من عبق السّويد
عمران نت/ 15 / ديسمبر 2018م
بقلم / أشواق مهدي دومان
أفكّر فيمن يقلّلون من شأن انتصارات رجال اللّه في مفاوضات السّويد و التي وجّه الوفد اليمني الوفيّ فيها و عبرها رسائل وصفعات قويّة في وجوه وفد الارتزاق المخذولين المدفوعين بالدّينار و الدّرهم العاجزين المهزومين من قبل ومن بعد ،
كانت انتصارات رجال اللّه السياسيّة في مفاوضات السّويد رحمات في باطنها ، تنازلات في ظاهرها ، كانت دروسا منتقاة من تحرّكات سيّد الكونين ، و أعظم قائد للبشريّة ( صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) ، و قد شبه موقف رجال اللّه اليوم بقيادة السيد القائد ( أبي جبريل ) بموقف رجال اللّه بقيادة الرّسول الأعظم ،
كانت انتصارات و حجج و مقدّمات لفتوحات عظمى لا يفقهها إلّا متقصٍّ متتبع لحركة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ) في صلح الحديبيّة و ما بعده،
و من انتصارات رجال اللّه اليوم كانت رسائل ودروس نفسيّة ارتدّت قهرا و ألما وصراعا في نفوس وفد الارتزاق رأيناها حين مدّ ذلك الأقرع صغير الحلم ، و صافح بليغ البيان ، قويم اللسان ( محمد عبدالسّلام) فقد كانت نظرات الشّامخ المتواضع ( عبدالسّلام ) بها من الأنفة و الكبرياء كأنّها نظرات صقر جريح يؤلمه أن يقف أمامه فيل بهيئة شخص من بني جلدته يتكلّم باسم العدوان و يضع قفازا أمريكسعودي على يديه ،،
رأيت و تمعّنت في تلك المصافحة ، التي سمى فيها ‘( محمّد عبدالسّلام) بنظراته محاولا ألّا يرى أو يتمعن في وجه ذاك الطّبل الأقرع ، المجرم الّناطق بلسان العدوان ولكنّه ما خذله فلم يرُدّ يده عن مصافحته بل صافحه ملقّنا إيّاه درسا ؛ بأنّي اليمن و قد أتيتُ من اليمن فمن تكون أنتَ ، و من أين أتيت ؟
هل أنت أمريكا و بريطانيا أم مستعمرتاهما السّعوديّة و الإمارات ؟
يا هذا : أنا الآتي من اليمن أتيت لأنطق بلسان ثلاثين مليونا فلمن تنطق و لكم سينطق لسانك ؟
أتيتُ من اليمن التي هي أكبر منك و من خارطة طريقك التي رسمها لك ترامب و ابن سلمان و ابن زايد ،،،
و سأصافحك ليس إلّا لأنّك يمني فقط ، و قد تعود لرشدك يوما و حتّى لا أخذلك فلن أمتنع عن مصافحتك ، و لو أردتُ احتقارك أمام أربابك فقد خذلتك و لا أتمنّى لك الخذلان و لازلتَ ( في قلبي ) يمنيّا، و لا أتمنى لك سوى العزّة التي أضعتها أنتَ نفسك حين شتّتها و تركتها تائهة على قوارع الطّرق و في دهاليز شقق المعتدين و فنادقهم ،،
رأيتُ في مصافحة المغوار الشّهم النّبيل ( محمّد عبدالسّلام) لذاك الجبان الأقرع رسائل نفسيّة كأنّها عواصف ،
رأيتُ نظرات ذاك الصقر الجريح ( عبدالسّلام ) رسائل عتاب لذاك الأقرع عديم الإحساس الذي أبطأ في أن يفلت ّ كفّه من كف ّ( محمّد عبدالسلام ) كأنّه أراد القول :
يااااه كم لي من مصافحة الوطن ، و كم أنا غبي حين تهتُ عن الوطن ،،
نعم محمّد عبدالسّلام رجل بحجم اليمن شامخ يلقّن أقرع وفد الارتزاق و بقيّة القطيع الذي أتى بلسان العدوان ، يلقّنه وفدنا الوطني برئاسة ( محمّد عبدالسلام) دروسا في الوطنيّة تقول :
لأنّك يمني فلن أخذلك و لن أهينك أمام ذلك المعتدي الذي ارتضيتَ لنفسك ، و سمحت لها بأن تخنع و تأتي من مسافات لا لتنطق باسم الوطن الجريح بل أتت بكلّ وقاحة لتنطق باسم المحتل القبيح ،،،
فيا وطني كم أنتَ عظيم ، و يا وطني كم أنت كبير !!
و يا وطني : كم أنت غال و قد حملك رجال اللّه بين حناياهم، و طاروا بجراحاتك لينثروها على العالم أنّات و آلاما و دماء و دموعا ، علّ رذاذ الإنسانيّة يحرّك و يحيي الضّمير الميّت فيهم ، لو كانوا أصلا من بني إنسان .
# وفدنا _ الوطني : دمتم _للأحرار _ أغلى الأوطان .
و السّلام