التبعيَّة لمن هم في صراط الله أفضل من تبعية من يجعلون أنفسهم أنداداً من دون الله
عمران نت/ 23 / نوفمبر 2018م
من هدي القرآن الكريم
إذاً فالناس الآن هنا في الدنيا، تحاول أن تتبرأ ممن يمكن أن يكونوا أنداداً لله عندما تتبعهم أعني: الكبار الذين هم في الواقع على غير صراط الله، كل من هو كبير على غير صراط الله، الناس يحولونه إلى ند لله عندما يسيرون وراءه ولا يسيرون في صراط الله. ولأن من يسيرون على صراط الله لا تحصل هذه الحالة على الإطلاق مهما كانوا كباراً أمامهم، لماذا؟ لأن من يسيرون على صراط الله لا يقدمون أنفسهم كأنداد لله هو يقود إلى الله يدعو الناس إلى الله أن يتبعوا هداه؛ ليهديهم إلى الله، أما الطرف الآخر عادة هم يأتون إلى عنده فقط، يسمعون توجيهاته هو فقط، إذاً وماذا بقي وراءك؟ هو لا يهديك إلى الله.
قد تحصل هذه من عالم دين وهو في نفس الوقت يبدو أمام الناس أنه ممن هم في طريق هدى الله، لكن متى ما انطلق، لا يبين آيات الله، في الأخير يبين نفسيته، يجعل الناس يصلون إلى عنده فقط! هدى الله هو مسيرة، مسيرة لو كان على هدى الله لكان في مسيرة في حركة.
{أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} (الأنعام: من الآية90) ألم يجعلها مسيرة واحدة في هذه الحياة، مسيرة متحركة؟ إذاً فالعالم في الأخير الذي لا يدعو الناس إلى الله، ولا يهديهم بهدى الله، وإنما يقدم لهم رؤاه التي تعكس ضعفه، وقلة فهمه للواقع وقلة فهمه لمسئوليته هو، ثم في الأخير يريد أن يعملوا بتوجيهاته هو هو، وأن يوصلوا إلى عنده هو فقط ويجلسون مثله هو، أليس هو هنا وقّفهم عنده؟ كذلك الأنداد الآخرين يعظمونه هو هو فقط إلى حد أنه أصبح يقدم رمزاً لأي عنوان يحمله، وإلى عنده فقط!
إن كل النوعيات هذه ممن ليسوا على صراط الله هم من يصبح في الأخير ندّاً لله، أما الآخرون ممن هم في صراط الله تجد مثلاً بالنسبة لرسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) ألم يأمرنا بأن نعظمه ونجله (صلوات الله عليه وعلى آله) وأن نصلي عليه كلما ذكر؟ لكن هل القضية تنتهي عنده هو؟ هو برز في الصورة داعياً إلى الله أليس هكذا؟ {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ} (الأحزاب: من الآية46) لا يوجد وقفة ندية هنا نهائياً، مهما عظم الشخص تعظمه تكبره تجله وهي كلها في المسيرة إلى الله، لا يحصل فيها ندية نهائياً.
هذه القضية يجب أن نفهمها فهما كاملا موضوع: التبعية ـ التي تسمى ـ؛ لأن البعض يكون عنده أن المسألة سواء إذا قلت: اتبع فلان، يكون عنده [يعني لم يعد هناك إلا كلامه وسنحتاج نسير بعده؟!] أنت ستنتهي إلى حالة من هذه مع هذا أو مع هذا، فإما أن تكون الحالة التي أنت عليها متبعاً لمن هم في طريق الله، فهي حركة لا يوجد فيها ندية نهائياً مهما عظم عندك، أو أن تكون تابعاً لمن هم في الواقع يصبحون أنداداً، أنت تجعلهم، ما هناك أحد هو في واقعه يصبح نداً، أنت تجعلهم أنداداً لله، عندما تسير في طريقهم وهي غير طريق الله، تعمل بتوجيهاتهم وهي التوجيهات التي لا تهدي إلى الله، وهكذا، فالمسألة ليست سواء.
{وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّأُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ} (البقرة: من الآية167) قبل دخول النار وفي النار لا يزال يتعذب عذاب النار وعذاب الحسرات، العذاب النفسي مع عذاب الحريق، {كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ} نعوذ بالله {وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} (البقرة: من الآية167) لأنه كان معهم مخرج في الدنيا أن لا يدخلوا النار، وكان معهم فرصة أن يتبرءوا ممن هم أنداداً لله هنا في الدنيا وما تزال تنفع البراءة والتبرؤ منهم.
إذاً نفهم من هذه الخطورة الكبيرة عندما لا يقدر الناس هدى الله حق قدره، عندما لا يعتبرونه نعمة كبيرة، عندما لا يوطنون أنفسهم على الإلتزام به، تصبح الحالة هكذا، هذه الحالات السيئة الرهيبة أمام من يجعلون أنفسهم كهداة وهم في الواقع يكتمون، أمام من يكتمون هدى الله، أمام من يصرفون الناس عن طريق الله، وأمام التابعين أنفسهم، أليست هذه تعتبر حالة سيئة جداً؟.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد / حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.
الدرس الثامن من دروس رمضان المبارك / ص -22.