلى حيث الهاوية والهلاك وبيعها لتلك المنظمات الإجرامية واللإنسانية والتي تزايد حضورها بشكل جنوني خلال فترة العدوان وإستقطابها من قبل شبكات الدعارة والإنحلال الإخلاقي لتجعل منها سلعة تباع وتشترى في مزاد الفحش والفسوق !
ان ذلك الوضع المخزي والمعيب الذي شاهدناه كلنا في الفيلم الوثائقي خطوط حمراء هو النموذج الذي يتوق الأعداء وأذيالهم ممن باعوا كرامتهم وشرفهم وعزتهم بإيصاله إلى كل النساء وترسيخه في المجتمع اليمني ولكن هيهات لهم ذلك فالمرأة اليمنية التي تشرب مبادئها من مناهل القرآن الكريم وتفاخر بموروثها اليمني الأصيل ستبقى الخط الأحمر الذي يصعب عليهم تجاوزه مهما سعوا…