رعدت في سوريا واليمن فأمطرت في لبنان
عمران نت // مقالات //
عدنان علامه
حاولت البحث عن السبب الجوهري والمباشر لإعلان بريطانيا المفاجيء ودون أي مبرر بإضافة حزب الله إلى قائمتها بالمنظمات الإرهابية المحظورة . علما بأن أُسس العدالة تقضي بأن المتهم بريء حتى تثبت إدانته . وبالتالي فإن وزير الداخلية البريطانية سطر مضبطة الإتهام وأعلن الحكم المعد سلفاً بناءً على الإرادة الأمريكية والصهيونية حيث باتت “بريطانيا العظمى” مجرد بيدق صغير بيد ترامب .
وهذا الإستنتاج مبني على تحليل للأحداث . وسأبدأ بالقرار البريطاني :-
أعلنت بريطانيا أنّها ستحظر حزب الله وتضيفه إلى قائمتها بالمنظمات الإرهابية المحظورة.
وقال وزير الداخلية ساجد جاويد: “حزب الله مستمر في محاولاته لزعزعة استقرار الوضع الهش في الشرق الأوسط، ولم نعد قادرين على التفرقة بين جناحه العسكري المحظور بالفعل وبين الحزب السياسي. لذلك، اتخذت قرار حظر الجماعة بأكملها .
من المتعارف عليه بأن قرار كهذا يرتبط ارتباطا مباشراً بأعمال “إرهابية ” قام به هذا الحزب . وما دفعني للبحث في حيثيات القرار هي التهمة الموجهة للحزب حسب تصريح وزير الداخلية : “حزب الله مستمر في محاولاته لزعزعة استقرار الوضع الهش في الشرق الأوسط”.
فمن البديهي حين يصدر أي بيان عن “دولة عظمى” فأن كل حرف فيه يدرس وينقح ويراجع وثم يلقيه المسؤول المعني . ومن المفارقات العجيبة الغريبة ؛ بأن دولة لها الباع الطويل في المؤامرات وخبرة مميزة في المخابرات العالمية أن تتهم حزباً لبنانياً بأنه يزعزع إستقرار الوضع الهش في الشرق الأوسط . ولا أذيع سراً حين أقول بأن دوائر الإستكبار العالمي تستنفر عندما يكون الكيان الغاصب في خطر .
لم أجد أي حدث له علاقة بحزب الله في الآونة الأخيرة من قريب أو بعيد . لذا لجأت إلى تدوين الأحداث المتعلقة ببريطانيا مباشرة وأهم الأحداث السياسية مؤخراً في المنطقة وكانت كالتالي :-
1- أكد مصدر عسكري مقتل مرتزقة بريطانيين في عملية نوعية لقوات الجيش اليمني واللجان الشعبية في محور نجران جنوبي المملكة. 24/02/19
2- مؤتمر التطبيع مع الكيان الغاصب في وارسو .
3- تصريح سفیرة أمريكا في لبنان من السرايا الحكومي :-
السفيرة الأمريكية بلبنان: “حزب الله ميليشيا تزعزع استقرار المنطقة” . الثلاثاء 19 شباط 2019
أعربت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية لدى لبنان، إليزابيث ريتشارد، عن قلق بلادها من الدور المتنامي لـ (حزب الله) في لبنان، واتخاذه قرارات من شأنها زعزعة الاستقرار داخل البلاد وفي بلاد أخرى بالمنطقة “.
وأضافت: “هذه الميليشيا تستمر في خرق سياسة النأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية التي تعتمدها الحكومة اللبنانية، من خلال مشاركتها في نزاع مسلح في 3 دول أخرى على الأقل، وهذا الوضع لا يساعد على الاستقرار، بل يشكل زعزعة له بشكل أساسي”.
4- مطالبة ترامب حلفائه الأوروبيين إستعادة إرهابي داعش الأجانب الذين أسرهم بحسب تعبيره.
الأحد،17 فبراير 2019
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يطلب من الحلفاء الأوروبيين “استعادة أكثر من 800” من مقاتلي تنظيم داعش المعتقلين ومحاكمتهم.
آمل التدقيق جيدا في التطابق الحرفي بين تصريح السفيرة الأمريكية وقرار وزير الداخلية البريطاني لنتستنج بأن قرار وزير الداخلية جاء بناءً على الإرادة الأمريكية دون أي تعديل .
إن الإتهامات الأمريكية والبريطانية لحزب الله بزعزعة الوضع في المنطقة جاءت بدون أدلة دامغة . ولنثبت بالدليل القاطع بأن أمريكا بريطانيا يزعزعان الوضع الدولي ويحرضان على الفوضى في فنزويلا . فأمريكا أعترفت بقائد الإنقلاب بمجرد أن نصب نفسه رئيساً للجمهورية واليوم سمح نائب ترامب مايك بنس لنفسه بالتلويح بالتدخل العسكري في فنزويلا . وأما بريطانيا على لسان وزير خارجيتها فحدد مهلة 8 أيام لإجراء انتخابات في فنزويلا وكأنه يعتبر فنزويلا مستعمرة تابعة للتاج البريطاني ؛ حيث قال في تغريدة على صفحته الخاصة على “تويتر” : “بأن الرئيس مادورو لم يعلن عن انتخابات في الأيام الثمانية التي تم تحديدها له.
ولذلك المملكة المتحدة الى جانب شركائها الأوروبين تعترف بخوان غوايدو، كرئيس دستوري مؤقت الى ان يتم اجراء انتخابات ذات مصداقية.ونأمل أن يقربنا هذا من نهاية للأزمة”.
وللتذكير فقط بأن بريطانيا شاركت أمريكا وفرنسا عدوانا همجياً على سوريا دون أي تفويض من مجلس الأمن بسبب إدعاءات دون أدلة .
ففي يوم السبت، 14 أبريل 2018 وعلى مدار 90 دقيقة وفى تمام الساعة الثالثة فجرا، أعلن الرئيس الأمريكى ٧دونالد ترامب، أن بلاده تنفذ عملية عسكرية بالمشاركة مع بريطانيا وفرنسا، على أهداف تابعة للحكومة السورية ردا على مزاعم – نفتها السلطات السورية- استخدام الأسلحة الكيماوية فى مدينة دوما بغوطة دمشق الأسبوع الماضى.
فبالله عليكم من يزعزع الإستقرار في العالم ؟؟؟!!!