الإخوة العربية قبل الإخوة الإنسانية
عمران نت/ 8 / فبراير 2019م
// مقالات // عبدالفتاح علي البنوس
عندما يغرق الأخوة في غيهم وغطرستهم وغرورهم وعدوانهم ووحشيتهم ، ويضربون بالعلاقات الأخوية عُرض الحائط ، ويوغلون في الحقد والكراهية ، ويمعنون في صلفهم وإجرامهم ، ويتجاهلون روابط العروبة والإسلام وحسن الجوار ، ويتحولون من أشقاء إلى أعداء ، عندها فقط تأكد بأنه لا خير فيهم وأنهم عبارة عن كوكتيل من العملاء والخونة الذين ينفذون أجندة وأهداف أعداء الأمة من الصهاينة والأمريكان ومن على شاكلتهم من محتلي الأمس الذين يحلمون اليوم بالعودة إلى ماضي الاحتلال طمعاً في السيطرة على ثروات وخيرات ومقدرات الشعوب العربية التي سلَّمت أمرها لحثالة من الطواغيت والأصنام والفراعنة ، جثموا على صدورهم ، وساموهم سوء العذاب ، وجرعوهم صنوف الإذلال والمعاناة والأزمات ، في الوقت الذي يستأثر فيه هؤلاء الطواغيت بالثروة والسلطة ، ويتسابقون على تنمية ثرواتهم وتوسيع نطاق استثماراتهم في الداخل والخارج ، ويسخِّرون الأوطان بكل ما فيها من أجل مصالحهم وتعزيز نفوذهم ، ولضمان ديمومة حكمهم .
هؤلاء لا يمتلكون ذرة أخوة ، ولم نلمس منهم أي ممارسات أو توجهات تعكس روح الأخوة مطلقاً، وفي اليمن كانت السعودية والإمارات من الدول الشقيقة التي كانت تربطنا بهما علاقات أخوية حميمية خصوصاً مع الإمارات ، على اعتبار أن العلاقات مع السعودية كانت قائمة على النفاق والمجاملات والدبلوماسية والمواقف المصطنعة، في حين كان الحقد واللؤم السعودي الظاهر أحياناً والخفي أحياناً أخرى هو الطاغي على هذه العلاقة ، وهو ما تفجر غداة حرب الخليج بطرد المغتربين اليمنيين ومن ثم مشاركتهم في دعم الانفصال والتآمر ضد الوحدة ، ومن ثم مشاركتهم في الحرب على صعدة ، وسعيهم الحثيث لوهبنة اليمن ، وتوجوا حقدهم وكرههم ونزعتهم العدائية بشنهم عدوانهم الهمجي على بلادنا في 26مارس 2015ولذلك لم نتفاجأ بشنهم العدوان وفرضهم الحصار، فحقدهم على اليمن بدأ بقتل الحجاج اليمنيين في منطقة تنومة وكان الضحايا قرابة ثلاثة آلاف حاج ، ومن ثم قيامهم بشن الحرب على بلادنا في ثلاثينيات القرن الماضي ، ثم بمؤامرتهم الكبرى لقتل الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي وتواصل الحقد السعودي حتى اليوم .
ولكن المستغرب هو الحقد والكره الإماراتي الذي جاء مفاجئاً بإعلانهم المشاركة في العدوان على بلادنا وشروعهم في غزو واحتلال جزرنا وسواحلنا ومدننا ذات الموقع الاستراتيجي وإجرامهم الوحشي الذي تجاوز كل الحدود ووصل إلى حد الفجور المفرط الذي لا يمكن تخيله على الإطلاق ، وبعد كل ذلك يطل علينا مسخ الإمارات محمد بن زايد باحتضان وتنظيم الإمارات مؤتمراً أطلق عليه الأخوة الإنسانية ، ينشرون خبثهم وينفثون سموم حقدهم على أخوتهم في العروبة والإسلام في اليمن وسوريا ولبنان والعراق وفلسطين وقطر وعمان والكويت ويسخِّرون ثرواتهم لقتلهم وتدمير بلدانهم واحتلال واستباحة أرضهم وعرضهم ويذهبون لتحسين وتجميل صورتهم القبيحة بالحديث والترويج للإخوة الإنسانية !!!!
بالمختصر المفيد.. الإماراتيون أثبتوا أنهم أحقر من الحقارة ، وأتفه من التفاهة ، وأحقد من الحقد ، وأبشع من البشاعة ، وأسفل من السفالة ، لا كرامة ولا أخلاق ولا دين ولا ملة ولا روابط أو أواصر تربطهم بمحيطهم العربي والإسلامي.. تجردوا من كل شيء ، بنوا المعابد للبوذيين ، وطبَّعوا مع الصهاينة المحتلين ، وتآمروا على قضية فلسطين ، وتاجروا بالعروبة والدين ، ونافسوا في العهر والفساد إبليس اللعين.. لا إنسانية لهم ولا ضمير ، يغالطون أنفسهم ، ويضحكون عليها ، والعالم يمتصهم ويبتزهم ويجبرهم على دفع الجزية أذلاء صاغرين ، ولذا لا نقول فيهم إلا ما يرضي ربنا: عليهم اللعنة من يومنا هذا إلى يوم الدين .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .