لماذا وصلت جثة خاشقجي إلى المسلخ الدولي للإستثمار الأمريكي؟!
عمران نت/ 21 / نوفمبر 2018م
بقلم / نجيب القرن
هل كان على الأتراك أن يربطوا ملف مقتل خاشقجي بأمريكا نفسها وخصوصا بشخص ترامب؟!
الاستخبارات الامريكية حضرت سابقا إلى تركيا لجمع معلومات حول الجثة وتصريحات متعددة بعضها وصلت إلى حد اللي لرقبة محمد بن سلمان ! ثم مؤخرا طغت نغمة اختلاف التباينات بين تصريحات وكالة السي آي إيه وبين وزارة الخارجية الأمريكية ..ليتدخل بعدها ترامب ويصرح بالقول (سأحصل على تقرير مفصل عن مقتل خاشقجي الثلاثاء المقبل ) .
لاحظوا كيف يعملون على أن يصبح العالم مهيئا دوما ليكون مستسلما لا يملك رأيا مستقلا بذاته ..مؤكد أن غالبية الشعوب وقادتها ستتوجه بأنظارها لترقب يوم الثلاثاء القادم وتتقبل أي شيء ! وكأن ترامب هو من سيقرر منطوق الحكم وإغلاق ملف الجثة ،
وبالطبع فإن الحاكم الأمريكي لا تهمه جثة ولا ملايين الجثث مقابل وضع المزاد وحضور الفائدة .
لماذا أصبحت أمريكا هي المتحكمة بكل شيء في حياتنا من أكبر الأمور حتى أصغرها ؟
مع أن ملف خاشقجي كان بإمكان تركيا أن تحله بنفسها لكن حتى تركيا لا تستطيع أن تستقل بقرار منفصل وبعيد عن دائرة العين الامريكية ولو كانت جثة فرد واحد ، ولهذا تم تدويل القضية بين أكثر من دولة وليصبح المتفرد الأكبر بها بعد ذلك هو ترامب .
هذه هي خلاصة قيم المدنية الحديثة والتي تدعيها كبرى أنظمة العالم .
لقد تعرت كثيرا من الأنظمة العربية والإسلامية والخانعة للنظام الامريكي تعروا أمام غالبية الشعوب ، فضحتهم كثير من الدماء التي سالت في العالم المظلوم ومؤخرا جثة خاشجي لوحدها والتي حاولوا من خلالها أن يظهروا كم هم إنسانيين لا يقبلون بقتل إنسان وأنهم يرقبون المجرم ويسعون بقوة لتقديمه ليد العدالة ، لكن مرآة الحقيقة تكشفهم تماما ليظهروا وبوضوح كمستثمرين رأسماليين ومرابحين لا غير ،
هناك من قتل وقطع الجثة وهناك من يسعى جاهدا لعرضها في المزاد العالمي أو المسلخ الدولي للإستثمار الأمريكي ! .
إنه نظام الشيطان الأكبر والمتجرد من كل قيم الإنسانية المستند لثقافة الرأسمالية الساعية في نهاية المطاف لتعزيز غزو وتدمير البلدان وصولا لاستحواذ واستثمار أصغر الأشياء ولو كانت جثة خاشقجي .