الأمم المتحدة: سوق عالمية وتجار حروب ومزادات
عمران نت // مقالات //
محمد القعمي
هذه المؤسسة الدولية باتت أشبه بالسوق ..!!!
لكنها سوق ليست كباقي الأسواق التي تقدم العديد من الخدمات للناس ، بما يجلبه تجارها من مختلف أنواع السلع التي يحتاج إليها الناس في حياتهم اليومية ..
أما الأمم المتحدة فهي سوق لا تقدم للناس أي خدمات ..
لكنها سوق لا تنشط إلا عند احتدام النزاعات وثوران الصراعات وعند إشعال نار الحروب ، وهذه هي مواسمها ، وكما يفرح تجار السلع الخدمية بقدوم مواسم تجاراتهم وقيام أوقات بيعهم وشرائهم ، وارتفاع منسوب مكاسبهم وأرباحهم .. كما يفرح تجار خدمات الإنسان بذلك ؛ يفرح تجار الأمم المتحدة باشتعال نيران الحروب ، وكلما استعرت أكثر انتعشت تجارتهم أكثر وكلما سقط الكثير من الضحايا وارتفع أنين الجراح ودوت أصوات الآلام والأحزان ، وزادت المعاناة وامتدت أسباب الحرمان ، وتفاقمت الأمور وانعدمت احتياجات الإنسان .. حينئذ سترى لهذه السوق رواج ..
والشيطان في تلك السوق هو الذي يدير ويعقد الصفقات بين تجارها ، ويوزع المهام على فجارها ، ويضع القضايا الإنسانية على طاولات المزاد العلني ، وكلما سمعت هذه المنظمة أو تلك صوتها علا وارتفع سواء باسم الحقوق ، أو باسم الإغاثة ، أو تحت أي اسم أو عنوان ؛ فاعلم أن مزادها بدأ ..
والإنسان هو السلعة الرئيسية على طاولات دكاكينها ، ومزاداتها ، ومزاد الحديث عن تقديم مشروع تحقيق ، يختلف عن مزاد الحديث عن تشكيل لجنة .. ، وكذلك يختلف عن مزاد الحديث عن تفاقم الأوضاع الإنسانية وانتشار الأوبئة والأمراض ، ويختلف عن مزاد الحديث عن ارتفاع نسبة الفقر وعن ارتفاع أعداد الذين يقاسون من البؤس والحرمان ، ويتضورون جوعا ..و..و..إلخ وكلها مجرد مزادات ومزايدات من أجل ارتفاع نِسَبِ أرباح ومكاسب أصحاب الدكاكين (المنظمات أو المجالس)
وهؤلاء التجار الخبثاء عفوًا الرؤساء والمدراء يجاملون بعضهم ويتنازلون لبعضهم ، ويبحثون عن الرشاوى ، مقابل :
# صمت
# تغاضي
# تمرير
# تصويت
# عدم تصويت
# توقيع
# تواطئ
# إعداد واختيار مبعوثين
# تشكيل لجان
وهكذا وإلى آخر ما هنالك
والعدوان قائم والحصار جاثم ، والطيران حائم ، والقصف يواصل ارتكاب المجازر والجرائم ..
والتحالفات لا تتوقف عن هدم الأوطان وتعذيب وقتل وإبادة وتشريد وتهجير الإنسان..
والحل بسيط ..
البلد : اسمه وعنوانه وتاريخه وشعبه معروف
@ عضو في الأمم المتحدة.
@ حدوده الجغرافية معلومة.
@ سيادة شعبه عليه مسألة محتومة.
@ عاصمته مشهورة باسمها موسومة.
@ وجود حكومته في العاصمة مسألة محسومة.
@ لا يحق لأي دولة جارة كانت أو أجنبية ، قريبة كانت أو بعيدة .. لا يحق لها أن تتدخل في شؤون هذا البلد وكل تدخل يحصل من تلك الدولة ؛ سياسيا كان أو ثقافيا أو حقوقيا أو اقتصاديا .. ومهما كان هذا التدخل بسيطا ؛ هو في أعراف الدول تجاوز وعدوان فضلا عن أن تعتدي عليه عسكريا.
@ واحترام حقوق شعبه وحريته واستقلاله قضية لدى الجميع بديهية ومفهومة.
@ وعند حدوث ثورات شعبية أو انقلابات عسكرية بين أبناء هذا البلد فذلك لايزال شأن داخلي بحت .. وقد تتغير نتيجة لذلك القوى وتتبدل الحكومات وهي سنة من السنن القائمة (وتلك الأيام نداولها بين الناس) وهو تغيير داخلي لا يغير في القوانين والمواثيق والمعاهدات والأعراف الدولية ، بل هذه الأخيرة يجب عليها احترام كل ما ينتج عن أي تغيير داخلي.
@ الحكومة التي تسقط نتيجة ذلك التغيير أيا كان شكله هي حكومة فقدت صفتها وشرعيتها وقانونيتها التي لا تكون إلا بوجودها في عاصمتها وممارستها الفعلية لمهامها سواء بوجود معارضة سياسية أو عسكرية .. لكنها بفقدها لذلك الوجود وفقدها لموقعها ووجودها الفعلي فهي أصبحت فاقدة لصفة الشرعية والقانونية سواء جاءت عبر صناديق انتخاب تنافسي كحكومة مرسي في مصر ، أو كحكومة عبدربه في اليمن التي جاءت عبر انتخاب صوري ، وسواء كانت فترتها لاتزال باقية كحكومة مرسي في مصر أو انتهت كحكومة عبدربه في اليمن ، أو كانت غير ذلك .. فهي في القوانين والتشريعات الدولية باتت من الماضي والحاضر للقوة الفعلية الموجودة على أرض البلد واحترام هذا الوجود فرض على جميع الدول.
@ وكل من يفر من أعضاء تلك الحكومة الساقطة والمنتهية إلى أي دولةٍ ما ؛ وأيًا كان موقعه أو منصبه السابق يوم كان موجودًا في العاصمة والمؤسسة الحكومة التي كان يمارس فيها عمله فبعد فراره وخروجه من البلد وتواجده في بلدٍ ما فهو يُعرف بأنه لاجئ سياسي ، ولا يوجد في القوانين والأعراف حكومة شرعية خارج البلد ، وهذا هو ما نعرفه ونعلمه ونفهمه ، ويعرفه ويعلمه ويفهمه الجميع وهو الواقع المُعْترف به داخل هذه المؤسسة الدولية الأمم المتحدة
وبناء على ماسبق :-
١- التحالف ضد هذا البلد ممن كان .. وبين من كان .. وبأي حجة كانت .. هو باطل وغير شرعي.
٢- وأي عدوان أو حصار أو احتلال هو يعتبر مدان لا يبرره شيء ولا يجيزه ولا يسوغه شيء بل هو مدان بكل الاعتبارات.
إذن الحل بناء على أساس كل ما سبق ذكره هو :-
أ – وقف العدوان.
ب – رفع الحصار.
ج – خروج الوجود العسكري الأجنبي من كامل جغرافيا البلد المعترف بها والمعروفة والمشهورة على أقل تقدير قبل العدوان والحصار والتحالف.
د – وقف التدخلات بكافة أشكالها.
ولا نحتاج إلى التباكي وذرف دموع التماسيح ..
ولا نحتاج إلى أي معونات أو مساعدات من أي أحد ..
وهذا هو أبسط وأسهل الحلول وهو ما تقرّهُ القوانين والأعراف الدولية.