السعودية ستغير اسمها…والسبب “أزمات”
عمران نت- تحليلات
أدخل الملك السعودي السابق عبد الله بن عبد العزيز السعودية في سياسة جديدة، تركزت على دعم التنظيمات التكفيرية في بعض الدول العربية والإسلامية كالتنظيمات المتواجدة في سوريا، وكان ينتهج سياسة هادئة وأقرب إلى السرية متوخيًا الحذر من عواقب هذه السياسة التي كان يدركها جيدًا.
و بعد رحيل عبد الله واستلام سلمان بن عبد العزيز كرسي الزعامة، بدأت سياسة السعودية تواجه العديد من المخاطر على الصعيدين الداخلي والخارجي نتيجة سياسات خاطئة تراكمت فوق سياسة الملك عبدالله.
أولا: على الصعيد الداخلي:
تنقسم أزمة السعودية الداخلية إلى قسمين:
أ)- أزمة الأسرة الحاكمة:
كانت السعودية في عهد الملك عبدالله تعاني من تصدعات داخل الأسرة الحاكمة، ولكن الملك عبد الله استطاع تقليل الهوة بين أفراد العائلة، ونجح في السيطرة على زمام الأمور والإبقاء عليها بعيدة عن الأضواء، وهذا ما فشل الملك سلمان فيه، إذ باتت الخلافات هذه أكثر وضوحًا وخصوصًا مع تولي ابن سلمان محمد لمنصب ولي ولي العهد وتأثيره الكبير على السياسة السعودية بسبب اشغاله لمنصب وزير الدفاع.
الخلاف الدائر يتركز بين ولي العهد محمد بن نايف وولي ولي العهد محمد بن سلمان، وخاصة أن محمد بن سلمان الابن المدلل للملك بات ينفرد بالعديد من القرارات السعودية، ويتهمه كثيرون في البلاط الحاكم بأنه صاحب سياسة طائشة، ويتخوف محمد بن نايف أن يفقد منصبه اثر قرار ملكي يعطي محمد بن سلمان منصب ولي العهد، ولهذا فإن ابن نايف وحاشيته يعملون على إقصاء وإبعاد محمد بن سلمان الذي يحاول تثبيت دوره في السياسة السعودية طامحًا إلى وراثة الحكم عن أبيه.
النزاع بدأ منذ وصول سلمان بن عبد العزيز الذي أصدر بيانًا ملكيًا عزل فيه أخيه الأمير مقرن من ولاية العهد معطيًا المنصب لمحمد بن نايف، الأمر الذي اعتبره أفراد الأسرة الحاكمة خرقاً كبيراً للبروتوكول المتبع لانتقال الحكم، إذ أن الملك سلمان ضرب بعرض الحائط مرسوم تعيين ولي العهد من قبل ما يسمى هيئة البيعة التي أسسها سلفه الملك عبدالله، هذا فضلاً عن نقله ولاية العهد وولاية ولاية العهد من الجيل الثاني من أولاد عبد العزيز إلى أمراء الجيل الثالث، وهنا تكمن المعضلة اذ أن عدد أمراء الجيل الثالث بالآلاف و العُرف القائم كان بانتقال الحكم من الأخ لأخيه من أولاد عبد العزيز وكانت الأولوية للأكبر فالأكبر سناً، أما الآن فلا آلية واضحة لتوزيع المناصب.
ب)- أزمة السلطات مع الشعب:
تعاني السعودية من وضع مضطرب داخليًا، فانخفاض أسعار النفط اضافةً إلى الملفات الخارجية التي تورطت بها السعودية انعكست سلبًاعلى حياة المواطنين الذين يلقون اللوم على سياسات الأمير الشاب وزير الدفاع محمد بن سلمان الذي أدخل البلاد في دوامة حرب طويلة الأمد مع اليمن، وكذلك فإن العمليات الإرهابية التي تضرب أهالي المنطقة الشرقية لا تزال مستمرة دون توقف، ولا يزال التضييق الذي تمارسه السلطات السعودية على أهالي تلك المنطقة يشكل عقدة صعبة الحل وخاصة بعد قيام السلطات السعودية بإعدام الشيخ النمر ورفضها تسليم جثته لذويه.
ثانيًا: على الصعيد الدولي:
أدخلت السعودية نفسها في سياسات استنزاف خطيرة، وتبنت قضايا كثيرة خسرتها كلها، ففي الملف السوري فشلت السعودية طوال قرابة 5 أعوام من فرض سياساتها على سورية، وكذلك رغم دعمها المتواصل للجماعات التكفيرية لم تنجح في تحقيق أي انتصارٍ سياسي أو ميداني، بل على العكس ارتبط اسم الرياض بالإرهاب وأصبحت عبئًا على حلفائها في المحافل الدولية، وصحيح أن هذه السياسة كانت منذ عهد الملك عبد الله، إلا أنها أصبحت أكثر وضوحًا زمن الملك سلمان وخاصة بعد أن استضافت الرياض علنًا مؤتمر جمع العديد من الجماعات التكفيرية.
كذلك في اليمن، فإن سياسة الأمير محمد بن سلمان فشلت، ورغم أشهر طويلة من الحملة الشعواء فشلت السعودية رغم تلقيها دعمًا عربيًا ودوليًا كبيرًا في تحقيق أي إنجاز حاسم، وهذا ما زاد ورطة محمد بن سلمان أكثر، كما أصبح موضع انتقادٍ شديد من منافسيه السياسيين الذين يسعون إلى تنحيته عن السياسة السعودية منعًا من توليه منصب والده الذي يعاني مشاكل صحية كثيرة.
طريق الخلاص الخاطئ:
وجدت السعودية في إيران طريق الخلاص من أزماتها، فعمدت إلى افتعال الأزمات مع إيران، اذ يعتقد حكام السعودية أن هذا هو الحل الوحيد لتوحيد الصف الداخلي وجلب الدعم الإسلامي والعربي بتصوير إيران على أنها دولة شيعية تعادي المسلمين السنة، ودولة فارسية تعادي العرب، وبهذا يحاول صناع القرار في الرياض فضفضة النزاعات الداخلية بين أطراف الأسرة الحاكمة من جهة، وبين الشعب والسلطات من جهة أخرى، كما أن الرياض تحاول تحزيب الدول العربية والإسلامية تحت قيادتها بذريعة “التصدي للمد الشيعي والفارسي”، أي يمكن القول أن السعودية تحاول فتح جبهات جديدة مع إيران لحرف البوصلة بشكل يخفف من حدة أزماتها.
الوضع في السعودية غير مستقر، لا داخليًا ولا خارجيًا، والتوترات تهدد حكم آل سعود في الرياض، وتوتير الأوضاع مع طهران ليس إلا مستنقعًا جديدًا دخلته السعودية ليضاف إلى، الأزمات التي تعاني منها، وما هو مؤكد أن كثرة هذه الأزمات سيطيح بحكم آل سعود، ولكن يبقى السؤال الذي يجب على الشعب السعودي البحث عن إجابة له، ماذا سيختار السعوديون اسمًا لدولتهم بعد انتهاء حكم آل سعود!؟.
نقلا عن موقع الوقت التحليلي