“عسيري والجبير” وسيلحق الباقون، و”اليمنيون باقون”
عمران نت /28/ديسمبر 2018م
بقلم / فؤاد الجنيد
ليس تشفيا، لكنه الحق عندما ينتصر، والحقيقة عندما تنجلي، ولن يكون مصير أركان النظام السعودي بمعزل عن هذه المقدمات. قتل ونفي، وجرم وتبرير، وإفتراء وتضليل، وشراء مواقف بالمال، وتكميم أفواه العالم بالترغيب والترهيب، هذه هي سياسة المملكة المتسلطة والمتجبرة، لكن سياساتها ذابت كفص الملح في حميم الأنصار، فكانت كفقاعات الصابون التي علت في الهواء، وانفجرت متلاشية فور ملامستها لشوكة واحدة من اشواك البأس اليماني.
لا تكفّ أبواق العدوان ساعة واحدة عن الحديث المجوّد والمنغّم عن الشعب اليمني ومعاناته، وكيف أن الحرب ألقت بتبعاتها ونتائجها وعلى كاهله، لكنها تتنصل من مسؤولياتها في ذلك، وتتملص من الاعتراف بوقوفها وراء كل هذه الكوارث الإنسانية بدءاً بقتل المدنيين وتدمير مساكنهم وأسواقهم وطرقاتهم ومستشفياتهم ومقرات أعمالهم، مروراً بالحصار الثلاثي ونهب واردات النفط والغاز في المحافظات المحتلة، وانتهاءً بتعنتها وعرقلتها أي تسوية سياسية من شأنها إنهاء الحرب وتطبيع الحياة العامة وعودة الاستقرار والأمان.
لم يكن العسيري وبعده الجبير وحيدين في نفث سموم هلوساتهما الباعثة على الشفقة من هذه الأبواق، بل كانت مئات الصحف والمحطات التلفزيونية والإذاعية، وعشرات الآلاف من المواقع والصفحات الإلكترونية قد وضعت في الاستخدام والاستثمار منذ بداية الحرب والعدوان على اليمن، كعامل إسناد مؤثر، ليس فقط لتدمير اليمن وشعبه، بل لضرب المبادئ والمفاهيم والثوابت الدينية والوطنية، والموقف اليمني الثابت والواسع، المقاوم والأبي القوي.
رحل العسيري قاتلا جبانا على مرأى ومسمع من العالم، ولم تشفع له نياشينه وصفته العسكرية، ولحقته لعنات الملايين من اليمنيين الذين باتت الخيام أوطانهم، والهبات والمساعدات اقتصادهم، والمقابر مزاراتهم، رحل منكسرا مهزوما ولم يقض بعد على ما أسماه الشرذمة اليمنية المجاهدة التي تشكل خطرا حقيقيا على أمن قرن الشيطان ومن خلفها قرني أمريكا وإسرائيل.
واليوم يرحل الجبير، ولم تحقق مملكته حرفا واحدا من خطاباته المتغطرسة المفضوحة، رحل يرافقه الصخب الذي يحدثه نظامه، والجحيم الذي أوقده اليمنيون لهياكل أوليائه، والعويل الذي يصدره معسكره من بطش اليمنيين وتنكيلهم.
رحلا الإثنان، وبقي صوت الشعب اليمني هو الأعلى خلافا لما اعتقد كثيرون من خارج فئة الخونة والمتخاذلين، الذين وقعوا ضحية ضعف إيمانهم فكان واضحا تأثرهم بلغة المستسلمين العملاء، هؤلاء بالضبط هم من ينبغي أن نمكنهم من فعل المراجعة للانتهاء بهم إلى حالة إيمانية أقوى بالوطن، والانتقال بهم إلى وضعية أكثر تحصينا ضد أبواق الاستهداف.
إن الصخب والعويل السعودي الخليجي بعد أربع سنوات من العدوان على اليمن، وضعفها الواهن من التآمر على سوريا، المقترن بإنفاق المليارات على الحثالات الارهابية للنيل منها، ليس صوتا مرتفعا أو يدا طولى، بل هو التأكيد المحسوس والدليل الملموس من أن صوت المقاومة هو الأعلى ويدها هي الأقوى.، وليكن المؤكد على نحو ثابت أن صوت الحق هو الأعلى، وليتأكد على نحو نهائي أن اليد المقاومة ضد مشاريع الفتنة والاحتلال والتفتيت والهيمنة هي الأقوى، شاء من شاء وابى من ابى.