ربيع الله وربيع أمريكا
عمران نت/ 4 / فبراير 2019م
مقالات – أشواق مهدي دومان
وأطلّت الشّمس كأجمل آية للوفاء ،فاتحة نوافذها من علو ترنو الشّتاء الذي يتّصف أيضا بالوفاء فهو و إن قسى علينا ببرودة أنفاسه لكنّه ترك بقيّة من آثار رياح سبتمبر الواعدة ،سبتمبر الثّورة القرآنيّة ..
ذلك الشّتاء الذي بدأ يلملم أوراق سفره بتواضع ؛ ليتيح و يبشّر بفصل أجمل يخلفه وهو الرّبيع ،ليس ذاك الرّبيع من سمّتة أمريكا و من معها( الرّبيع العربي) بل هو ربيع الله الذي لا يخضع لمبادرة خليجيّة ،ولا يركع لمجلس أمن ،ولا ترخّص له أمم متحدة ، ولا تفكّك جيوشه ليتم شرذمتها ؛ ليكون بداية تسليم الأوطان للسعوصهيوأمريكا تحت مسمّى داعش ، والقاعدة ،والنّصرة ،ومشتقّاتها ،والتي تزهر فكرا أسود يخيّم على الأفئدة التّابعة لهم ،وهم من تهاوت أوطان بجور عمالتهم ،وبذلك تمّت الإساءة للرّبيع الإلهي ،و تمّ انتحال شخصيته الزّهراويّة المشرقة ،وهو الرّبيع المحمي من خالقه وموجده ،ولن يطاله ظلم المستكبرين ،فهو في كنف الله زمنا وآية تأتمر بأمر الله (سبحانه) و الذي لو كان تابعا لأمريكا وإسرائيل لحُرِمت اليمن منه ،وما سمحوا له بأن يحلّ ضيفا حبيبا عليها ،و قد كشف رجالها الأنصار عن عدوّ الرّبيع الإلهي ،وهي أمريكا التي استغلت اسم الرّبيع بما أسمته ثورات ؛ لتمهّد لربيع إسرائيلي فكان ربيع أمريكا هو العملاء والمرتزقة الذي من خلالهم تغرس شجرة إسرائيل في قلب الوطن العربي زقوما ، فيتحدّى ترامب ربيع الله القاضي والرّاضي بالأقصى مسجدا مباركا ،و ليس بِيعة يهود ،ولا صومعة نصارى ،ولا كنيسة ولا محفل ماسون ..
نعم : صرّح الله بأن القدس عربيّة إسلاميّة فقد حدّدها في قرآن نزل على سيّد الأولين ، والآخرين مسجدا لاغير المسجد ،وجعله مباركا ،وبهذا فقد ردّ على كلّ من ينعق ويتزلزل ،و ينحاز لإسرائيل في أنّ الحقّ لإسرائيل في القدس والأقصى الشّريف ،،
فهناك وقد تمّ تطبيع قلوب عملاء أمريكا وإسرائيل وطبعهم وإقناعهم أنّ الأقصى لإسرائيل وأنّه كان في أورشليم هيكلا لسليمان ،وأنّ إسرائيل صاحبة الحق والأرض ،لأدعو منهم من يتقنّع بالإسلام ( كالأخوانجيّة و الوهّابيّة ) ، وهو في قرارة نفسه متأسرل ،متأمرك ،متسعود ،
أدعوه بأن يفتح القرآن الذي يدّعي أنّه دستوره ،ويقرأ سورة الإسراء بل يقرأ أول آية منها فقط ،وليكتفِ فلربّما تحذّره أمريكا من قراءة ماينادي للجهاد ضدّ اليهود ،وما يوضح لهم من العدو الحقيقي للإسلام فتزول غشاوة القلب وغلفه وجهله ، وحمقه و غبائه ، ودياثته فيقرّ بأنّ عدوّ الإسلام والمسلمين بل عدوّ الله و رسله وخاتمهم محمّد ( صّلى الله عليه وآله