هويتنا الإيمانية .. سر صمودنا
عمران نت/ 21 / نوفمبر 2018م
بقلم / عفاف محمد
كانت كلمة سماحة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي سلام الله عليه بمناسبة ذكرى مولد الرسول الأعظم لا تخلو من القيم الروحية التي لطالما سعى لتهذيبنا من خلالها وحرص على إرشادنا للطريق الصواب الذي يقوي علاقتنا بالله ويجعل من أعمالنا خالصة لوجه الله والتي نستسقيها من روح القرآن وبها ننعش ونحيي هويتنا الإيمانية والتي جبلنا عليها ؛ وكانت اساساً كامناً فينا لولا آفات الأفكار التي تقاطرت لنا من كل حدب وصوب في صورة غزو فكري سعى لحرف مؤشر البوصلة عن قيمنا ومبادئها التي هي في الأساس هوية راسخة فينا .
كان ولا زال السيد بخطاباته هو المعلم الروحي. وما أعظم تحيته في كلمته وهو يرحب بالحضور الذي أسعدتهم طلته قائلا لهم
بارك الله فيكم يا أهل الوفاء والشهامة ونفسي لكم الفداء.
فكم هو قريب من أنفسنا وهو يرشدنا إلى الصواب ؛ ونحن نستشعر قمة إهتمامه ليستقيم عودنا، وحثه لنا بأن نجعل من رسول الله عليه الصلاة والسلام وعلى آله أسوة وقدوة لنا . وهل بعده في البرية من عظيم ننهل منه الحكمة والرأى السديد والقول الرشيد؟
تحدث السيد عبدالملك رعاه الله عن أمور شتى هي حاضرة وحية فينا استسقاها من الثقافة القرآنية فأعادت في تنفسنا البهاء الإيماني والرونق المشع الذي كان قد غاب وأظلمت بغيابه أنفسنا .
نبذ النفاق وبين مساوئه، وأكد أن النصر هو عاقبة الصبر ، وحثنا على جعل مناسبة الأحتفال بمولد الرسول الأعظم محطة تعبوية إيمانية، وحذر الشباب والشابات من المزالق التي قد يقعون فيها بسبب استهداف هويتهم بطرق ملتوية وحثهم على تحصين وتزكية انفسهم بثقافة القرآن، وأكد سماحته تمسكنا في حقنا بالحرية والإستقلال والدفاع عن أنفسنا وبلدنا والتصدي للعدوان على أساس هويتنا الإيمانية. وشدد على تمسك الشعب بقضيته وأدان اشكال التطبيع والتحالف مع إسرائيل، ودعا السلطة الرسمية للعمل على تحقيق مطالب الشعب ومحاربة الفساد والمفسدين . لم ينسَ أن يحيي فصائل المقاومة الفلسطينية ؛وأكد وقوفنا إلى جانب قضيتهم . وكذلك دعا الشعب للتكافل الإجتماعي وإغاثة الفقراء والمحتاجين وإخراج الزكاة .
فالمتأمل للنقاط التي طرحها سماحته سيجد انها تحثنا على سبل نيل الكرامات والعيش بحرية مطلقة؛ ولطالما زودنا سيدنا بالتقى وألهمنا الصواب . فكم نحن محظوظون أن يكون قائدنا العلم بهذا المستوى من الوعي والرقي والأخلاق ، ملم بالثقافة الدينية والفكرية والسياسية والإجتماعية؛ ومدرك لكل جوانب الإنسان والمداخل التي تشكله وتستطيع ان تجعل منه إما بشراً سوياً أو منحرفاً .
فسلام الله على وعيه وعلى إرشاده الذي يعتبر محطة تعبوية ايمانية والتي يتبين من أنها هي سر القوة والصمود و لايجب ان نتغافل وعظه إيانا ولو للحظة . فمن أراد الكرامة لنفسه فليتبع تلك الخطى المرسومة التي خطها لنا سليل النبي الهاشمي العربي الأصيل الزكي ؛ معلمنا الروحي ألف سلام عليه وعلى طلته البهية التي تبهج الخاطر وتسر الناظر.
وأنفسنا هي له فداء.