الوهابية جبهة التضليل الديني
عمران نت/ 13 / يناير 2019م
بقلم / سعاد الشامي
التضليل الديني أو إغواء الناس بإسم الدين سياسة من سياسات الباطل في مواجهة الحق ، وكان إبليس هو أول من مارس سياسية التضليل الديني ضد الانسان وذلك عندما حز في نفسه ما آل اليه حال آدم وقد سكن الجنة وصار يتمتع بما فيها من كل ما تشتهي الأنفس ، وتلذ الأعين ، بينما هو مطرود من رحمة الله ، ومبعد عن الجنة ، فقرر وهو يتربص بآدم وزوجه النكاية بهما مستخدما الخطاب الديني ( مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا ) جاعلاً من ذلك مدخلاً لحملة الاغواء الأولى؛ ومستخدما الإغراء بالصفة الملائكية بما فيها من عبادة خالصة لله ووسيلته لذلك التضليل .
ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم ما زال التضليل الديني الإسلوب الأكثر إستخداما في غواية البشر وإقعادهم عن صراط الله المستقيم والوسيلة الأنسب لتحقيق الأهداف الجوهرية التي تدور حولها حيل ومكائد الشيطان وهو من توعدهم بالغواية، ليشاركه اليوم ذات المهمة أولياؤه من اليهود و الأمريكان ومن والاهم من المسلمين والذي قال الله فيهم ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّوا السَّبِيلَ (النساء-44) ، فالإنسان بطبيعته متدين وبفطرته يميل الى الإيمان ، لذلك استمروا في التزييف للكتب السماوية والتحريف للشرائع الآلهيه في كل الأمم البشرية ، ولذلك كان لا بد للنظام الاستكباري العالمي البريطاني الأمريكي وبرغم كونه نظام علماني إمبريالي أن ينزع القداسة والكرامة الإنسانية ، فكان لزاما عليه وهو يسعى الى تحقيق هدفه في الهيمنة العالمية واستعمار الشعوب اللجوء الى وسيلة التضليل الاولى بإستخدام الدين ، وما كان ليتحقق له ذلك إلا بعملية اختراق وتسلل إلى عقول وقلوب الأمة عبر منظومة يتحكم بها من داخل الأمة التي تحمل لواء الدين وترفع الشعارات الاسلامية لتقوم بعملية التضليل ؛ فتبدأ بتفريغ الرسالة السماوية من القيم السوية وتنتهي بعملية التعبئة الخاطئة ، وقد نجح في ذلك عن طريق إنتاج الوهابية كجماعة لا مذهب لها ولا مرجعية معتمدة وتقديمها للمسلمين بصورة مزخرفة بالمال ومسميات جذابة بالمظاهر وهي في الحقيقة حصان طروادة وفي داخله الضلال .
فاليوم ونحن في نهاية العام الرابع ودول العدوان تمارس على يمن الإيمان أبشع الجرائم الإنسانية وتنتهك حرمة النفس البشرية بفتاوي وتبريرات علماء الوهابية وباساليب تضليلة شيطانية ، بثت سمومهما بين الشعوب العربية والإسلامية حتى استساغ لهم مثل هذا الإجرام ورضوا لأنفسهم بذل الصمت المقيت ، بعد أن تفرغت مشاعرهم من الإحساس بمظلومية الشعب اليمني!
قد تكون هذه السياسية هي الأقل تكلفة والأسرع مفعولا بالنسبة لهم، ولكنها سياسية الجبناء وملاذ العاجزين ، وهي التي أجزم الله بفشلها بقوله (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (التوبة_32) ، فكلما تفنن علماء السوء في إلباس الحق بالباطل وأصابوا أفئدة الناس بالعمى وأبعدوهم عن ملامسة الحقائق الساطعة ، كلما سطع نور الحق السماوي وكشف زيف إدعاءتهم، وعرّى خبايا السوء المتغلغة في ثنايا صدورهم، وظهروا أمام العالم بتلك الصور المقززة.