وسلّم) هم اليهود ومن بعدهم الأعراب ،و ليس عدوّ الإسلام الحوثي ،و لا أنصار الله، ولا الشّيعة ،و لا حسن نصر الله ،و لا الخامنائي ، و لا الخميني ،و لا أحفاد رسول الله ،و لا نسل رسول الله ،ولا سلالة رسول الله ،ولا فكر رسول الله ،ولا آل بيت رسول الله ،ولا أتباع رسول الله ،الذي هو حبيب الله ،من اسمه مكتوب على عرش الرّحمن ،وهو ربيع الكون ورحمة الله للعالمين ،
رسول الله النّور و من عاداه هو الظلمات ، لعل العملاء و الخونة يستفيقوا من غفلتهم ،و يعلموا أنّ ربيع الحقّ هو محمّد و ربيع رجاله هم أنصاره ،وهنا في اليمن أحفادهم ،وهم من سيؤسس لربيع حقيقي يعمّ الكون المأسور من أمريكا التي قال رئيسها : أن لا قدس للإسلام وللعرب ،وأن لا أقصى بل هيكل لليهود ،وأعلن أن يُغلق ملف فلسطين بقراره ذاك ،في حين سكت العرب جميعا و كانوا كالنّعام تدسّ رأسها في التّراب ،لكنّ صقرا يعربيا رفرف بجناحيه الذي توسّم فيهما رسول الله بالخير ،حين دعا بالبركة في اليمن و الشام ،تلك البركة المرتبطة ببركة المسجد الحرام والمسجد الأقصى ،فكانت بركة رسول الله من بركة الله ،فحبيب الله هو محمّد الذي قال :”اللهم بارك لنا في يمننا وشامنا”
ودعوة رسول الله بالبركة قائمة لمن ينصر دينه ،و مقدساته ،ومنها مسراه الشّريف ؛ لا من ينصهر مع مغتصبي المسرى عملاء صامتين ،كأنّ على رؤوسهم الطّير ،
لنقرأ الواقع بإنصاف ودون انحياز فنقرأ معه : أن لا مخيف لأمريكا وإسرائيل من العرب إلّا رجلان هما :
1- قائد الثّورة اليماني / السّيّد عبدالملك بدر الدّين الحوثي ( أنصار الله ).
2- قائد المقاومة الشّامي / سماحة السّيّد حسن نصر الله ( حزب الله).
وهما قطبا الموجة التي تخشاها إسرائيل ،فهما من يقاتلا بعقيدة معاداة من عادى الله ورسوله ،وموالاة من والى الله ورسوله ،بمعنى أنّ انطلاقتهما قرآنيّة محمّديّة ،ومن معهما من مكوّنات وحركات و أمّا العرب فليس إلا بشّار الأسد وجيشه ،والعراق وحشده..
و تحت لواء هذين القائدين ( الحوثي ونصر الله ) سيعود ربيع الأرض جميلا ،و سيعيش بيننا جميلا ،وسنستشعر جماله ونستشعره بانتصارات رجال الله ،
وستزهر براعمه قوة ،وتمكينا ، وعزّة، وشموخا ،وسيعترف به العالم بأنّه الأصدق ، والأجمل ، و لعلّه سيكون كربيع الكون ،سيكون الفصل الموعودة به الحياة ،ذلك المحبوب من جميع الأحرار ،و الذي قد يبغضه تكفيريّ ، أو يخونه زعيم ،أو يؤيد و يبارك و يستدعي جبانٌ ومرتزق من يرحّله ،أو يحرّض عليه بطل ارتزاقي فيسبوكيّ ،أو يجتمع عليه حقد أكثر من عشرين دولة لتزهق روحه ..
ومع ذلك سينتصر ،وينتصر ،فهو ربيع تأييده من الله الحقّ ،والحق لا ولن يزهق.