زهرة الأكوان
عمران نت // مقالات //
سعاد الشامي
لها أكتبُ بدمي إن نفدَ المداد ، وعلى صحائفِ روحي إن تلاشتْ الأوراقُ ، وبنبضِ قلبي إن عجزتْ الحروفُ ،ومن أجلها أستحضرُ فهرسَ معاني المحبةِ الراسيةِ في قلبي منذُ عصر النبضةِ الأولى ، ولكم أن تعذروا تقصيرَ قلمي إن وضَّبَ حقائب أفكاري وأقلعُ بها في رحلةِ الحديثِ عن درةِ السماءِ وسيدةِ النساء ؛فما أحوج القلوب إلى أن تحطَّ رحالَ مشاعرها في محطةِ حبِّ الزهراءِ -عليها السلام – حتى تتحولَ النبضاتُ الداكنةُ إلى نجماتٍ مضيئة تنيرُ سماواتِ الأرواحِ وتسبحُ في ملكوات العواطفِ الإيمانية.
هذه الزكيةُ هي مسكُ الأرضِ وعطرُ السماءِ وعبقُ الجنة، التي تفوحُ رائحتُها في أرجاءِ كلِّ النفوسِ المؤمنة ،كلما هبتْ نسائمُ ذكرى مولدها وأبتهجتْ الأيامُ بقداسةِ مجيئها.
هذه المطهرةُ من الرجسِ هي كوثرُ المصطفى ومعينُ التقى وسلسبيلُ الهدى ، الذي ينسابُ إلى أروقةِ القلوبِ الظامئة وشغافِ العقولِ المتصحرةِ؛ فترتوي من فيض طهرها حياةَ العزة والكرامةِ ، وتتفتحُ في أوردةِ البشرية زهورُ المحبةِ والإيمان.
هذه المخصصةُ بقداسة التجلي الروحي ، هي وسيلةُ النجاة ، ونبراسُ الإلهام ، وسنا البصيرة ومشكاةُ الوعي ، الذي يبدد ظلامَ الجهلِ والضلالِ ، كلما نسجَ المؤمنون من خيوطِ سيرتِها البهيةِ ومواقفها المضيئةِ شعاعَ المنهجِ المحمدي السليم والدربَ القرآني العظيم.
هذه التي فرضَ اللَّهُ مودتها من السماء ، هي جوهرةُ الصفاء ومرجانةُ الإقتداء الذي يكسي حبها صدورَ النساء ، ليزيِّنها بالعفةِ والحياءِ ، و التضحيةِ والعطاء ، والصبرِ والوفاء ، والطهرِ والنقاء ، فلا تدنسهنَّ أدرانُ الإغواءِ ، ولايلامسهنَّ مكرُ الخبثاء ، ولاتصلى مشاعرهن في محرابِ الحقراء .
هذه هي فاطمةُ بنت المصطفى صلوات ربي عليهما تلك النفحةُ القدسية،و البضعةُ النبوية والنسمةُ الربانية التي سمتْ وصفتْ وتعالتْ وارتقتْ وطهُرتْ وزكتْ في روحها ونفسها ومشاعرها؛ فأضحت خطراتَ نفسها ونبضاتَ قلبها وسرَّها وجهرها وغضبها ورضاها لله وفي الله ومن أجل الله .
فما أعظمها وأزكاها وما أعلى شأنها ،وأقدس مكانتها !!
و يافوز ويانجاة من تمسكَ بحبلها وذابَ في حبها وسلكَ نهجها وأقتفى أثرها ..
وما أتعسَ وما أشقى من لم يفزْ بحبها ولم ينهجْ سبيلها!! من أولئك الذين أضلهمْ اللهُ وأبعدهم ولم يردْ أن يجعلَ لهم حظاً في الآخرةِ ولا نصيباً من الدنيا !!
سلامُ اللهِِ عليها كلما هبت نسائمُها وفاحَ أريجُها في أرواحنا الوالهة بحبها.
سلامُ الله عليها كلما تلألأتْ أنوارُها القدسيةُ الملكوتيةُ في قلوبنا النابضة بذكرها.
سلامُ اللهِ عليها يومَ أضاءتِ الدنيا بمولدها ويوم أبكتْ الأرضََ لفقدها ويوم تبعثُ فيهنأ مُحبوها بشفاعتها ومقامها الأسنى والأعلى والأجل عند ربِّ العالمين.