الذكرى ال 40 لإنتصار الثورة الإسلامية في إيران
عمران نت / 11 / فبراير 2019م
// مقالات // عدنان علامه
يحتفل الإيرانيون ومحور المقاومة اليوم بذكرى إنتصار الثورة الإسلامية. ذكرى إنتصار ثورة “الكاسيت” على أعتى وأشرس إمبراطورية في المنطقة وأكبر حليف لأمريكا والكيان الغاصب .
وللعلم كان لدى شاه إيران تفويضاً كاملاً من أمريكا للتصرف في المنطقة ؛ لذلك كان يسمى ب “شرطي الخليج” .
وما يميز إحتفالات هذا اليوم هو التظاهرات المليونية في معظم المدن الإيرانية. وقد تميزت طهران بحضور مليوني غير مسبوق بالرغم من الطقس المثلج والماطر .
فالحديث عن الثورة وإنجازاتها بحاجة إلى مجلدات ولن يعطيها كامل حقها . ولكن المقام لا يتسع لذلك .لذا سأذكر بعض محطات مفجر الثورة الإسلامية الإمام الخميني قدس سره .
كان الإمام الخميني قائداً استثنائياً ومرجعاً إستطاع أن يخرج قيام الجمهورية الإسلامية من طيات الكتب والنظريات إلى التطبيق العملي .
كانت قراراته وفتاويه سبباً رئيسياً في انتصار الثورة . وسيطر الشعب في النهاية على أعتى وأقوى إمبراطورية في المنطقة . وقد أعلن الإمام الخميني إلغاء تبعية إيران لسياسة المحاور فأعلنها مدوية منذ اليوم الأول :”لا شرقية .لا غربية . جمهورية إسلامية” . وسلم سفارة الكيان الغاصب إلى منظمة التحرير الفلسطينية . وكان الشعار الشهير الموت لأمريكا الموت لاسرائيل .
وكان لفتاوى سماحته الأثر الكبير في انتصار الثورة في إيران وخاصة حين تحدى إعلان حظر التجول وأمر بالنزول الكثيف إلى الشوارع مع حرصه الشديد على عدم تخريب الممتلكات العامة ومن يلقى حتفه فهو شهيد ؛ وكان الإنتصار . وطلب من الشعب تقديم الورود إلى افراد الجيش والشرطة بالرغم من إطلاقهم النيران على الشعب الأعزل وسقط الشاه .
ومن أهم نتائج ثورة الإمام الخميني هي انتصار المقاومة في لبنان على أقوى قوة استعمارية في فلسطين المحتلة وذلك بفضل فتاويه الجهادية التي غيرت من المفهوم الإنبطاحي “العين لا تقاوم المخرز” . والتجربة أثبتت أن التوكل الكلي على الله سبحانه وتعالى ومواجهة العدو بما هو متوفر من الأسلحة هي الطريق إلى النصر وهي التي سلحتٌ العين لمقاومة .
وطبعا لم تتحمل أمريكا والكيان الغاصب والرجعيين العرب الهزيمة النكراء للشاه والمشروع الأمريكي .فبدأوا بالمؤامرة على إيران الإسلام ودفعوا بصدام للقيام بالعدوان على إيران قبل أن يشتد عود الثورة في أيلول 1980 واستمر العدوان حتى شهر آب 1988 . وكان العدوان بتخطيط أمريكي صهيوني وتمويل خليجي .
حاولوا تصوير الحرب بين فارسي وعربي لشد العصب القومي وأطلق صدام ” شعار حرب القادسية ” ولكن كانت المواجهة بين الإيمان والكفر .وهناك سُنة آلية بانتصار الحق؛ وانتصرت إيران .
اليوم تحتل إيران المراكز الأولى العالمية في مختلف المجالات العلمية ،الثقافية والرياضية بالرغم من المؤامرات الكونية والحصار الذي لا يزال مستمرا حتى يومنا هذا .
وتذكرني المؤامرات الكونية بمثيلاتها في اليمن . فقد كرر الرئيس السابق علي عبد الله صالح العدوان على الحوثيين ست مرات للقضاء على القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي وحركته القرآنية . لقد خافوا من سماحة السيد لأنه يريد أن يعمل بالمنهج القرآني حتى لا تكون اليمن نسخة عن إيران .
فالإستكبار العالمي لا يهاب سوى من تطبيق تعاليم الإسلام المحمدي الأصيل ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره وكان الإنتصار . فالوعد الآلهي كان ولا يزال واضحاً وجلياً :- { وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} (الإسراء81) .
لم يرق لدوائر الإستكبار العالمي إشتداد شوكة المؤمنين ؛ فقرروا معاقبة الشعب اليمني فأمروا أدواتهم في السعودية والإمارات وبعض الدول المسماة عربية بشن عدوان كوني على اليمن مع دعم صهيو-أمربكي وأوروبي وسرعان ما استجابت دول تحالف العدوان للإرادة الدولية ونفذوا عدوانهم بتاريخ 25 آذار 2015 وظنوأ أن العدوان على اليمن بمثابة نزهة. ولكن حصل ما لم يكن في الحسبان . فالبرغم من كافة المجازر الهمجية والغارات الوحشية والحصار الكلي فقد ذاق تحالف العدوان الكوني على اليمن ذل الهزيمة في الحديدة والساحل الغربي والدريهمي وحتى داخل المواقع التي كانت أراضٍ كانت يمنية في نجران وجيزان وعسير . ولم يتدخل المجتمع الدولي والأممي إلا بعد الهزائم النكراء التي تكبدها تحالف العدوان في الحديدة والساحل الغربي فكانت محادثات السويد وقرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار في الحديدة فقط .
وكما انتصرت المسيرة القرآنية في إيران ستنتصر حتماً المسيرة القرآنية في اليمن .فهذه سنة آلهية ولن تجد لسنة الله تبديلا .
وإن غدا لناظره قريب