الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية
عمران نت/ 7 / فبراير 2019م
// مقالات // عبدالفتاح علي البنوس
بدعوة كريمة من رئاسة جامعة ذمار تشرفت بحضور فعالية الجلسة النقاشية التي نظمتها الجامعة والمكرسة لمناقشة مسودة الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة والمقدم من قبل المجلس السياسي الأعلى ، والتي تعد ترجمة لمضامين مشروع الرئيس الشهيد صالح الصماد “يد تحمي ويد تبني” ، الجلسة النقاشية التي حضرها الدكتور ياسر الحوري أمين سر المجلس السياسي الأعلى ، قدم خلالها الأخير عرضا موجزا لأهم محددات ومراحل ومحاور الرؤية الشاملة التي سيتم تنفيذها على ثلاث مراحل.
المرحلة الأولى تمتد من 2019إلى 2022والمرحلة الثانية من 2023 إلى 2026 والمرحلة الثالثة والأخيرة من 2027 إلى 2030م، الدكتور الحوري وضع النقاط على الحروف وقدم مضامين مسودة الرؤية الوطنية بطريقة علمية سلسة عكست الجهد الذي بذل خلال مرحلة إعدادها وتجهيزها حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن ، كمسودة مطروحة على مختلف الجهات الحكومية والحزبية والنخب السياسية والأكاديمية والإدارية ومختلف مكونات وفئات المجتمع اليمني لمناقشتها وتشذيبها وتقديم الملاحظات والإضافات التي من شأنها الإلمام بكافة الجوانب والمجالات وتنقيتها من أي هفوات أو تجاوزات أو شطحات ، لتظهر في صيغتها الأخيرة ، كمشروع سياسي وطني يمثل كافة القوى والمكونات الوطنية ، يهدف إلى بناء الدولة اليمنية التي ينشدها الجميع .
رؤية شاملة لكافة الجوانب والمجالات تمت صياغتها بنفس وطني ، لا يخدم طرف على حساب آخر، ولا يستهدف أي مشاريع حزبية أو سياسية خاصة، رؤية تضع كل اليمنيين أمام مسؤولية وطنية لإنجازها على أرض الواقع، ليلمس الجميع ثمارها، والكرة اليوم في ملعب القوى المرتهنة للعدوان والمطالبة بالتحلي بالمسؤولية والتعاطي بمسؤولية وطنية مع مضامين هذه الرؤية ووضع نهاية لعمالتهم وارتهانهم للخارج، والوصول إلى قناعة بأن حل الأزمة اليمنية لن يكون إلا من الداخل، بتوافق اليمنيين وقطع الأيادي الخارجية التي تعبث بأمن واستقرار اليمن وتسعى لتمزيقه وتفكيكه واحتلاله ونهب واستغلال ثرواته، وقد تكون هذه الرؤية منطلقا للدخول في حوار يمني – يمني يستوعب كافة وجهات النظر التي لم تتطرق إليها الرؤية مع الأخذ بعين الاعتبار مخرجات الحوار الوطني التي تم التوافق عليها وحظيت بالإجماع الوطني، قبل أن ينقلب عليها الدنبوع هادي ولوبي العمالة والارتهان للخارج بمحاولة تمرير مشروع الأقلية وفرضه على اليمنيين قسرا رغم أن التوافق كان أحد أهم شروط المصادقة على مخرجات الحوار الوطني .
بالمختصر المفيد، مسودة الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة بمضامينها الوطنية تمثل ثورة عامة في مختلف المجالات وعلى مختلف الأصعدة، وعلى الجميع التفاعل معها ، وتقديم الملاحظات والمقترحات بشأنها، لتصبح شاملة، ويحظى الجميع بشرف المشاركة في صياغتها، والمشاركة في بناء الدولة اليمنية الحديثة، وفاء لدماء الشهداء وتضحياتهم العظيمة ومآثرهم الخالدة وفي طليعتهم الرئيس الشهيد صالح علي الصماد رضوان الله عليه وعلى كافة الشهداء، الذي أعلن في الـ26من مارس من العام المنصرم مشروعه الوطني الذي جمع فيه بين حماية الوطن ومواجهة الأخطار المحدقة بالبلاد، وبين المضي في مسيرة البناء والتحديث والتطوير والتعمير في حدود ما هو متاح من الإمكانيات حتى يكتب الله النصر والتمكين على تحالف قرن الشيطان اللعين ومرتزقتهم المنافقين ومن دار في فلكهم أجمعين .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .