هلاكُ الأمم في التحريف والانحراف
عمران نت / 13 / 3 / 2019م
// مقالات // يحيى صلاح الدين
المتأمِّلُ في صفحات التأريخ يجدُ أن هلاكَ أية أُمَّــة كان سببه إما اتّباع ثقافة باطلة على عينة هذا ما وجدنا عليه آباءَنا أَو اتّباع الهوى والشهوات، ولو تُرِكَ الإنْسَــانُ على فطرته التي خلقه اللهُ عليها لتعرَّفَ على الحَـقّ دون جهد يُذكَر، ولكن عندما تدخل شياطينُ الإنس والجن أضلوا الناسَ؛ وذلك نتيجة للتحريف والتزييف الذي يحصلُ في الثقافة السليمة للأمم كالمرويات الإسرائيلية التي أدخلها اليهود في بعض الكتب الدينية على أساس أنها جزءٌ من الدين وهذه الأشياء رأينا منها الكثير ورأينا من يعتقد بصحتها وهي باطلٌ وتشويه للدين، فمثلاً رأينا مَن يقبل بأن رسولَ الرحمة محمداً رسول الله صلى اللهُ عليه وآله وسلم رسولٌ قد قال “جئناكم بالذبح” ويقومون بذبح الأسرى ومن يخالفهم أفكارَهم، لعنهم الله، وغير ذلك من الروايات التي شوّهت الإسْــلَامَ، ومنها اعتبارُ تعظيم رسول الله وتقبيل ما أشير إليه بأنه شركٌ، حتى الاحتفال بميلاده يعتبر بنظرهم بدعةً وقراءة سورة يس في بعض المناسبات بدعة، مكانهم بذلك ينفّــذون مُخَطّطاً يهودياً لإبعاد الناس عن دينهم ونبي الرحمة.
الصحيحُ الذي يحمي الإنْسَــانَ المسلمَ من هذه الأفكار الهدامة هو عرضُ أي حديث على القُــرْآن فما وافقه أخذ به وما عارضه يرفضُه ويدعُه جانباً.
والجانب الآخر لإبعاد الأُمَّــة عن الفطرة السليمة هو في انحراف السلوكيات ومخالفة الفطرة الطبيعية واتّباع الهوى والشهوات، وهي سلوكيات شيطانية كالقيام بالمنكرات والرذائل كتعاطي الخمور والفواحش وتزيين ذلك على أنه حريةٌ، وتقدُّم، وذلك مفسدة كبيرة للشعوب، وقد سببت في هلاك أمم كثيرة حلَّ عليهم بسببها غضبُ الله ولعنته، ولا تزال الشعوب الغربية تعاني من الانحلال الأخلاقي إلى اليوم، تفكّكت الأسر وأصيبوا بالأمراض الفتاكة وكثر أولاد الزواني وأصبحت مجتمعاتهم معقدةً يسودُها الخوفُ والضياعُ، وكل فترة نرى في أوساطهم مَن ينادي بالعودة إلى الحشمة والتمسُّك ببناء العلاقات الأسرية المفقودة حالياً بينهم.
إن هلاكَ الأمم بين التحريف الثقافي والانحراف الأخلاقي، والمخرج هو بالتمسّك بكتاب الله الذي تكفّل البارئ عز وجل بحفظه من التحريف واتّباع أهل البيت عليهم السلام سفن النجاة وقرناء القُــرْآن لكريم، وَذلك كفيلٌ بأن يحفَظَ الأُمَّــة من الزلل والضلال وكفيلٌ بأن يجعلَهم الأقوياءَ في مواجهة أعدائهم ويعيشوا حياةً طيبةً.