صمود إمرأة..!!
عمران نت / 14 / 3 / 2019م
// مقالات // ريم تعز
لأربعة أعوام مثّلت المرأة اليمنية أيقونة الصمود اليماني العظيم، في وجه العدوان السعودي الأمريكي الغاشم، الذي عمل بشكل ممنهج على استهدافها وقتلها في بيتها وفي مزرعتها، في الريف والحضر..
لم يكد يخلو يوم إلا وتقتل طائرات البغي والإجرام امرأة يمنية، حتى بلغت حصيلة تلك الغارات الإجرامية الآلاف من النساء، وبكل تأكيد لم يكن هذا الاستهداف عملا عشوائيا أو استهدافا من قبيل الصدفة، بل استهداف ممنهج ومتعمد للمرأة اليمنية..
فما الذي دفع العدوان لاستهداف المرأة ؟!!
كلنا نعلم أن المرأة اساس المجتمع وبها تنهض الشعوب الحرة في كافة أنحاء العالم، وإبّان ثورة 21 سبتمبر لعبت المرأة اليمنية دور كبير فيها، فكانت المساندة لأخيها الرجل في العمل الثوري ودعم وإسناد ساحات الاعتصامات…
وبعدها في مواجهة العدوان ضربت المرأة اليمنية أروع الدروس والأمثلة في الصبر والثبات، فكانت كزينب في مواجهة الطغيان اليزيدي..
قدمت ابنها وزوجها وأخاها وأباها إلى جبهات القتال، وشحذت الهمم للدفع بالمجاهدين إلى الجبهات، وكان دورها عظيما في رفد الجبهات بقوافل المال والغذاء، وكانت لها دور بارز في الدعم المعنوي من وقفات احتجاجية ومظاهرات…
وكما كان للمرأة اليمنية دورها الكبير في القيام بوظيفتها في البيت في حال غياب الرجل، فتقوم بدورها على أكمل وجه كأم وربة بيت وراعية أسرة…
هذا ما أغاظ العدو..
مما جعله يصب حمم غضبه على المرأة اليمنية، لأنه يعلم أن مايلاقوه من أسود في الجبهات هو من إنتاج هذه المرأة اليمنية التي أنجبت وربّت أسوداً دمروا كل أحلام الغزاة، وحطموا ببطولاتهم كل أساطير التصنيع الحربي والعسكري، ومرغوا أنوف أمريكا وبريطانيا وكل الدول المصنعة لأدوات القتل، ليثبتوا لكل مصاصي دماء البشرية أن اليمن ليست سهلة ولن تكون كما يحلمون.
اليوم وكل يوم ينتقمون من اليمن ونسائها وأطفالها
ترتكب فيهم أقسى أنواع القتل والمجازر، والتي كان آخرها مجزرة كشر ..
كشر التي طالما حلموا بأن تكون نافذة لهم لتفيذ مخططاتهم،
كشر رفضت أن ترضخ لأي مخطط قذر…
كشر التي تخلصت من سموم أفاعيهم لتعود إلى طبيعتها اليمنية الصلبة الرافضة لمعاني الذل، لتقف شامخة وتعلن للملاء أنها يمنية، ولن تكون إلا كذلك..
وما أن تنفست حجور الحرية،
جاءت طائراتهم لتنشر الموت في كل بيت، وتقصف المرأة والطفل، في مجزرة بشعة أهدت الموت لكل من كان في رحاب تلك الأرض التي مالبثت أن تنفست الصعداء، وحولتها إلى أرض تنعدم فيها ملامح الحياة، إلا من اشلاء مبعثرة تجدها هنا أو هناك.
اليوم وبكل سخط وغضب نخاطبكم نحن نساء وحرائر اليمن
ونقول لكم:
ياأيها الناعقون بالإنسانية وحقوقها، وحقوق المرأة والطفل…!!
ويا من تحتفلون بيوم المرأة في كل العالم وتهدون للمرأة في اليمن كل الجراحات والأحزان ..
ويا أيها المتسترون بعبائة الحياة للإنسان وتخفون تحتها مواثيق القتل ..
يابقايا صوت الضمير الإنساني العالمي المتخندق بالصمت المنافق..!!
ياسفراء أوجاعنا في الداخل والخارج ويابائعي الأوطان والإنسان بأبخس الأثمان..!!
يا أيها الموبؤون بتراجيديا المال و الدم المسفوح بكل شبر في بلادي،
يا كلّ الشر وكلّ الكذب والنفاق….!!!
بأي وجه سيذكركم تاريخ النضال في بلدي؟
وبأي حبر وبأي ورق سنسجل مواقفكم لما يحدث على هذه الأرض؟
وبأي صفة سننعتكم في قواميس الحرية للشعوب؟!!
لاشك أنكم لستم سوى وصمة عار في جبين الإنسانية المهدورة في اليمن.. طالما انكم وقفتم عاجزين عن اصدار بند يمنح المرأة اليمنية حق الحياة والعيش بكرامة وخذلتم الطفل اليمني في اصدار بند اخر ينص بوقف الموت الممنهج عنه
ونعلنها لكم أننا مهما أمعنت قوى الإجرام في قتلنا وسفك دمائنا: أننا لن ولن نستسلم لأي مخطط..
وأننا سنظل نقاوم إلى أن ننال النصر، أو نموت فداء لهذه الأرض الطاهرة.
وهيهات منّا الذلّة.