بعد 40 يوماً من اتفاق السويد .. هدنة الحديدة إلى أين؟
عمران نت/ 26 / يناير 2019م
مضي 40 يوماً على اتفاق السويد بين الوفد الوطني ووفد حكومة الفار هادي لوقف اطلاق النار في الحديدة في ظل الخروقات المستمرة لقوى العدوان ومرتزقته والتدخلات السعودية الإماراتية في شؤون اليمن. وفيما شدد المبعوث الأممي مارتن غريفيث على ضرورة تنفيذ اتفاق الحديدة من قبل الطرفين أكدت صنعاء ان قوات الفار هادي ارتكبت 3558 خرقاً منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
تشير الوقائع في اليمن إلى أنها ما زالت دون تغيير منذ اتفاق السويد. ويعيش اليمنيون ظروفاً إنسانية صعبة للغاية في نقص شبه كامل لأساسيات الحياة وتحذيرات أممية من تدهور الأوضاع أكثر في ظل انتهاكات كبيرة ضد المدنيين من قبل المليشيات المدعومة من قبل الإمارات والسعودية.
وقضى الاتفاق بالوقف الفوري لإطلاق النار في الحديدة، وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى وانسحاب جميع القوات إلى خارجها والالتزام بعدم استقدام أي تعزيزات عسكرية للمدينة. كما قضى بتسليم المدينة للسلطة المحلية والموانئ لقوات خفر السواحل وتشكيل لجنة مشتركة من الطرفين لتنفيذ الاتفاق برئاسة الأمم المتحدة.
وأقرّ مجلس الأمن أواخر ديسمبر تشكيل اللجنة برئاسة الجنرال الهولندي باتريك كاميرت لمراقبة وقف إطلاق النار في الحديدة الذي دخل حيز التنفيذ يوم 18 من الشهر ذاته وتنفيذ اتفاق الانسحاب. وفي جلسة أخرى منتصف يناير أقر المجلس بالإجماع إضافة 75 مراقباً أممياً لتنفيذ الاتفاق.
وقبل انتهاء مشاورات السويد بيومين تبادلت الاطراف اليمنية قوائم بأسماء 16 ألف أسير على أن يتم الإفراج عن كل الأسرى في 20 يناير عبر مطاري سيئون وصنعاء بوساطة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر وانقضى الموعد المحدد وسط تبادل للاتهامات بين الطرفين حول المتسبب بعرقلة الاتفاق.
لكن يبقى ملف الأسرى هو الأقرب حتى اللحظة للتنفيذ حيث بدأت اللجنة الدولية للصليب الأحمر وهي الوسيطة في تنفيذ الاتفاق بالتهيئة لتبادل الأسرى وأوفدت 15 موظفاً لأجل العملية واستعدت بطائرتين لنقل الأسرى.
وكانت مشاورات السويد قد جمعت الاطراف اليمنية على تفاهمات حول ملف تعز قاضية بتشكيل لجنة مشتركة من الطرفين تضم ممثلين من المجتمع المدني وبمشاركة الأمم المتحدة، لمعالجة الوضع في المدينة اتفقوا على تسليم الأسماء إلى مكتب المبعوث الأممي في موعد لا يتعدى أسبوعاً من تاريخ انتهاء المشاورات لتحدد الأمم المتحدة موعد ومكان الاجتماع الأول للجنة المشتركة وخلال الاجتماع ستقوم اللجنة بتحديد صلاحيتها وآلية عملها.
واتفق الطرفان على عقد جولة جديدة من المشاورات، قد تكون السادسة بينهما منذ اندلاع الحرب مطلع 2015 على أن يكون موعدها نهاية يناير/ كانون الثاني الجاري. لكن حتى اللحظة لم يحدد لها أي موعد ولم تبدِ أي دولة استعدادها لاستضافتها. وكانت تقارير سابقة رجحت بأن تكون الكويت هي مقراً للجولة الجديدة.
من جانبه، أكد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة مارتن غريفيث حرص الأمم المتحدة على تنفيذ اتفاق السويد الخاص بالحديدة كونه يشكل مدخلًا لإجراء مشاورات قادمة. وأوضح أن لدى الأمم المتحدة خطة متكاملة لتجنيب الحديدة الحرب معربًا عن تطلعه لإحراز تقدم بخصوص ملف تعز.
كما اكد قائد الثورة السيد السيد عبد الملك الحوثي في كلمة له تمسك حركته باتفاق السويد قائلا: “حاضرون للسلام المشرف وأثبتنا هذا في السويد مؤخرًا وفي كل الجولات السابقة”.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ضرورة ضمان تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة غرب اليمن. وقال غوتيريش في حوار مباشر على موقع “فيسبوك” خلال مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس: “إن الحوار أداة أساسية لحل المشاكل”. وعبر الأمين العام للأمم المتحدة عن “الأمل في تحقيق تقدم باتجاه الحل السياسي والعملية السياسية لإنهاء القتال في أرجاء اليمن”.
وقال دبلوماسيون في الأمم المتحدة طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم، لوكالة “رويترز” الجمعة إن الأمم المتحدة تعتزم تعيين الميجر جنرال الدنماركي مايكل أنكر لوليزغارد بدلاً من الجنرال كاميرت الشهر القادم والذي يعتزم التنحي من منصبه هذا الشهر دون أسباب واضحة.
وعجز كاميرت عن تنفيذ مهمته كما قالت حكومة صنعاء وهو منذ اليوم الأول شكل العقدة الأبرز في تعثر اتفاق وقف إطلاق النار بالحديدة رغم تقارب الطرفين في بعض اللقاءات التي جرت برعاية اللجنة الأممية في الحديدة.
وكشف رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام بأن الجنرال كاميرت مثّل العقدة الأبرز لتعثر اتفاق الحديدة يضع بداية العد التنازلي لإنهاء مهمته كرئيس للجنة المراقبين ما لم يعد إلى حدود مهمته وهو تطبيق بنود اتفاق استكهولم على الأرض وليس إجراء حوار جديد بشأنها أو التطبيق الانتقائي.
ومضى الجيش اليمني واللجان في تنفيذ إعادة الانتشار من ميناء الحديدة بشكل أحادي لدعم الاتفاق وبناء الثقة في الوقت الذي ظل كاميرت يطالب إلى تأجيل