حقيقة الأم ما بين شمال اليمن وجنوبه!!

عمران نت/ 26 / يناير 2019م

بقلم /إكرام المحاقري

هل هو فشل مجتمعي ام هو مرض سرطاني خبيث إنتشر في أرجاء المعمورة الصغيرة ليطمس بذلك على قطعة الحنان التي زرعها الله في قلب “الام ” وأنبت منها الحب والعطف والإطمئنان!!

وها هو المجمتع نفسه يتغنى مادحا “الأم” وجاعلاً منها ديمقراطية حاكمة فيه ، وما بين ذلك وذاك هنا “جنة عرضها السموات والأرض ” جعلها الرحمن تحت أقدام “الأمهات”.

فما الذي غير الحال!! وما الذي جعل من الامور السوية أموراً شاذة ؟!!وما الذي جعل من صوت الحنان واللين والعطف صوت نشاز ؟!!!! وما الذي جعل من قطعة من كبد ” أم” قطعة مشؤومة مرمية في قفار الصحراء!!

“عن الأم في الجنوب أحدثكم ” مالي لم أعد أرى فيكن حكمة ولا ورعا ولا دينا ولا تقوى ولا حتى ذرة من العقل والفطنة.

وكيف تسمحن لأنفسكن أن تبذلن فلذات أكبادكن سلعة رخيصة في سبيل الظالمين ، وأين هو الحنان يا منبع الحنان ، وأين الحكمة يا قطعة من يمن الإيمان والحكمة.

هاهم أولادكن اليوم يتساقطون قتلى . ولن نقول شهداء لأنهم لم يسقطوا في سبيل الله بل سقطوا في سبيل ثلاثي الشر أمريكا ، إسرائيل والسعودية العميلة “. وفي سبيل تمدد المشروع الصهيوني الغاصب في المنطقة . وفي سبيل أن يحتل الغزاة أرض اليمن ويغتصبون عرضها ، وينهبون خيراتها ، بينما تحصدن أنتن الفتات مقابل دماء أبنائكن!!!!

لما كل ذلك! ! ومن أجل من!!! وماذا كسبتن من ذلك غير الويل وذرف الدموع ؛وحالكن يرثى له بل تتقطع له القلوب وتنكسر له الأفئدة.

وحين نقارن بين حال “الأم ” في شمال اليمن الحر ، وبين حال “الأم”في جنوب اليمن المحتل، فإننا نجد فرقاً كبيراً .

ف”الأم ” في شمال اليمن ، أصبحت اليوم جبهة متكاملة العتاد تواجه قوى العدوان الغاشم على وطنها بقوة إيمانها وبصلابة مواقفها وإرتقاء ثقافتها القرآنية.

تبذل أبنائها من أجل عزة وكرامة دينها ووطنها ، وحفاظا على شرفها وعفة عرضها . تحتفل وتفتخر بشهادة أبنائها ، وتقدس دماءهم ، حتى أنها تحظى بشرف تقبيل جثثهم وإحتضانها قبل الدفن ، وتحظى بضريح طاهر تزوره كلما أفتقدته نفسها.

وأما عن حال “الأم ” في الجنوب فقد أصبحت اليوم لا تستطيع أن تميز بين الخبيث والطيب ، فأصبحت حالتها حالة التخبط والهوان ، تساند المحتل وتقبل به وتبذل من أجله التضحيات ، فيقابل لها كل ذلك بما لا يليق بها!!

يسلبها حقها وينتهك عرضها ويغتصب كرامتها وشرفها وعفتها ، ويسلبها أبنائها ليكونوا جيفاً مرمية في صحاري الجمهورية اليمنية ، تشمئز منها حتى الكلاب الضالة الجائعة.

نعم هذا هو الحال في الجنوب ، لا تكريم ولا كرامة ، لا دنيا ولا آخرة ” فمن كان في هذه أعمى فها في الأخرة اعمى وأضل سبيلا “.

وأما عن الأمهات اللواتي قطعن ثيابهن وذرفن الدموع عند سجون ومراكز عسكرية للمحتلين يردن بذلك جثث أبنائهن ، ولم يجدن متعاوناً ولا مغيث لنداءهن ، نقول لهن بلسان يتلفظ الحزن والأسى :- فمن يزرع الشوك لا يحصد إلا شوكاً.

نعم نساء الجنوب قد زرعن الشوك وقبلن بشوك المحتل ، ورغبن في وعوده الشيطانية التي هي وعد من لا يمتلك شيئا ، وها هن اليوم يدفعن ثمن ذلك فلذات اكبادهن وشرف بناتهن وكل ما يمتلكنه ، بل أصبحن وكأنهن لا يمتلكن شئ !!!!

نعم اليمن ينزف ويتألم لكن!! ليس من المعتدين فحسب فأمرهم محسوم بالخيبة والهزيمة لا محالة ، لكنه ينزف من حال أبنائه الذين باعوه وفرطوا فيه وراهنوا بنفوسهم لمن أراد لهم الهلاك.

كلمة أخيرة أوجهها الى “الامهات” في الجنوب ، فلتكنّ مجتمعا صالحاً ولتكنّ منتجا لأجيال أحرار لايبقبلون بالإستعباد ، ولتجعلنّ من أخواتكنّ في الشمال منهجا تتبعنه في الصبر والحكمة ، ولا تركنن إلى الشيطان ” أمريكا إسرائيل والسعودية ” فأنتن بذلك تركنن إلى ركن هو أوهن من بيت العنكبوت.

وجب عليكنٌ أن تكونن في مقام الندم والرجعة إلى الله تعالى ، نعم فالمرأة ليست نصف المجمتع كما يقال بل المجتمع بأسره
لكن !!!إذا فسدت فسد وأن صلحت صلح ، ولكن الحرية في أين تضعنّ أنفسكنّ لأن الجنوب قد أصبح فاسدا ومفسدا ولا كرامة فيه.

فالجنة تحت أقدام الأمهات فلا تجعلنّ تحت أقدامكنّ النار والهوان.

مقالات ذات صلة