مقارنة بين قمة الثمان 2004 وقمة العشرين 2018 ؟
عمران نت/ 8 / ديسمبر 2018م
بقلم / زيد البعوة
ما هو وجه الشبه بين قمة الثمان في عام 2004م وقمة العشرين في عام 2018م من حيث مشاركة الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح في قمة الدول الثمان الصناعية الكبرى في أمريكا ومن حيث مشاركة السعوديّة في قمة الدول العشرين في الأرجنتين؟
قبل الحديث عن وجه الشبه بين القمتين أولاً بعض المعلومات عن الدول الثمان الصناعية الكبرى في العالم والتي تضم كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وأمريكا واليابان وبريطانيا وروسيا والاتّحاد الأوروبي.
وفي عام 1999م وأثناء انعقاد قمة الدول الثمان تم تأسيسُ قمة العشرين التي تضم الدول الكبرى التجارية والصناعية في العالم وهي كالتالي أمريكا وبريطانيا وألمانيا وروسيا واليابان واستراليا والصين وفرنسا وكندا والأرجنتين والهند وإندونيسيا وايطاليا والمكسيك والسعوديّة وجنوب افريقيا وتركيا وكوريا الجنوبية والاتّحاد الأوروبي له ممثلان اثنان.
وللعودة إلى موضوعنا الأساسي عن وجه الشبه والمقارنة بين قمتَي الثماني عام 2004 م والعشرين 2018 م نجدُ أن الرئيس اليمني السابق علي صالح حضر قمةَ الدول الصناعية رغم أن اليمن ليس دولةً صناعية وكان حضوره سياسيّاً وإعْلَامياً اكثر مما هو تجاريّ وصناعيّ، ولاحظنا كيف كان القادة ينظرون إليه ويستغربون وجودَه، وبعد عودته من القمة أعلن الحرب الأولى على صعدة منطقة مران، فكان السبب الرئيسي لحضور القمة هو عقد صفقة سياسيّة وظهور إعْلَامي وخدمة مشاريع أمريكا ودول الاستكبار وفي مقدمتها أمريكا.
أما بخصوص السعوديّة فهي عضوٌ أساسٌ في دول قمة العشرين لكنهم لا يعيرونها أي اهتمام فهي ليست دولة صناعية ولا حتى دولة تجارية فقط سُمعتها المادية ضمتها إلى قمة العشرين ولكن كان الحضور هذا العام لمحمد بن سلمان في قمة العشرين لا يختلف كثيراً عن حضور علي صالح عام 2004 م في قمة الدول الثمان من حيث الاحتقار والمضمون والأهداف السياسيّة والإعْلَامية وتنفيذ مشاريع دول الاستكبار التي تسعى لها أمريكا.
على الرغم مما قد فعلته السعوديّة وبن سلمان من أجل أمريكا وفي مقدمتها الحرب على سوريا والعدوان على اليمن إلّا أن أموال بن سلمان لم تشفع له من أن يكون محط احتقار وازدراء بين رؤساء الدول الكبرى وأمام العالم، والموقفُ المخزي والمهينُ في قمة العشرين كان متعمداً ومقصوداً.
ولو نأتي لنتحدث عن فوائد هذه القمم نجد أنها بقدر ما هي صناعية وتجارية إلّا انها سياسيّة واستكبارية وعسكريّة لمصلحة أمريكا وروسيا والصين والمانيا وفرنسا وبريطانيا والاتّحاد الأوروبي وحلفائهم وليس لها أية فوائد للأمة العربية والإسْلَامية.
وكذلك الحال بالنسبة لعلي صالح ما الذي استفاد من حضور القمة في 2004 م هل عاد ليعلن اليمن دولة صناعية؟ أم عاد ليعلن الحرب على اليمن لمصلحة أمريكا؟ كذلك الحال بالنسبة لبن سلمان ماذا استفاد من حضور قمة العشرين هل سيعود ليعلن السعوديّة دولة صناعية وينافس اليابان والصين والدول العظمى أم أنه فقط حصد الخزي والعار؟
كل القمم التي يعقدها المجتمع الدولي وفي مقدمتها دول الاستكبار بقيادة أمريكا لا تمد بأي صلة للعرب والمسلمين ولا تدر عليهم أي فائدة ولا مصلحة فقط تجعلهم سوقاً استهلاكية في الجانب الاقتصادي وميدان صراع في الجانب العسكريّ الاستعماري وهذا ما أثبتته الأَيَّام.
واليوم وبعد ما حصل لبن سلمان في قمة العشرين هل سيستفيد ويأخذ العبر والدروس أم أنه سيمضي على نهج علي صالح الذي خدم أمريكا طويلاً وقُتل في سبيلها دون أن يحصل على مقام مادي ولا معنوي بل خسر الدنيا والآخرة؟.