اليمنيون ومخرجات وارسو: الشعار سلاح وموقف.
عمران نت / 20 / فبراير 2019م
// مقالات // فؤاد الجنيد
عندما نركز أنظارنا على جلوس الخائن اليماني إلى جوار رئيس الحكومة الإسرائيلي، ليس لأن هذا المعتوه يملك وزنا يلفت الأنظار، أو له شأنا يستدعي مراقبة أقواله وأفعاله، فهو مرتزق لا يمثل حتى نفسه كونه رهين الإملاءات والتوجيهات، لكن الموضوع أبعد من مصادفة وجلوس والتقاط صورة، خصوصا وهذا الوزير الواهن قدم إلى المؤتمر من العاصمة السعودية الرياض، التي تقبع حكومته في فنادقها وتمشي على هوى سياساتها واجنداتها إلى جانب أبو ظبي، وهذا يترجم سباق الرياض وأبوظبي للتقارب مع تل أبيب والتطبيع العلني معها بعد سنوات من ليالي العسل الخفية.
عدوان صهيوني بامتياز
إن ذلك يؤكد بجلاء أن ما يتعرض له اليمن من عدوان همجي لم يكن سوى جزء من المخطط الأمريكي الصهيوني المفضوح الذي يهدف إلى بناء شرق أوسط جديد يتحكم فيه الكيان الصهيوني وذلك من خلال العمل على تصفية القضية الفلسطينية وتدمير البلدان والشعوب الحاضنة والداعمة لفلسطين، وفي طليعتها اليمن، والعمل على تقديم هذه البلدان كعدو بديل عن العدو الإسرائيلي، إلى جانب السير الحثيث والمخزي نحو التطبيع مع العدو الصهيوني.
القدس في الزاوية الضيقة
يأتي هذا المؤتمر في وقت تواجه القضية الفلسطينية منعطفاً جديداً عبر مخطط إدارة دونالد ترامب لتصفيتها وفق خطة الإملاءات المعروفة إعلامياً بـ”صفقة القرن”، والتي تعتزم تقديمها بعد الانتخابات الإسرائيلية المقررة في إبريل المقبل، من هنا كان واضحا التباهي الإسرائيلي بما تحقق للاحتلال في المؤتمر، فضلا عن حقيقة تسابق دول عربية نحو التطبيع العلني مع الاحتلال، وذلك يخدم مصلحته أولاً وأخيراً في تمرير هذه الصفقة بأمان.
إزدواج فاضح
تبنت الولايات المتحدة الاميركية مؤتمر وارسو تحت يافطة السلام والأمن في الشرق الأوسط، وهي من جانب آخر تعمل على زيادة التوتر والصراع ودعم الإرهاب والنزاعات والعداء بين شعوب المنطقة ومفاقمة حالة انعدام الأمن والاستقرار وتفشي الفقر والحروب والتطرف.
ما وراء الأكمة
سارعت قنوات التلفزة ومواقع الصحافة إلى إعلان هدف وهمي للمؤتمر بالحديث عن مواجهة النفوذ الإيراني، لكنها لم تستطع حجب حقيقة أن هذا الهدف هو هدفا ثانويا، بعد ما اتضح وانكشف للعيان أن الهدف الأساسي والجوهري هو التطبيع مع إسرائيل، وتكفي صورة وزير الخارجية المرتزق، خالد اليماني، وهو يجلس إلى جانب رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى جانب اللقاءات التي عقدها نتنياهو مع مسؤولين عرب مشاركين في المؤتمر منذ يوم الأربعاء موعد انطلاق المؤتمر، ناهيك عن حجم احتفاء الاحتلال بمجريات المؤتمر بما في ذلك قول نتنياهو “نصنع التاريخ”، لوصف هذا اللقاء بـ”مؤتمر التطبيع” بين دول عربية وإسرائيل.
معركة وعي
خرج اليمنيون بالأمس في مليونيات حاشدة في العاصمة صنعاء ومختلف محافظات الوطن العظيم، وكلها سخط واستنكار وغضب، هذا السخط الشعبي الواسع تجاه مهزلة وارسو دليل على ما يتمتع به هذا الشعب الحكيم من وعي كبير ومؤشر على وجود إرادة كامنة ستكون بلا شك صلبة بما يكفي لتحطيم مؤامرات وأحلام الصهاينة وأدوات الهيمنة، مثلما هو رسالة للمهرولين للتطبيع أن الشعوب ستدفنهم في خنادق الخزي والعار والعمالة والإنبطاح، وأنهم ليسو أكثر من دمى تحركهم الأدوات الإمريكية والإسرائيلية.
وفاء وموقف
إن الشعب اليمني الذي اختلطت دمائه بدماء المقاومين الفلسطينيين عبر مختلف مراحل النضال العربي والإسلامي وظل وفياً لفلسطين وما فتئ يخرج بالملايين نصرة لقضية العرب الأولى حتى وهو في غمرة الحرب والمواجهة لكل حلفاء أمريكا وإسرائيل وتحت القصف والحصار لن يتخلى ولا يمكن له التخلي عن الشعب الفلسطيني المظلوم وقضيته العادلة شأنه في ذلك شأن كل شعوب أمتنا الإسلامية الحرة المجيدة.