الحثُّ الدولي لتنفيذ اتفاق ستوكهولم.. إلى التنفيذ أم إلى الرفّ؟
الدولُ الخمسُ الدائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي تحُثُّ لتنفيذ اتّفاق ستوكهولم في الحديدة، هذا الأمرُ ليس جديداً ولا يستحقُّ التوقفَ عنده مطلقاً، بل ما ينبغي نقاشُه هو مصيرُ التصريحات والقرارات والتقارير الدولية السابقة بشأن اليمن بشكل العام والحديدة بشكل خاص، ومن بين ذلك القرار الدولي 2451.
حسناً، صوّتت أمريكا وبريطانيا بالإضَافَة إلى روسيا والصين وألمانيا لصالح الحَثِّ على ما أسمته الأطرافَ لتنفيذ الاتّفاق، إنما أين خلفياتُ الفشل؟، والتساؤلات المشروعة حول مَن يعرقل الاتّفاق!؟ أليس المطلوب هو نقاش ذلك أيضاً؟!
بعضُ هذه الدول نفسِها التي صوّتت في مجلس الأمن لصالح تنفيذ الاتّفاق تمارسُ عملياً نقيضَ هذا التصويت، تناقضٌ كبيرٌ ولعبٌ واضح، فما يقوله وزيرُ الخارجية البريطانية، جيرمي هانت، حول الحديدة واتّفاق ستوكهولم مختلفٌ تماماً ومعاكسٌ لموقف دولته وتصويتها، ينسحِبُ الأمرُ إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي لا تزالُ تدعمُ القُــوَّاتِ السعوديّة والإماراتية وتساندُ مشروعَ العدوان ولا تزال تضعُ للحرب أبواباً جديدة.
نتساءل: إنْ كان يخفى على الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والدول الخمس دائمة العضوية، أن التحالفَ الذي تقودُه السعوديّة والإماراتُ يفرِضُ حصاراً خانقاً ويغلقُ الممراتِ البريةَ والبحرية والجوية بما في ذلك المطارات المدنية عن الاتصال بالعالم، هل يخفى هذا الأمر على هذه الدول مثلاً؟!
أليس هذا الوضع هو ما خلق الأزمة الإنسانية والاقتصادية في اليمن وتسبّب في حصول إفقار حاد، ومجاعة وتدهور اقتصادي وإنساني خطير للغاية، فما قيمة أن تأتيَ تصريحاتٌ وإحصاءات على مستوىً عالٍ مع إغفال المسبِّب والدول المعنية التي تمارسُ العدوانَ والحصارَ وترتكب مجازرَ حرب تعترفُ بها الأممُ المتحدة، إلا إن كان ذلك يعني إطلاقَ يد السعوديّة والإمارات لارتكاب كُــلّ هذه الجرائم من زاوية، وغسل يدها من زاوية أُخْــرَى بمحاولة تغييبها كطرف يرتكبُ جرائمَ حرب؟!.
اتّفاقُ السويد في الحديدة في حالة تجميد بعد عمليات انقلاب على مساراته ومحاولات قلب مضامينه؛ بغرض التلاعب بعملية السلام برمتها ومحاصرتها في الحديدة، بينما يجري عدوانٌ مفتوحٌ في كُــلّ محافظات اليمن، ووضع مداميك طوق نجاة للسعوديّة والإمارات من تداعيات جرائمهم على مدى أربع سنوات.
والحَثُّ الدولي على تنفيذ اتّفاق السويد في الحديدة مهدَّدٌ بالذهاب إلى الرفِّ نفسه المثقل بالتصريحات والقرارات والتقارير الدولية المتعلقة بالمِلَفِّ اليمني دون تحريك شيءٍ عملياً على الأرض لجهة تحقيق السلام.