موقف الأعداء من أبناء هذه المسيرة {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}
عمران نت/ 17 / يناير 2019م
من هدي القرآن الكريم
الأمة منذ جاهليتها الأولى ومنذ نور الإسلام حينما بزغ في مهده في بدايته في فجره إلى الآن بدأت الآن تعود أو تدخل في مرحلة خطيرة جداً هي الجاهلية الأخرى التي هي أشد من الجاهلية الأولى.
خطر شامل على الأمة في دينها في إيمانها في كرامتها في عزتها في سلامتها في نجاتها، فلذلك الأعداء قوى النفاق قوى النفاق من حكومات وأنظمة وجيوش ومن يلف لفهم ومن يلف معهم ويدور في فلكهم من داخل الشعوب من ذوي الأطماع والأهواء وعباد المال هم تحركوا ليفرضوا مشروع العمالة ومشروع الاستسلام والتطويع للأمة لصالح أعدائها، لصالح أمريكا وإسرائيل بالقوة.
هم المبتدؤون بعدوانهم وهم الساعون لفرض حالة النفاق والتطويع لأمريكا بالقوة فواجهوا هذا المشروع، مع أنه بطابعه بدأ مشروعاً سلمياً بكل وضوح، ولكنه كشف زيفهم، وأوضح ما هم عليه من الباطل والادعاءات الكاذبة، كشف قناع الخداع الذي يمارسونه على الشعوب، لم يعد هناك حرية كلمة ولا حرية تعبير، ولم يعد هناك ديمقراطية ولم يعد هناك قبول بالأخر، كل العناوين التي كانت لمجرد الخداع ليخادعوا بها الشعوب انكشف أنه لا أساس لها في ممارساتهم أمام هذا المشروع.
خمس كلمات لم يطيقوها ولم يتحملوها وواجهوا الهاتفين بها بالسجن والاعتقال أولاً في سجون صعدة من جامع الإمام الهادي, وفي صنعاء من الجامع الكبير حتى امتلأت سجونهم, ومن ثمَ عندما وجدوا أن السجون لم تقدر أبداً على إسكات هذا الصوت الحر, هذا الصوت الصادق, هذا الصوت الإيماني, هذا الصوت المسئول, هتاف الحرية هتاف البراءة, عمدوا إلى شن الحروب وإلى ممارسة جبروتهم وطغيانهم, ولم يألوا جهداً ـ حقيقة ـ لم يألوا جهداً في طغيانهم وعدوانهم, لم يتورعوا عن شيء أبداً, ولكنهم أيضاً افتضحوا أكثر, ما مارسوه من الطغيان والإجرام وبشاعة العدوان كان شاهداً على سوء ما هم عليه, على سوء على السوء والقبح لحالة العمالة, لحالة النفاق, لحالة الولاء لليهود والنصارى, لحالة الولاء لأعداء الإسلام, كيف يتجرد الإنسان حتى من القيم الإنسانية الإنسانية.
كشفوا عن مدى طغيانهم وإجرامهم وعن الأثر السيء لعمالتهم فكنا نشاهد في كل الحروب الماضية في كل الحروب الماضية منذ الحرب الأولى كيف كانوا طغاة جبابرة لا رحمة فيهم, ولا إنسانية فيهم, ولا شرف فيهم, وليس لديهم أي قيم أبداً, كانوا يستهدفون الرجل والمرأة والكبير والصغير والطفل, لم يتورعوا حتى عن قتل الأطفال, على سنَّة من آل فرعون, على سنَّة من آل فرعون.
وكانوا يهدفون إلى ممارسة الإبادة الجماعية للقضاء على أكبر قدر ممكن من الناس، لم يتورعوا عن مواجهة المؤمنين المؤمنين الذين ما كان لهم من ذنب إلا أنهم انطلقوا في مواقف إيمانية، مواقف فرضها إيمانهم طاعتهم لربهم {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}(البروج:8) وأصبحت كلمة: ((الله أكبر)) جرماً عندهم عندما تطلق في مواجهة الطغاة والمستكبرين في العالم؛ لأنهم يريدون أن تكون أمريكا هي الأكبر في قلوب الناس, وفي رؤية الناس, وفي تفكير الناس, وفي طاعة الناس.
فواجهوها بالعدوان, وواجهوها بالطغيان, وأرادوا إسكاتها, وأرادوها أن لا تقال في مقام عز ولا في إطار موقف حتى لا يستأ منها الأخرون من أولئك الذين يتولونهم ويرون فيهم آلهة يطيعونها من دون الله, ويجعلون أمرها فوق أمر الله. لم يكونوا أبداً يتفهمون أن لنا حجتنا في موقفنا أننا ننطلق في موقفنا الحق والصادق والعادل على أسس صحيحة، هذا مشروع عظيم ينطلق على أساس هدى الله, على أساس توجيهات الله, على أساس أوامر الله سبحانه وتعالى, لم يكن عندهم أي تقدير لهذا الكلام والموقف ؛ لأنهم لم يعودوا يروا في هذا العالم إلا أمريكا.
