جبل النار اسطورة جديدة لرجال الله
عمران نت / 10 / فبراير 2019م
// مقالات // عفاف محمد
لطالما كانت القدرة الإلهية ترافقهم وتهون عليهم الصعاب . ولطالما كان أبطالنا كثيري الشبه بجبالنا في صلابتها . ولطالما تغلبوا على وحشة القفار وعاندوا كل ما يجتاحهم في طريقهم مما سخره العدو من معدات بشرية وآلية . وكان دوما النصر حليف الابطال في قصص يخالها السامع خرافة . وفعلا هم أسطورة العصر ومعجزة آلهية تتجلى في انتصاراتهم وسحق العدو والحط من قدره وقدرته .
في جبل النار نسمع قصة أخرى للنصر . قصة نسجها الأبطال بعرق جبينهم الطاهر وسواعدهم الجبارة التي تتحول كل شيء يعاديها إلى عدم .
الموقع تلو الموقع ، يقتحموه بعزمهم الذي لا يلين .
هكذا هي عادتهم ، يتوكلون على الله الحي القيوم الذي لا آله سواه الذي يمدهم بالعزم والبٲس الشديد ويمنحهم السداد والحكمة ودقة التسديد .
بدافع إيماني توجهوا صوب الهدف وفي عملية نوعية لها مسارات ومهام متنوعة تخطوها بكل بسالة ، صعدوا الحبال ووصلوا للمواقع من ثم سيطروا عليها وحطموا تلك الآليات المتطورة و الثمينة للعدو وحطموا كل الأسيجة وحصدوا الرؤوس تلو الرؤوس؛ واستمروا على ذاك الحال من التٲجج البركاني حتى سيطروا على عدة مواقع بلغ عددها حوالي عشرين موقعاً .
فهل تظنون ذلك أنه مجرد كلام ؟ لا والله، فهؤلاء النشامى يصنعون بإيمانهم وأخلاقهم القرآنية المستحيل.
العقل قد لا يستوعب هذا بسهولة . كيف أن تلك الجحافل المجهزة لٲن تقاتل رجال الله تصبح لاشئ بكل ماتملك من طاقات خيالية مسخرة لكنها تصبح في خبر كان تمام عظمة رجال الله وعزمهم .
عشرون موقع في معركة واحدة..!
إحسبوها بالمنطق. سترون أنه واقع لا جدال فيه فتلك الكاميرا الحربية توثق الوقائع التى لا يمكن تكذيبها .
فقبالة جيزان حدثت هذه الٲسطورة . فخلفوا العشرات من القتلى واغتمنوا ادأسلحة متنوعة ودمروا ما دمروا من الآليات والمدرعات …
فهنا على العدو أن يدرك أمام أي قوة هو .
وكذلك أن يفهم الدرس جيدا ويعي أن زمن المعجزات لم يولِ ؛ بل أنه التٲييد الآلهي الذي يصنع المعجزات ويكون جنبا الى جنب رجال الله الصادقين المؤمنين…
سنظل أمام هذه القدرة الآلهية عاجزين عن الوصف وعن إعطاء الرجال الأشداء مايستحقون …
الحمد والشكر لله أن منحنا هذه النعم العظيمة والدروس البليغة ..فقط هو العدو الذي عليه ان يفهم جيدا ويستوعب ما يحصل ويأخذ العبر .
وهكذا تحول جبل النار لحمم بركانية إقتات على العدو وعدته وكانت برداً وسلاماً على رجال الله.. فهو جبل يبحث عن من يستحقه.