“سيدة نساء العالمين”
عمران نت // مقالات //
إكرام الحاقري
جاءت الذكرى العظيمة لولادة سيدة نساء العالمين الطهر البتول ، ليقترن هذا اليوم ويتوج جمع نساء العالمين بيوم أسموه “اليوم العالمي للمرأة ” . ومن هنا ومن هذا المنبر الطاهر الذي تربعت عليه السيدة فاطمة البتول الزهراء . يبدأ مشوار التمسك بالدين ومشوار القدوة الحسنة والتأصل بأصل القرأن الكريم.
وعلى خطى السيدة الزهراء الثابتة يبدأ المسير نحو الصراط المستقيم . مسير الحياء والعفة والتوسم بوسام الطهارة الذي لا يناله إلا من إرتبط بمنهج القرأن الكريم وبأعلام ال البيت النجوم الساطعين.
ف”اليوم العالمي للمرأة ” وكأنه أتى في الوقت غير المناسب ، أم انه يوم قد فصل عن مبدأ الزهراء عليها السلام وجميع مواقفها . فأين هي الزهراء وأين هن نساء هذا العصر ؟ لقد أصبح الفرق شاسعاُ إلا من رحم ربي ورزقه الثبات في زمن قد زلت فيه الكثير من الأقدام.
وتدخلت الحرب الناعمة بقوة تحت ستار الحرية والتطور والإنفتاح لتحرف المرأة المؤمنة عن مسيرة الزهراء عليها السلام .وتأتي ذكرى الزهراء وهي تشع نوراً لهداية جميع الأخوات إلى الصراط المستقيم بعد المحاولات العقيمة لدعاة سلب المرأة اليمنية عفتها وشرفها وحياؤها تحت ستار الإنفتاح من خلال سلبها بصيرتها وتبصرها .
فهذا الإنحراف الخطير والشامل قد ألمّ بنساء الأمة الإسلامية أجمع ، فقد تمكنت منهن الحرب الناعمة الصهيونية لترديهن بلا عفة وبلا كرامة وبلا مبدأ.
وتحت مسميات وعناوين تخدم العدو الحاقد تحركت تلك المرأة لتمثل ما يسموه التحضر والتمدن والتطور والإنفتاح!!
فالإنفتاح المزعوم قد أغلق باب الدين بوجه من انخرط في مستنقع هذا الباب . فالإنفتاح يعني لا عفة ولا أخلاق ولا حشمة ولا حياء ولادين ولا قرآن كريم.
فهذا النهج يمثل الشيطان وأتباعه وقد أنتشر كسرطان خبيث تمكن من أدمغة نساء الأمة الإسلامية . وبتنا نرى الفساد المستشري حيث يريد الغرب جعل المرأة كسلعة . فأصبحت المرأة تخدم العدو من حيث لا تحتسب ومن حيث لا تشعر والمؤسف إنها تفتخر بموقفها الشاذ وتجادل عن ذلك بكل قناعة شيطانية.
نعم لم تعد الزهراء عليها السلام موجودة في أوساط المؤمنين إلا إسماً ورسماً لا غير . وأصبح المجتمع المسلم ينظر إلى من يتمسك بمبدأ الزهراء وأخلاقها وقيمها بأنهن نساء متشددات ومتخلفات وأحياناً مسترجلات لا يمتلكن ذرة من الإنوثة ، وكأن العفة أصبحت تخلفاً وإنحطاطاً وتقليداً أعمى للغرب !!
وما واقع بعض النساء في كل العالم إلا الواقع غير المشرف . لا يتشرف به الدين ولا النبيين . وكأن القرآن بآياته العظيمة والبينة والواعضة والمؤدِّبة والمعلِّمة للمرأة تخاطب نساء أخريات ليس لهن وجود في زمننا نحن !!!
لو تأملنا ولو قليلا في واقع الطهر البتول لرمينا بأنفسنا في بحر من الخجل والحياء . فالزهراء عليها السلام كان أكبر همها هو كيف ستكون على المحمل بعد موتها !!!!وهل سيتخيل للرجال كيفية جسدها !!! نعم هذا كان هم الزهراء عليها السلام.
بينما نساء هذه الأيام يجعلن أكبر همهن هو كيف يتبرجن وكيف يتابعن آخر الموضة اليهودية الماسونية . وكيف يكونن في الطريق بمظهر يلفت أنظار العابرين . حقا إنها مأساة وإنه لعزاء في حق النساء . وقال عنها الإمام علي عليه السلام ” المرأة ريحانة وليست قهرمانة” وكأن هذا الوصف كان عن الزهراء عليها السلام لا لغيرها .
هو اليوم العالمي للمرأة لكن لن يشرفها ولن يكرمها ولن ينجيها إلا إذا رجعت فيه بكل مصداقية إلى سيدتها فاطمة البتول الزهراء . إرتباط مبدأ وإرتباط قيم وإرتباط يتجسد به القرآن الكريم.