ملأت أمريكا قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وتفكيرهم فاستصغروا كل شيء, وأصبح التقرب إليها هو الهم الأكبر لهم, وكانوا مستعدين في سبيله أن يعملوا أي شيء, أن يقتلوا أن يدمروا أن يعتدوا, ولم يعودوا يعطون أي اعتبار لأي روابط, لا روابط شعبية أننا شعب واحد, بلد واحد, أمة واحدة, ننتمي جميعاً إلى الإسلام, كل هذا لم يعد مهماً عندهم, استعدوا وفعلوا ذلك أن يقتلوا ابن شعبهم, ابن أمتهم, ابن دينهم حينما عارض هيمنة أمريكا عليه, أرادوا أن يكون الموقف من الجميع هو الخضوع لأمريكا الخضوع المطلق, وعدم حتى الاعتراض على هذه الهيمنة الأمريكية والمشروع الشيطاني الخطر على ديننا, على عزتنا, على شرفنا, على كرامتنا , على عرضنا, على أرضنا, على ثروتنا, على عزتنا, على كل شيء, ظلم ظلم كبير وطغيان كبير.
فشهداؤنا العظماء هم وقفوا في وجه مشروعٍ شيطانيٍ لقوى النفاق والكفر كان يراد له أن يفرض بالقوة وأن تهيء له الساحة، أن تهيء له الساحة، أرادت الحكومة الظالمة الجائرة الفاسدة أن تهيء واقع الشعب اليمني ليكون متقبلاً لأي نشاط وأي عمل وأي مساعي وأي مخططات وأي أساليب لتدجين هذا الشعب وإخضاعه لأمريكا، وفي المقابل كانوا في حالة جهوزية تامة أن من يعترض على هذا يقتل يدمر يستباح, لم يبقَ له لا حقوق ولا كرامة, وتضيع كل العناوين تجاهه, لا حقوق إنسانية ولا حقوق مواطنة ولا أي شيء, ولا أي شيء.
وشهداؤنا العظماء وقفوا في وجه مشروع مشروع التدجين والعمالة والنفاق الذي أراد الأعداء فرضه بالقوة, فحاربوا أي موقف يعترض عليه وعادوه واستخدموا في مواجهته القوة والعنف.
ما يميز أيضاً شهداءنا العظماء أنهم منذ البداية منذ الحرب الأولى مع أخوتهم من المؤمنين وقفوا في ظروف معروفة ظروف استثنائية, ظروف كان السائد فيها الخوف والرهبة والهيبة الكبيرة للظالمين والطغاة, ظروف لم يكن الناس يعتادون خصوصاً في شعبنا على تقديم الشهداء في سبيل الله, على التضحية على تحمل التضحيات الكبيرة والمشاق الكبيرة والمكائد الكبيرة والمعاناة بكل أشكالها, التضحية بكل أو بأكبر مستوى بالنفس بالرجال بالناس, انطلقوا في مرحلة كان يهيمن فيها سلطان الخوف حالة الخوف الكبيرة من جبروت الظالمين وطغيانهم فوقفوا في تلك الظروف وتحرروا من قيود الخوف وتحرروا, لم يؤثر فيهم ارجاف المرجفين, ولم يؤثر فيهم حجم الجبروت وحجم الطغيان الكبير, وقفوا بكل إباء بكل عز بكل صدق بكل اخلاص, بشجاعة عالية وثبات عظيم قدم الصورة الحقيقية والشهادة العظيمة لعظمة القرآن, وعظمة أثر القرآن في الإنسان.
ما يصنعه هدى الله في نفسيتك كإنسان مسلم من قيم عظيمة من عز وإباء وثبات وشموخ وتفاني وما إلى ذلك. شهداؤنا العظماء في الظرف الذي كان فيه الكثير من الناس حتى من المحسوبين على الدين والتدين يعيشون حالة من الخوف واليأس والإحباط والمحدودية في الموقف تحركوا هم بكل إيمانهم للعطاء بكل شيء, لتقديم النفس قرباناً إلى بارئها العظيم إلى ربها ومولاها, قدموا الصورة الحقيقية للإيمان للإسلام للقرآن, قدموا المواقف الحقيقية كيف يكونوا أولياء الله في ثباتهم في عطائهم في صمودهم في مواقفهم المشرفة.
في مرحلة وصلت فيها حالة الخوف من الطغاة والمجرمين والمتجبرين والمستكبرين لدرجة نسي فيها الكثير من الناس الخوف من الله, نسي فيها الكثير من الناس الخوف من الله وامتلأت قلوبهم بالخوف من الأخرين, لكنهم بأثر القرآن وأثر الإسلام برزوا في ميدان الصراع متميزين بأنهم تحرروا تماماً من الخوف من الطغاة والمتجبرين, وملأت قلوبهم المخافة من الله سبحانه وتعالى.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد:
عبد الملك بدر الدين الحوثي/ حفظه الله.
بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة للشهيد
بتاريخ:13/جماد أول/1434هـ.