// مقالات // مالك المداني
بالأمس ومن قبيل الصدفة البحتة شاهدتُ على التلفاز مؤتمراً ضخماً يدعو للتقارُبِ بين الأديان!
حضرَه بابا الفاتيكان ورئيسُ مصر وحاكمُ إمارة دبي، كما أظن، والكثير من الشخصيات الإسْلَامية والعربية وإلى ما هنالك من بالونات وفقاعات باتت تمثل هذه الأُمَّـة التي نحن منها!
حسناً.. أنا لستُ ضد هذه الفكرة، أنا مع تقارب الأديان؛ كونها امتداداً واحداً لهدف واحد ومن مشكاة واحدة!
ولكن المثيرَ للسخرية، أن من نسّق ودعا وتبنَّى هذه الخطوة هم نفسُ الأَطْرَاف التي أباحت وأحلّت واستباحت دماء وأعراض وأرواح أَبْنَاء المذهب الشيعي أَو “الرافضة”، حَــدَّ قولهم!
مَن يدعون إلى التقارب مع المسيحية هم أولئك الذين عاثوا فساداً في سوريا وأرسلوا الانتحاريين إلى العراق وشنوا الحربَ على اليمن وشكّلوا التحالفاتِ والقوى لمحاربة الخطر الشيعي والمد الفارسي و… إلخ.!!
تخيلوا أن ذلك الملتحي الذي يريدُ الإخاءَ مع المسيحيين هو نفسُه الذي احتزَّ رؤوسَ مخالفيه من المسلمين وأَبْنَاء دينه ومِلَّتِه!
كان الأحرى بكم أن تعقدوا هكذا مؤتمر للتقارب بين المذاهب وبين أَبْنَاء الملة الواحدة قبل أن تقفزوا إلى دين آخر!
تعلموا النفاق على أقل تقدير!!
لا ينبغي لك أن تنحرَ بإحدى يديك ذاك الرافضي أَو اليزيدي أَو الكردي أَو العلوي أَو أو أَو أو؛ بحُجَّة أنه يشتمُ “صحابة النبي” أَو ما شابه..
وتصافح بيدك بالأُخْــرَى مَن لا يعرفُ ولا يعترفُ بنبيك ولا بصحابته ولا بدينه لا بك أصلاً!!
وإنْ صادَفَ وعرفه عن طريقك فإنه سوف يشتمُه ويشتمُك ويشتمُ كُلَّ مَن يحيط به كما هو حاصلُ الآن!!
دعوا سخافاتِكم هذه.. التقاربُ بين الأديان خطوةٌ ما زالت مبكرة جداً عليكم وتفصلكم عنها ملايين السنين الضوئية.
يفصلكم عنها 25 مليون يمني مسلم تسفكون دماءهم ليلاً ونهاراً سراً وجهاراً!
يفصلكم عنها الشعب السوري المسلم الذي بعتم نسائه في أسواق النخاسة!
يفصلكم عنها الشعب العراقي، والشعب الفلسطيني والشعب البحريني!
في الواقع أنه يفصلُكم عنها مليارُ مسلم من نفس أَبْنَاء ملتكم هم بحاجة إلى التقارب والتأخي ولم الشمل فيما بينهم أَكْثَــر من غيرهم!
إلى ذلك الحين دعونا نُسَمِّ الأشياءَ بمسمياتها، بعيداً عن الهيلمان والترهات الفارغة!
لماذا بتم تعقدون مؤتمرات عهركم وإنخلاسكم عن دينكم ومبادئكم وقيمكم في العلن؟!
ما القادم؟!
وإلى ما ترمون؟!