{قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ}
عمران نت/ 18 / ديسمبر 2018م
من هدي القرآن الكريم
في مقابل عدوانهم وابتدائهم بالعدوان وتحركهم العدائي ضد الإسلام والمسلمين، في مقابل:{كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُواعَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً} في مقابل هذا:{قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ} في مقابل يعني: هناك خيار من خيارين إما خيار التقاعس والتخاذل والتهاون واللامبالاة والتنصل عن المسئولية، ويترتب على هذا الخيار أن يسيطروا عليكم، وأن يتغلبوا عليكم، ثم: {لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً} فيقتلون ويسفكون الدماء ويهتكون الأعراض، ويفعلون كل ما يحلو لهم من إهانة لكم، وإذلال لكم، وقهر لكم، وتسلط عليكم، أو أن تتحركوا في سبيل الله وأن تستجيبوا لله فتتحركوا في مواجهتهم كما هم متحركون أساساً بالعدوان عليكم، وحينها يكون الله معكم فينصركم، وبدلاً من أن تكونوا أنتم من تداسون وتهانون وتستذلون وتغلبون وتقهرون وتستباح دماءكم، وتقتلون حتى في الأسواق والطرقات وفي كل مكان وتهدر كرامتكم، وتنتهك أعراضكم، بدلاً من ذلك تتحركون أنتم فيكون الله معكم فيعذبهم بأيديكم، بما يلحقهم من قتل وهوان وألم ووجع، بدلاً من أن تكونوا أنتم المقهورون المستذلون المعانون المستباحون.
{قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ} يخزهم ويذلهم عندما يلحق بهم الهزيمة فيما هم عليه من كبرياء وتعالٍ وطغيان وتعالٍ واستكبار يلحق بهم الهزيمة، ويلحق بهم ما هو إذلال وهوان وخزي لهم.
{وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ} ويمنحكم النصر عليهم ينصركم هو، وهو حينما ينصركم فلا غالب لكم {إِنيَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ} (آل عمران:160) {وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ} صدور قوم مؤمنين ممن لاقوا المعاناة والألم والشدة وعانوا معاناة القهر والإذلال والطغيان، أولئك تشف صدورهم بما يلحق بأعداء الله الذين قد لطالما أذلوهم، اضطهد وهم، قهروهم، وعانوا منهم معاناة كبيرة.
{وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ} غيظ قلوب هؤلاء المؤمنين على ما قد نالهم من الاستهداف والقهر والظلم والضيم.
{وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَن يَشَاء} ومع هذا يتوب الله على من يشاء؛ لأن البعض وإن كانوا في صف الأعداء وإن كانوا في صف الأعداء يتحركون ضد الإسلام والمسلمين وضد الحق، لكنه عندما يرى قوة الإسلام قوة الإسلام تشكل جاذبية، جاذبية تجذب الأخرين إليه.
عندما يكون المسلمون في واقعهم في حال ضعف وعجز واستسلام وهوان، أمة مسحوقة مقهورة مهانة مستذلة ولا تتحرك بوجه أعدائها لا يكون في واقعها أي جاذبية للأخرين إلى الإسلام. وما هناك أحد في الأمم الأخرى يمكن أن يتمنى بأن يكون من المسلمين فيما هم عليه من هوان وذل وغير ذلك، لكن عندما يرى الآخرون قوة الإسلام ويروا عظمة الإسلام، ويروا النصر الإلهي والتأييد الإلهي حينها يتأثرون وينجذبون والبعض يهتدي ويؤمن.
{وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَن يَشَاء وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} فهو عليم بعباده، وعليم بما يصلحهم، وعليم أيضاً بما يفيد في مواجهة أعداء المؤمنين، وعليم بكل شيء، وحكيم يرسم المواقف الحكيمة ويقدر أمور عباده على أساس من حكمته.
إذاً المسئولية الجهادية مسئولية أساسية، مسئولية أساسية لا غنى عنها أبداً، لو حاول البعض أن يتهرب أو يتنصل أو يتجاهل لابد من المسئولية الجهادية لدفع خطر أعداء الإسلام والمسلمين، لحماية الأمة بدينها وعرضها وشرفها وخيراتها وعزتها وكرامتها، ما هناك غنى عن المسئولية الجهادية أبداً، الأحداث نفسها، المتغيرات، عدوانية الأعداء، بدئهم بالعدوان والاستهداف للمسلمين يفرض هذه المسئولية ويحتم هذه المسئولية إضافة إلى أوامر الله المتكررة.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد
عبد الملك بدر الدين الحوثي/ حفظه الله.
(دروس من سورة التوبة – الدرس الثاني)
بتاريخ: 6/ رمضان/1434هـ
اليمن – صعدة.