قُدَّاس في أبو ظبي
عمران نت/ 7 / فبراير 2019م
// مقالات // عبدُالله هاشم السياني
لمن لا يعرفُ طبيعةَ الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة العربية ودوّل الخليج والدور المستقبلي للإمارات عليه فقط أن ينظرَ إلى الواقع المحيط به على المستوى الوضع الإقليمي والعربي خلال السنوات الماضية وسيجد أن هناك تحركات أدت الى تمكين دول الخليج من السيطرة على الجامعة العربية لتقودَ العالمَ العربي، ومن خلالها رأينا كيف برز الدورُ الإماراتي والسعودي داخل الجامعة وتم إخراجُ الدولة العروبية سوريا منها، في خضوع عربي غير مألوف ولا مفهوم، ثم رأينا كيف تنامى دورُ قطر والإمارات والسعودية في تحديد مستقبل سوريا والعراق وليبيا وتونس واليمن وتخريب دولها وتمزيق شعوبها .
وفي داخل دول الخليج شاهدنا كيف أُعطيت الإماراتُ مركَزَ القيادة فيها، وصارت بين ليلة وضحاها تقودُ بلدَ الحرمَين وأكبر دول الخليج وترسم لها مستقبلها وكل تفاصيل نظامها وحياتها الاجتماعية والثقافية، بل وترسم لها دورَها في اليمن وإنْ سمّتها قائدةَ التحالف والشقيقة الكبرى والجنوب، والساحلُ خيرُ شاهد، واليوم أمريكا تعطي للإمارات دوراً تخريبياً في عُمق بنية وتأريخ جزيرة العرب، ما كان الأعداء يحلمون به، واسمعوا ما نقلته الأوبزرفر البريطانية عن مبعوث الفاتيكان في جزيرة العرب عن زيارة البابا: “هذه بالطبع زيارة تأريخية؛ لأنها المرة الأولى التي يزورُ فيها أحدُ الباباوات جزيرةَ العرب، وهو الأمر الذي لم يكن أحدٌ يفكِّرُ فيه أَو يتوقعُه قبل ذلك”.